أولى

أميركا الراعي الرسمي للإرهاب في العالم!!

‭}‬ د. محمد سيّد أحمد

ليست المرة الأولى التي نتحدّث فيها عن رعاية الولايات المتحدة الأميركية للإرهاب، فأميركا هي الراعي الرسمي للإرهاب في العالم فهي التي تصنع وترعى الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح البشر الأبرياء دون ذنب في كل بقاع الأرض. ورغم ذلك تحاول أن توهم العالم من خلال صناعتها الأخرى المسيطرة عليها وهي الإعلام بأنها بريئة من صناعتها للإرهاب، وأنه صناعة عربية إسلامية، وكانت البداية أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي بدعوى أنها دولة كافرة وتريد نشر الإلحاد في العالم وعلى المسلمين أن يقوموا بمحاربتهم وتمّ تشجيع بعض الجماعات الإسلامية للذهاب إلى أفغانستان للجهاد ضد الكفر والإلحاد بدعم من الولايات المتحدة التي أمدّت مَن أطلق عليهم الإعلام (المجاهدين) بالمال والسلاح، وانتهت المعركة بتفكيك الاتحاد السوفياتي عام 1990، وعاد (المجاهدون) من أفغانستان إلى بلادهم العربية والإسلامية ليمارسوا العنف والإرهاب داخل هذه المجتمعات.
ثم تمّ تصنيع تنظيم القاعدة الذي أثار الرعب في العالم على مدى عقدين من الزمان، تحوّل على أثرها أسامة بن لادن الثري السعودي إلى أسطورة بواسطة الآلة الإعلاميّة الأميركية الجهنمية الجبارة حيث نُسب إليه وإلى تنظيمه أكبر حادثة إرهابية في العالم وهي تفجير برجي التجارة العالمية في الولايات المتحدة ذاتها في 11 سبتمبر 2001 وباستخدام أحدث أساليب التكنولوجيا الحربية من صواريخ وطائرات، وهو ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول قوة التنظيم وقدرته الذي استطاع أن يخترق أكبر منظومة أمنية في العالم، على الرغم من أن قادته وكما صوّر لنا الإعلام الأميركي ذاته يعيشون في الكهوف والجبال في أفغانستان. وقامت أميركا بإعلان الحرب على تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن بدعوى أنهم المسؤولون عن الإرهاب في العالم ورغم ذلك ظل التنظيم موجوداً ومتصدّراً للمشهد الإرهابي حول العالم ويصدر يومياً بيانات يتمّ تداولها عبر الآلة الإعلامية الغربية أنه المسؤول عن كل تفجير يحدث هنا أو هناك.
ومع دخول مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة الأميركية إلى تفتيت وتقسيم المنطقة على أسس مذهبية وعرقية وطائفية، وهو ما يستلزم استخدام ورقة الجماعات الإرهابية لتكون عملية التقسيم والتفتيت من الداخل دون مواجهة مباشرة منها، كما حدث في أفغانستان والعراق، حيث استغلت الحراك الشعبي داخل بعض البلدان العربية وهو ما أطلق عليه إعلامها الربيع العربي، وقامت بدعم الجماعات الإرهابية بالداخل لتمكينها من تنفيذ مشروعها. وهنا اختفى تنظيم القاعدة من المشهد الإرهابي العالمي، واختفى أيضاً من فوق المنابر الإعلامية التي كانت تقوم بالترويج له، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة هي التي كانت ترعى هذا التنظيم وتروّج له وعندما انتهت مهمته اختفى من الوجود.
وبدأت الولايات المتحدة كعادتها بالاعتماد على القوى الإرهابية القديمة المتمثلة في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وعندما فشل هذا التنظيم في تنفيذ مخطط الولايات المتحدة التقسيمي والتفتيتي للمنطقة بفضل الشعب المصري وجيشه العظيم الذي أطاح بهم في ٣٠ يونيو 2013، قامت الولايات المتحدة الأميركية بصناعة عدد من التنظيمات الإرهابية الجديدة وأطلقت يدها في المنطقة ودعمتها بالمال والسلاح فسمعنا عن أنصار بيت المقدس في سيناء، وجبهة النصرة وجند الشام في سورية، لكن سرعان ما اختفت هذه التنظيمات سريعاً وقامت بمبايعة التنظيم الإرهابي الجديد والأسطورة التي صنعتها الولايات المتحدة وروّجت لها عبر آلتها الإعلامية الجبارة وهو تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام والذي عرف إعلامياَ بتنظيم داعش والذي أصبح بعبعاً جديد تخيف به أميركا العالم أجمع، ومن المثير للعجب أنه لم نجد عاقلاً على وجه الكرة الأرضية تساءل عن كيف تظهر التنظيمات الإرهابية؟! وكيف تختفي دون مقدمات؟! فكيف لتنظيم القاعدة الذي كانت عملياته تُرعب العالم أجمع يختفي من الوجود؟! ولم نعد نسمع عنه أي شيء رغم عدم وجود مواجهة حقيقية لمحاربته والقضاء عليه؟!
وبعد أن قامت الولايات المتحدة الأميركية بصناعة داعش بالعراق أعطتها إشارة البدء للدخول إلى سورية لتنفيذ مخططها التقسيمي والتفتيتي بعد أن فشلت التنظيمات الأولى التي كانت تقود العمليات الإرهابية في بداية الحرب الكونية على سورية في تحقيق ما ترجوه أميركا بفضل صمود الشعب وبسالة الجيش وحكمة القائد. هنا وجدت أميركا نفسها في حاجة إلى تنظيم أكبر تقوم بصناعته ودعمه بالمال والسلاح وتضخمه بواسطة آلتها الإعلامية فكان تنظيم داعش الذي بدأ ينتقل من مكان إلى آخر حتى أصبح الآن هو المسؤول الأول عن العمليات الإرهابية التي تتم حول العالم، فما من حادثة إرهابية إلا ويعلن قادة داعش عن مسؤوليتهم عنها فهم يمتلكون أسلحة تتفوّق على أسلحة الجيوش النظامية.
والسؤال هنا مَن الذي أعطاهم هذا السلاح؟! والإجابة القاطعة أن الولايات المتحدة هي أكبر تاجر للسلاح في العالم ومن مصلحتها استمرار هذا الإرهاب لتستمرّ تجارتها رائجة لأن الدول التي يتهدّدها الإرهاب تسعى إلى شراء السلاح من الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب والدفاع عن نفسها وإذا توقف الإرهاب ستتوقف تجارتها، وبالطبع الإعلام أحد أهم أدوات الولايات المتحدة للترويج لبضاعتها وصناعتها الإرهابية، لذلك يمكننا تفسير لماذا لم تتمكن الولايات المتحدة وتحالفها الدولي من القضاء على داعش على الأرض السورية عبر ما يقرب من عقد من الزمان، ولماذا استخدمت آلتها الإعلامية في محاولة منع التدخل الروسيّ الذي وجه ضربات قاسمة للتنظيم جعلت الدواعش يفرون من أمام الجيش السوري، وهو ما لا ترغبه الولايات المتحدة فبدأت بتنفيذ عدة عمليات كبرى بواسطة التنظيم حول العالم كي يظل التنظيم فزاعة بيد الولايات المتحدة لإرهاب سكان الكوكب. وكلما تراجع دور التنظيم وخفت نجمه تعود من جديد في دعمه والترويج له كما يحدث الآن في سورية والعراق، وفي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لذلك نقول إن أميركا هي الراعي الرسمي للإرهاب في العالم، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى