أولى

لبنان يخسر جولة التجديد لليونيفيل

– هذه السنة فعل لبنان ما كان يجب أن يفعله السنة الماضية، وهو الاستنفار لمنع التعديل الذي تمّ تمريره على تفويض اليونيفيل وتحديد آلية عملها، بحيث تمّ إلغاء أي نص يلزم اليونيفيل بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ممثلة بالجيش اللبناني، وأبيح لليونيفيل القيام بدوريات ومداهمات تسببت بإشكالات وتصادمات مع الأهالي بسبب غياب الجيش اللبناني. فقام لبنان هذه السنة عبر وزير الخارجية مباشرة بالاستنفار لمحاولة تصحيح الخطأ.
– ثمّة فرق كبير بين قيام لبنان الرسمي بواجباته العام الماضي وقيامه بهذا الواجب هذا العام. والسبب بسيط، وهو أن التصويت على النص الذي يصبح سارياً يتمّ روتينياً، وأي تعديل عليه يحتاج الى إجماع الدول الأعضاء الدائمين وهم الخمسة الكبار. ومعلوم أن بين هؤلاء خلافات كبيرة، تتيح للبنان ضمان تأييد اثنتين منها هي روسيا والصين، فتسقط محاولة التعديل. أما وأن التعديل صار هو النص الساري فإن إدخال تعديل عليه يستدعي موافقة الخمسة الكبار ويكفي رفض دولة واحدة مثل أميركا او فرنسا حتى لا يقبل التعديل على النص المعدل، بعدما أصبح نافذاً منذ عام مضى.
– الذين وقفوا وراء التعديل العام الماضي يدركون ما فعلوا، ويدركون حدود قدرة لبنان على الفعل، ولذلك أصموا آذانهم عن الطلب اللبناني، وأداروا ظهورهم، وخسر لبنان الجولة؛ لكن هذه ليست نهاية المسار، لأن لبنان الرسمي بموجب الحملة الدبلوماسية التي قام بها هذا العام لم يعد يتحمّل مسؤولية ما قد يحدث بين اليونيفيل والأهالي، جراء الإصرار على عدم إلزامية التنسيق مع الجيش اللبناني، بينما لم يكن يستطيع السنة الماضية أن يفعل ذلك، لأنه لم يعترض على التعديلات التي أصبحت نافذة.
– المشهد يستدعي حراكاً شعبياً قويّ الحضور يفرض تقييد حركة اليونيفيل بشرط التنسيق مع الجيش اللبناني، لأن مهمة اليونيفيل واضحة وهي مساعدة الجيش اللبناني على بسط سيادته وليس الحلول مكانه في ممارسة السيادة التي تصبح انتداباً، والأهالي يستطيعون رفض دخول أي دورية الى قراهم لا تكون مصحوبة بالجيش اللبناني.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى