أولى

رياض سلامة عدة كذبات دفعة واحدة

مع صدور العقوبات الأميركية البريطانية الكندية بحق رياض سلامة وشقيقه وابنه ومعاونته وصديقته، كما قال البيان الأميركي وتجميد كافة أمواله وأصوله في كل المصارف العالمية، تنتهي واحدة من الكذبات الكبرى التي انطلت على اللبنانيين خلال ثلاثين عاماً قوامها أن رياض سلامة خط أحمر أميركي، وإذا كان أكيداً أن سلامة كان خادماً مطيعاً لتحقيق المصالح والسياسات الأميركية على حساب بلده وأبناء بلده وسيادتهم ومصالحهم، فالأكيد الذي يثبت اليوم أنه ليس خطاً أحمر أميركياً، وأنه كما كل الخدم بعيون الأميركيين لهم زمن تنتهي فيه صلاحيتهم، فيتم رميهم كعبوة منتهية الصلاحية.
طبعاً، لا تبرئ العقوبات التي يفرضها كل الغرب على سلامة، ولا ملاحقة أجهزته القضائية لسلامة وفريقه، ساحة هؤلاء الذين لم يكتشفوا الآن حقيقة ما يقولونه عن سلامة، بل كانوا يعلمون ويسهلون لسلامة وأفعاله الخارجة عن القانون، سواء لتبديد ثروات اللبنانيين او لمدّ اليد عليها.
إذا كانت الكذبة الأولى التي سقطت هي أن سلامة خط أحمر أميركي، كما قال أكثر من مسؤول لبناني سابقاً، فإن أكاذيب أخرى مثلها سلامة سقطت تباعاً، منها كذبة عبقرية سلامة، التي تبين أنها كذبة كبيرة، وأن سلامة كان يتقن الألاعيب والخزعبلات، لتغطية نقاط القوة في أسواق الصرف التي يمتلكها لبنان، ويتولى استثمارها لحسابه وحساب فريقه وحساب الذين يريد رشوتهم من الإعلاميين والسياسيين، وينسبها بطولات أنتجتها عبقريته، وهناك جيش من الإعلاميين والمحللين والخبراء جاهز لاحتلال شاشات جاهزة أيضاً، لبدء حفلة الطبل والزمر لإعلان الذهول والدهشة من إنجازات هذا العبقري الفريد، داهش عصره كما قالت إحدى مقدمات نشرات الأخبار في أحد التلفزيونات، رياض سلامة، وبالمناسبة هل يسأل سلامة نفسه الآن أين هم هؤلاء. ولماذا انتهى كقضية عن جدول أعمالهم؟
الكذبة التي كانت ختام مسيرة غير المأسوف على رحيله رياض سلامة، هي أن سوق الصرف سوف تسجل انهياراً كارثياً إذا رحل سلامة، وان الليرة سوف تبلغ سعر الثلاثمئة ألف ليرة وربما تصل الى سعر المليون ليرة، ويتذكّر اللبنانيون من الرقمين من هم السياسيون والإعلاميون والمحللون والخبراء الذين قالوا ذلك، كما يتذكرون كلمة البطريرك بشارة الراعي، وكلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن الضابط الذي لا يمكن تبديله في قلب الحرب، وها نحن بعد عشرة أيام من رحيل سلامة وقد مرّت علينا أصعب الأيام وتتالت أشد الأحداث قسوة، من حملة الذعر المالي التي سبقت رحيل سلامة ومن ثم رحيله، إلى التنصل الحكومي من الاتفاق مع الحكام بالوكالة بإرسال مشروع قانون للوفاء بالتعهدات وشائعات عزم الحاكم بالوكالة على الاستقالة، ثم حرب مخيم عين الحلوة ومخاطر اتساعها، ومن ثم صدور بيانات السفارات الخليجية التي قالت إن البلد في خطر أمني وشيك ودعت رعاياها للرحيل، ولم يحدث شيء من الذعر، لنكتشف أن ارتفاع سعر الدولار كان يحدث لأقل من ذلك، لأن المتلاعب بالسعر كان المؤتمن على حماية الليرة، وبرحيله صارت بأمان.
سقطت الكذبة بعدما كلفت اللبنانيين ولبنان غالياً، فمن يحاسبه ومن يحاسب جيش الكذابين؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى