في ذكرى الجلاء… تصميم سوري على دحر الإرهاب

بين تضحيات أبطال الاستقلال وبطولات رجال الجيش العربي السوري تمر الذكرى التاسعة والستون لجلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية لتؤكد إصرار الشعب السوري على رفض الذل والخنوع وتمسكه بخيار الدفاع عن الوطن ودحر مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الاستعمارية مهما تبدلت أشكالهم وتغيرت أدواتهم وتلونت شعاراتهم ولتثبت أن طريق الحرية والخلاص من الاستعمار لا بد أن يعبد بدماء الشهداء.

وفي كل عام يحيي السوريون ذكرى الجلاء تقديراً لتضحيات رجال الاستقلال الذين هبوا دفاعاً عن وحدة سورية ومحاولات الفرنسيين لتقسيمها وإثارة الفتنة وقمع الحريات وتهميش اللغة العربية وفرض الفرنسية كبديل في المدارس، فكانت ثورات الشمال وجبال الساحل وحوران وجبل العرب والزاوية ومنطقة الفرات والجزيرة وحماة وغوطتي دمشق التي قادها مناضلون شرفاء أمثال سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وأحمد مريود وفوزي القاوقجي والشيخ صالح العلي وحسن الخراط وسعيد العاص ومحمود الفاعور ليحتلوا بعدها مكانة رفيعة في نفوس السوريين ووجدانهم.

ميدانياً، واصلت القوات السورية ضرب معاقل المجموعات المسلحة داخل مدينة إدلب واستهداف خطوط إمداده. وكانت العملية العسكرية جنوب مدينة إدلب انطلقت من محوري جسر أريحا وبلدة المسطومة وسيطر خلالها على بلدات كفرنجد ونحليا والمقبلة.

العملية بدأت بعد طلعات كثيفة لسلاح الجو مستهدفاً خطوط إمداد المجموعات المسلحة إلى كفر نجد ونحليا.

عملية الجيش استهدفت طرق إمداد المسلحين قبل أن يبدأ الاقتحام البري عبر مجموعات مشاة تمكنت من السيطرة على البلدات التي تؤمن المناطق التي يستهدف فيها المسلحون طريق إدلب ــ المسطومة.

الهدف الأهم لهذه العملية هو توسيع نطاق السيطرة في محيط نقطتي ارتكاز الجيش في أريحا والمسطومة بالتوازي مع العمل على استعادة السيطرة على قرية قميناس لتأمين ميمنة محور المسطومة إدلب والأهم ربما زيادة تأمين رقعة الاتصال الجغرافي بين ريفي إدلب واللاذقية.

كما أن فتح اشتباكات على أكثر من محور يساهم بتشتيت القوة والتعزيزات التي استقدمتها الجماعات المسلحة لإيقاف المد العسكري باتجاه مدينة إدلب.

القوات السورية واصلت ضرب معاقل المجموعات المسلحة داخل مدينة إدلب واستهداف خطوط الإمداد لا سيما من الأراضي التركية، حيث استهدفت قرى وبلدات بنش ومعرة مصرين وتفتناز وطعوم وبكفلون وسرمين وسراقب.

يهدف الجيش السوري لفرض السيطرة النارية على بعض محاور تنقل المسلحين من إدلب واليها، خصوصاً من جهة دركوش في الغرب، والعمل على عزل مناطق الريف الشرقي لإدلب المتصلة بريف حلب.

وفي السياق الميداني، انسحب عناصر تنظيم «داعش» من مخيم اليرموك إلى أطرافه الواقعة ناحية منطقة الحجر الأسود، وفق ما أفادت به مراسلتنا في سورية.

الانسحاب يأتي بعد الهجوم الذي شنّته الجماعات المسلحة من جهة القدم باتجاه الحجر الأسود وبالتزامن مع هجومها في مخيم اليرموك على مواقع «داعش» وسط القصف المدفعي من قبل الجيش السوري على تجمّعات التنظيم.

ميدانياً أيضاً، أكدت مصادر بأنّ الجيش السوري استهدف مجموعةً من المسلحين في ريف القنيطرة، وتمكّن منْ قتل جميع أفرادها وأسْر قائدها.

وأشارت المصادر إلى أنّ هذه المجموعة كانت تحاول تجهيز كمين قرب بلدة خان أرنبة وذلك تمهيداً لشن هجوم على المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى