أمسية في بعلبك حول ترجمة «قصائد من الجنوب» للشاعرة التشيلية روزابيتي مونيوز
نظم معهد «سرفانتس»، بالتعاون مع فندق «بلميرا» في بعلبك، لقاء في قاعة «الأنكس»، مع الشاعرة التشيلية روزابيتي مونيوز، الحائزة على جائزتي «بابلو نيرودا»، «ألتازور» وجائزة «الشعر الوطنية» في بلدها، والتي ترجم المعهد مجموعة من قصائدها من اللغة الإسبانية إلى اللغتين العربية والإنجليزية، تحت عنوان: «قصائد من الجنوب»، بحضور الشاعر طلال حيدر، مديرة «سرفانتس» في بيروت يولاند أونيس، علي حسين الحسيني، وفاعليات ثقافية وتربوية واجتماعية.
وتم اختيار القصائد المترجمة من دواوين روزابيتي الشعرية التالية: أغنية خروف من القطيع، تقنيات من أجل أن تصبح الأسماك عمياء، ليخيا، بدلاً من الموت، الظلال في روسيلوت، راتادا، ومهمة دائرية.
واستهلت اللقاء ريما الحسيني بكلمة ترحيب بالحضور، مشيرة إلى «الشراكة والتعاون القائم بين معهد سرفانتس وبلميرا منذ الإصدار الأول لترجمة قصائد الشاعر الكبير طلال حيدر إلى اللغة الإسبانية».
وبدوره أشاد الشاعر حيدر بـ»ذواقة الشعر الذين يلتقون اليوم لسماع القصائد، فبعلبك تشتهر بأنها تدعو زوارها لتناول الصفيحة والكبة، أما اليوم فالدعوة للقاء الروح والفكر والثقافة في هذا الفندق الذي حولته ريما الحسيني من مكان للنوم إلى مكان يقصده الناس من آخر الدنيا «ليفيقوا» ويستمتعوا بالشعر، فهذا الصرح تفخر به بعلبك، ومن المعروف أن الزمن عندما يمضي يأخذ معه المكان، ولكن بلمير على الزمان لم يرحل. وكل الشكر لمديرة معهد «سرفانتس» يولاند التي تبحث عن التراث الشعري في بعلبك ولبنان لتترجمه إلى الإسبانية، واليوم نحن أمام شاعرة عظيمة من أميركا اللاتينية ترجمت قصائدها إلى اللغة العربية، وسيبقى صوتها في روح هذا المكان يغنيه ويطوف في بعلبك».
وتحدثت أونيس، فقالت: «لمن دواعي سروري المجيء إلى بعلبك، وزيارة هذا الصرح أوتيل بلميرا الذي اعتبره مثل بيتي، وكلما أقمنا هنا نشاطا أجد فيه شيئا جديدا من السحر».
وتابعت: «التواصل في مجال ترجمة المؤلفات الشعرية بين العالمين الإسباني واللبناني العربي بدأ منذ أكثر من 3 سنوات، وأطلقنا هذا المشروع في بعلبك، وكانت البداية مع الشاعر العظيم طلال حيدر بترجمة بعض قصائده، ومن الجيد أن يقرأ 12 مليون شخص يتكلمون الإسبانية، فيشعرون وكأنهم ولدوا في لبنان. ونتشرف اليوم أن تكون بيننا الشاعرة الصديقة روزابيتي مونيوز التي تعرفت إليها قبل حوالي 33 سنة، وبرزت بين كل شعراء تشيلي، وهي التي تعيش في جزيرة صغيرة نائية في أقصى الجنوب، ولكنها منطقة خضراء يلفتك فيها سحر المياه والطبيعة، وتتلقى الأمطار على مدار السنة، ومن حولك تجد صيادي الأسماك، وشعراء وأدباء يلقون الضوء على أنماط الحياة والتقاليد في تلك الناحية من الأرض بعيدا عن الحداثة».
ورأت أن «مونيوز تميزت بالجرأة في قصائدها، ففي قصيدة ثمة خراف وخراف، من ديوانها «أغنية خروف من القطيع»، انتقدت ديكتاتورية وظلم الحاكم العسكري، ومنع كتابها في تشيلي آنذاك».
وألقت الشاعرة روزابيتي مونيوز باقة مختارة من قصائدها، وأوضحت في رد لها على سؤال: «كتبت القصائد التي ترفض ظلم الحكم الاستبدادي بعد الانقلاب العسكري عام 1973، واليوم أركز على قضايا المجتمع ومعاناة الناس، وانتقد النظام السياسي والاقتصادي في بلدي الذي لا يحترم المجتمعات الصغيرة المهمشة من السلطة المركزية».
وأضافت: «أنا من خلال القصائد أعطي الصوت لهؤلاء الناس الذين لا صوت لهم الذين يعتبرونهم «لا أحد» فأعبر عن آرائهم وهواجسهم وتطلعاتهم، كما أحمل قضايا المرأة، لا سيما معاناة الأم العزباء التي ترعى أولادها خارج إطار المؤسسة الزوجية».
ورأت أن «الشعر يصقل الروح ويحصن النفس، والأطفال أقرب إلى الشعر من أي فئة عمرية أخرى، لذا يجب تعليمهم وتدريبهم على اللغة الشعرية التي تعبر عنا».