دبوس
ما قبل الهدم
حرق القرآن، والإمعان في إهانة 2 مليار مسلم، هو جسّ نبض ما قبل هدم الأقصى، أكاد أجزم بذلك، وإلّا فما الذي يستدعي ان ينخرط الموساد الإسرائيلي في تجنيد سلوان موميكا لاستخدامه في عملية حرق وتدنيس القرآن الكريم، لعدة مرات متتالية، ومن ثم مراقبة الكيفية التي سيترتب عليها ردّ الفعل الإسلامي؟
الخلاصة التي ستنبثق لدى استراتيجيّي الكيان وصانعي القرار فيه هي انّ من لم يستثره حرق وتدنيس أقدس المقدسات، وهو القرآن الكريم، سوف لن يتجاوز ردّ فعله إزاء هدم الأقصى، الاستنكار والشجب والتنديد، ثم ستمضي الأيام والشهور والسنين وستنسى هذه الأمة ما حدث، ويمرّ الأمر وكأنّ شيئاً لم يكن، ناهيك عن انّ هدم الأقصى خلال ما يمرّ به الكيان من انقسامات بالغة الحدة في الداخل، والتهديد الوجودي الذي قد يترتب على هذه الانقسامات، والتي هي آخذة بالتفاقم بلا أمل بانخفاض وتيرتها، سوف يؤدّي الى تلاشي هذا الغليان لمصلحة المصالحة والوصول الى قواسم مشتركة، وإنهاء حالة التناحر والتباغض، من خلال الحصول على نصر معنوي باهر على “العدو” في ما وراء الحدود، والتظهير بأنّ المردوع الوحيد في هذا الصراع، هو هذه الأمة المترامية الأطراف، ولكن بلا جدوى وبلا اي تأثير… والدليل على ذلك، أننا هدمنا الأقصى، فاكتفت هذه الأمة بعبارات الشجب والاستنكار والتنديد، ووقفت عند هذا الحدّ بدون أيّ إجراء عملي!
الرسالة التي أرسلتها أمتنا الى هذا العدو، من خلال التقاعس والتخاذل وانعدام الإرادة، مفادها، إهدم ولا تبالي، فنحن أمة ماتت منذ قرون، وأصبحنا الآن جسداً عملاقاً، ولكن بلا روح، ملقيّاً به على أرض الخذلان، وهو لا يملك من أمره شيئاً، أما كلّ تلك التنطحات والادّعاءات بأننا أمة الإيمان، وأمة البذل والعطاء في سبيل القيم التي نؤمن بها، فما هي الا ترّهات وممارسات لعملية مخاتلة للذات، تنكشف عند أول اختبار، فيتّضح أمرنا، وينفضح خواؤنا وادّعاؤنا الفارغ بالتميّز الإيماني، والشموخ العقائدي…
سميح التايه