الراعي جال في الجبل: لبنان مريض وعلاجُه بالمُصالحة الصريحة بين جميع أطيافه
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أنّه «لا يُمكن أن يستمرّ لبنان في هذه الحالة وهو مريض يجب تشخيص مرضه ومعالجته بالمصالحة الصريحة بين جميع أطيافه».
كلام الراعي جاء خلال زيارته أمس، قصر المختارة ضمن جوله له في الجبل، رافقه فيها شيخ العقل لطائفة الموحدّين الدروز الشيخ سامي أبي المنى وكان في استقبالهما النائب السابق وليد جنبلاط بحضور النائب تيمور جنبلاط وفاعليّات.
وقال الراعي متوجهاً إلى جنبلاط، إنّ «هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكيّ نُحيّي مرةً أخرى المُصالحة التي قمتَ بها مع البطريرك نصرالله صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين»، معتبراً أنّه «لا يُمكن أن يستمرّ لبنان في هذه الحالة وقد بات غريباً عن ذاته وهو مريض يجب تشخيص مرضه ومعالجته بالمصالحة الصريحة بين جميع أطيافه».
وقال «نحن اليوم نعمل لتكون مصالحة صريحة لأنّه لا مصالحة من دون مصارحة. المؤسف أنّنا اليوم نخاف أن نقف أمام ذواتنا ونخاف أن نُشخّص مشكلتنا وهذا السبب الأساس لتفاقم مشكلتنا ومرضنا بات كالسرطان يفتك رويداً ليأكل الجسم».
من جانبه، قال جنبلاط «صاحب الغبطة، إسمح لي ببعض الملاحظات من مراقب بعيد. أولاً، نُثمّن عالياً كلّ الجهود المحليّة والعربيّة والدوليّة التي تقومون بها من أجل حلّ معضلة الرئاسة، كما نحيّي عالياً تأييدكم للحوار بالرغم من العقبات المتعدِّدة».
أضاف «في ما نسمعه من نظريّات ليس هناك أغبى أو أسخف، لكن أخطر ممّن ينادون بالفراغ ولا يُسهِّلون موضوع الانتخابات الرئاسيّة. في نُسخة أخرى من النظريّات حول ما يُسمّى مواصفات الرئيس، وكأنّ المطلوب أن يتعلّم المجلس النيابيّ دروسا في النحت أو الخياطة، فعندما تريد الدول حلّ الأمور تحلّها، وتذكّروا مجلس الإدارة أيّام المتصرفيّة، وتذكروا الاستقلال كما سنة 1985، والطائف وغيرها من المحطات، فكفى وضع عراقيل لتغييب الانتخابات».
وختم «من جديد، نُثمّن جهودكم عالياً، ونحن على استعداد لأيّ مساعدة في مهمّة الرئاسة الصعبة ولكن ليست المستحيلة».
وكان الراعي بدأ جولته من بلدة شاناي حيث استقبله الشيخ أبي المنى الذي قال «في حضوركم رسالة محبّة وأخوّة وترسيخ للمصالحة، ورسالة العيش معاً وهي تعبّر عن حقيقة الجبل الواحد الموحّد»، مؤكّداً «أهميّة زيارة البطريرك الراعي التاريخيّة»، واصفاً إيّاها بـ»المُعبِّرة عن حقيقة الجبل الموحّد الذي نعمل معاً على تكريسه كنموذجٍ صالحٍ لكل لبنان».
من جهته، اعتبر الراعي أنّ «لبنان بحاجة إلى الوحدة»، مؤكّداً أنّ «علينا أن نبني الوحدة الداخليّة في لبنان الغنيّ بالقيَم، ونحن من حيث لا ندري نُسقِط هذه القيَم لتموت».
وشملت جولة الراعي أيضاً بلدات الباروك، بعقلين وبيت الدين.
الخازن
إلى ذلك، عبّر عميد «المجلس العام المارونيّ» الوزير السابق وديع الخازن، في بيان عن اعتزازه بـ»الخطوة التاريخيّة» التي قام بها الراعي وأبي المنى و»التي تلقّفتها بانفتاح زعامة المختارة وسائر مكوّنات الجبل الروحيّة والحزبيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، والتي أعادت تأكيد الثوابت الوطنيّة، وأرست دعائم المصالحة التاريخيّة» التي رعاها منذ عقدين من الزمن صفير وجنبلاط.
ورأى في هذه الزيارة «التفاتة وطنيّة ودفقاً للعيش المشترك، ودفعاً نحو آفاق جديدة للمستقبل، في ظلّ الفراغ الرئاسيّ القائم منذ نحو سنة، والظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان وانسداد آفاق الحلّ وسيطرة الخطاب المتشنج»، متمنيّاً أن تُثمر حلولاً سياسيّة، وخرقاً في الجدار المسدود».
وأثنى على المبادرة المشتركة التي أطلقها الراعي وأبي المنى «اللذان يرفعان دائماً الصوت من أجل إنقاذ لبنان من الوضع المأسوي الذي وصلنا إليه، انطلاقاً من ملفّ رئاسة الجمهوريّة وصولاً إلى الوضع المعيشيّ وغيرها من الأزمات المتراكمة، ويؤكدان صمود أبناء الجبل في أرضهم في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة المترديّة، والسعيّ لخلق فرص عمل للشباب من خلال استثمار الأوقاف المسيحيّة والدرزيّة».