كتاب للدكتور خلف المفتاح يعرّي الأيدي المتآمرة ضدّ سورية
في منهجية معرفية وتدليل عقليّ مستند إلى مرجعية ثقافية في الفكر السياسي والإنساني اجتماعياً واقتصادياً ونفسيا ًوتاريخياً وجغرافياً، يستكشف الدكتور خلف المفتاح في كتابه «في الأبعاد الحقيقية للأزمة» خيوط المؤامرة التي حيكت ضدّ سورية.
وعبر الكتاب يعرّي المفتاح الأيدي الآثمة التي تورّطت بالعدوان على سورية وأوهام الدولة العثمانية الأردوغانية ـ الإخوانية وأحلامها، متتبعاً إرهاصات التآمر التركي وأطماعه القديمة باستعادة السيطرة على سورية بحكم موقعها الجيوسياسي وطبيعة شعبها وبنيته الحضارية.
ويوضح الكاتب أن مصالح حكومة حزب «العدالة والتنمية» في تركيا بإعادة إنشاء الدولة العثمانية، تلاقت مع مصالح الغرب، لا سيما المصالح الأميركية، إذ عملوا للتحضير لهذه الحرب المخطط لها منذ سنوات في غزو العقول وتغييرها فكرياً وتوجيهها في خدمة المصالح الغربية والصهيونية.
وقال المفتاح إنهم قاموا لذلك الغرض باستخدام الإعلام المستعرب ووسائله الظلامية في تضليل الرأي العام داخلياً وعالمياً، وإثارة النزاعات المذهبية والفكرية والدينية التي استثمرها الغرب عبر سياسة مُحكَمة لخدمة استراتيجياته وحروبه. وكان المال النفطي وقود الأزمة الذي أشعل محرقة التطييف والتمذهب التي أرادها المتآمرون على الساحة السياسة، والرامية إلى حماية الكيان الصهيوني وتأمين غطاء لجرائمه بحق الفلسطينيين.
ويوضح الكتاب أنّ الولايات المتحدة الأميركية تعمل بمنظومة سياسية واقتصادية تتحرك بتأثير مباشر من اللوبي الصهيوني الذي يخدم الكيان الإرهابي الصهيوني، ويتحرك ضدّ السياسة السورية المتجذرة في بعدها الوطني والقومي والنضالي، ومواجهة المحتل والتمسك بالكرامة والأرض والحقوق التاريخية.
ويرى المفتاح أن الغرب وأميركا يعملون بشكل دائم لتغييب دور سورية القومي والإقليمي، وتدمير إنسانها وحضارتها، نظراً إلى مواقفها الصلبة والمنيعة وإدراكها الأبعاد والمخاطر التي يمكن أن تحدق بالعالم العربي وسورية.
وفي كتابه يشخّص المفتاح علمياً وبشكل واعٍ التاريخ السياسي في العالم العربي والصراع مع الغرب، ومواجهة المشاريع الاستعمارية التي عملت على غرس الكيان السرطاني الصهيوني في جسد الأمة، ثم تشكيل أنظمة عربية لتحميه ولتكون أداة لتخريب القوة الوطنية والقومية التي تواجه الاستعمار وتناضل ضده كالنظامين السعودي والقطري.
ولفت المفتاح إلى أثر سورية الكبير على الساحة الدولية بسبب تمسّكها بمواقفها الوطنية وتجذّر تلك المواقف في وجدان أبنائها وعقولهم، ووقوف نظامها السياسي وجيشها العقائدي في وجه الكيان الصهيوني العدواني ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح المفتاح أن محاولة الغرب إقحام العاطفة بالأزمة في سورية كان على حساب الواقع والمصالح الوطنية السورية، لا سيما أن الإنسان في نظر أعداء سورية رقم لا لون له ولا حضور، إنما يستخدمه الغرب لينهب خيراته.
أما عن الخلاف الأساسي مع الغرب، فكتب المفتاح أنه خلاف حول جوهر الإنسان وتعريفه. فإنساننا في سورية كائن يحق له أن يحيى فوق أرض ينعم بخيراتها لأنه يتعب في تكوينها ويساهم في بناء الحضارة الإنسانية. أما الانسان في الفكر الغربي فهو عدوٌ لسورية وللإنسانية جمعاء، ويجب أن يقدّم كل ما يخدم الغرب وأطماعه.
وفي الكتاب أيضاً أنّ الأزمة التي تواجهها سورية، صراع على مستقبل العالم. وهي نقطة الصدام لأنها ذات موقع جغرافي وسياسي وتملك مقدرة سياسية حكيمة تمثلت بقيادتها وبقوة جيشها وتكاتف أبنائها. لافتاً إلى إمكانية خروجها من الأزمة في أقرب وقت وقدرتها على كشف الوجوه الزائف.
وكتب المفتاح أن حكومة أردوغان في تركيا استثمرت تنظيم «داعش» الإرهابي ليكون ذراعها العسكرية في استهداف الجيش السوري من دون أن تتورط بصورة مباشرة. إلا أن الجرائم التي يرتكبها هذا التنظيم ورّطت أرودغان ومن خلفه الأميركيين، ودفعتهم إلى شنّ حرب إعلامية ضدّ «داعش» من دون التعرّض لمنظمات إرهابية أخرى تمارس السلوك الاجرامي نفسه ضدّ السوريين. مشيراً إلى أن هذا الأسلوب الإجرامي ستصل ناره إلى عقر كل من يدعمه ويسانده ويحاول أن يجعله أداة لضرب سورية.
استخدم الباحث الدكتور خلف المفتاح في كتابه الصادر عن «الهيئة العامة للكتاب» والذي يقع في 295 صفحة من القطع الكبير، أسلوباً منهجياً دعمه بتحليل سياسيّ ارتكز إلى معرفة شمولية تضمّنت تداعيات المؤامرة على سورية منذ عهد طويل إلى يومنا هذا.