عبودية الشذوذ وحرية الفضيلة
} د. علي عباس حمية
الشيطان الأكبر الذي يستخدم الحرب الناعمة ضد تعاليم الفضيلة عبر تمرير أفكار شيطانية هادئة تصل إليك عن طريق إعلام مضلل أو أفلام عادية والكرتون إلخ… أو القيام بشراء عقول مفكرين ومشاهير وزعماء لتصل إلى مرحلة ما يريدونه منك من عبودية شيطانية وتدمير ذاتي للفضيلة وانت ممتنّ وعن طيب خاطر.
وعندما تصل إلى الضفة التي يريدونك عليها تصبح نكرة يتمّ التحكم بخيوط فضائل عقلك من خلال شذوذ غرائزك، وكذلك من خلال عوزك المادي الذي أوصلوك هم إليه بحيث يسدونه لك من خلال بعض الـ NGOsلأخذك إلى حيث يريدون.
إذاً من ضد من؟ ومن يجابه من؟ أليس من يدعو إلى فضيلة العقل حق ومن يدعو إلى عبودية الشذوذ هو واهم ومشتبه؟
أليس من يدعو إلى حرية الشذوذ المزيّفة ويعارض أحكام وتعاليم الديانات السماوية السمحاء هو من أتباع الشيطان؟ هل يحقّ لمن يخالف ويعارض ويتحدّى ويقاتل الفضيلة الإلهية ان يتكلم من بيوت الله ضدّ تعاليم الله؟
ألا يجدر بنا الالتفات بعين الإجلال والاحترام والتقديس لسيدتنا مريم سيدة نساء العالمين التي كانت ترتدي حجاب الفضيلة حتى قبل ولادة السيد المسيح، ومن ظهور كلمة الله عيسى بن مريم للناس حاضر بهم بالعفة والتقوى ونور الهداية والابتعاد عن محارم الله ظاهرها وباطنها، وأتى بما جاء في صحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود، وعايشهم بالإنجيل المقدس حتى بات الناس يشعرون بقيمة وجودهم والتسامح الأخلاقي في ما بينهم وكانت دعواته للفضيلة عبئاً ثقيلاً على حراس الهيكل وأصحاب الربا والنفوذ وأوامر السلاطين المتحكمين بأرزاق الناس وحياتهم ليفرضوا عليهم الابتعاد عن فضيلة عيسى والالتحاق بطاغوت روما وأصنام الهيكل وإلا العقوبات الجبرية في أرزاقهم وتسخيرهم للأعمال الشاقة المضنية وفي النهاية إنْ لم يرتدعوا عن الفضيلة، فالموت لهم بحجة تسميم عقول الناس بالفضائل،
بعدها ظهر خاتم النبيين ورسول رب العالمين محمد بن عبدالله ليظهر نور الهداية ويتمّم الكتب المقدسة قبله ويهدي الناس للنور والعلم وتلاوة القرآن والفضيلة ويقوّم الناس على الصراط المستقيم وإشاعة الحب ومكارم الأخلاق والابتعاد عن الشيطان وتعالميه ورفض الظلم والأنانية، فتمّت محاصرته وفرض العقوبات عليه من أسياد قريش وطرده مع عائلته ومريديه إلى شعاب مكة، وفرض أشدّ التنكيل والجوع والعطش عليه وعلى آله الكرام، وتمّ اتهامه بتحريض الناس على الفضائل وتغيير نمط حياتهم بحجة نزعه حريتهم من المجون والسكر والعربدة ووأد البنات والتزاوج من المحارم وفعل الفاحشة…
حاول رسول الله والأنبياء قبله نقل الناس من الظلمات إلى النور، فتمّت مجابهة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد بكيدية نظرية الحرية بكلّ أشكالها من استعباد الناس من خلال إباحة المجون الحيواني الغرائزي ليحلّ بدل العقل وعفته، فإذا لم يتمّ لليهود والمسيحيين والمسلمين تعاليم دينهم وشرائعهم فهل هم فعلاً من أصحاب تلك الديانات والشرائع؟ وهل يطلق على مكان ما بيت الله وهو يمارس به تعاليم الشيطان؟
أليس من يخلّ بمبادئ الفضيلة في جرّ العالم بقوة العقوبات والحديد والنار إلى فعل الفاحشة وتغيير طبيعة البشر ومعاقبة من يتجرأ على رفض الانجرار إلى الشذوذ بل فرض مبدأ المحاسبة والعقاب على من يرفضها، أليس من يفعل ذلك هو خارج الديانات السماوية؟
نعم، ليس فقط خارج عن دينه بل من أتباع الشيطان، ولم يخطئ من نعت الولايات المتحدة الأميركية بالشيطان الأكبر، ذلك القائد العظيم الذي كشف مستور أميركا والفكر الماسوني المتمثل بالإلحاد وعبادة الشيطان وكلّ من يعارض الفكر الماسوني يكون ضدّ الحرية وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان والنبات وحرية فرض الغرائز على العقل. انّ عبيد الشذوذ والانحراف تحت مسمّى الحرية هم فعلاً عباد الشيطان على شكل بشر وله قرون في رأسه إشارة إلى اختراق العقل وجنوحه للملذات، وعند التمكّن من اختراق العقول وغسل الأدمغة وتشويش الفكر يتمّ الانحراف بهم واستملاكهم بكتابهم المقدس المتمثل بالدولار الأميركي.
للتذكير فقط، حتى بداية القرن الماضي كان الناس يتحلون بالستر حتى كان المسيحيون والمسلمون في مناطقنا محتشمي اللباس والأخلاق، والنساء يرتدين الحجاب دون تمييز حتى على وعيننا كنا نرى ذلك.
إذاً، بات العالم منقسماً بين حلف الفضيلة وحلف الشذوذ، ونرى أنّ حلف الشيطان يشنّ الحروب الناعمة والخشنة والباردة والساخنة ضدّ حلف الفضيلة وأهله، فاختر لك ولأولادك من بعدك الحياة التي تريد…