أخيرة

دبوس

الأفول الحتمي

المسيرة حتمية نحو التهاوي والاندثار، كل الأرقام والإحصائيات تؤشر الى ذلك، في القرن الفائت، كان الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة الأميركية يضارع الناتج القومي الإجمالي لمجمل العالم، فيما بين العقد الرابع والعقد الخامس من القرن، الآن، لا يتجاوز الناتج القومي الإجمالي الأميركي 25% من ناتج الكرة الارضية، يفاقم هذا التراجع، دين عام يجاوز ال 150 % من الناتج القومي الاجمالي.
توّج هذا المشهد البارحة، التصنيف الائتماني المستجدّ والذي، ولأول مرة في التاريخ، يصنف دولة الهيمنة سلبياً، التداعيات لذلك ستترى تباعاً، فأول مؤشرات الوهن الاقتصادي لأي بلد في العالم، هو الشعور بعدم الثقة والإبهام في ما يخبّئه الآتي من الأيام.
اول الغيث قطر، الشارع يئن تحت وطأة التضخم، ونسبةمن هم تحت خط الفقر في تزايد مستمر، والترف الذي لطالما تفاخر به المجتمع الأميركي، أصبح صعب المنال، ومما يزيد الطين بلة لدولة الهيمنة، الصعود المضطرد لقوىً أخرى في العالم، تسارع الخطى بلا كلل ولا ملل نحو القمة…
الصين حالياً، وحسب معيار ppp هي الأولى اقتصادياً، وحسب معيار gdp، هي الثانية بعد الولايات المتحدة الأميركية، ولكنها، وحسب نفس المعيار، سوف تصبح الأولى في غضون سنين لا تزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة.
الهند، وخلال 12 سنة من الآن، مرشحة لأن تصبح الاقتصاد الثاني في العالم خلف الصين، وقبل أميركا لتحتلّ الولايات المتحدة المرتبة الثالثة.
النسر الأميركي الذهبي سيجد طريقه قريباً نحو الهبوط، فما طار طير وارتفع، إلّا كما طار وقع، لن يكون مستغرباً ان تجد أميركيين خلال العقد المقبل، يسافرون الى ما وراء البحار، طلباً للعمل وللرزق في بلاد صاعدة أخرى، تقدّم فرصاً أكثر ثباتاً وإغراءً.
الأيام دول، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى