أخيرة

دبوس

درنة… إشارة إنذار إلى الإسكندرية

يحيل ثعلب الصحراء رومل السبب في ألمعيته العسكرية، مقدرته، وقبل الانخراط في أيّ معركة، على استشراف كلّ الاحتمالات، ومن ثمّ، وضع الحلول لكلّ هذه الاحتمالات، وكيفية التعامل معها، فهو يحاول ان يستبق الأمور ويعالج كلّ الاحتمالات، فلا يؤخذ على حين غرة، ويكون جاهزاً ولو افتراضياً بالاستعداد الذهني للتعامل مع الطارئ من المواقف.
لقد فعل الإنسان فعله في هذه الأرض، وبالذات الأنجلوساكسوني وثوراته الصناعية، وبدأنا نشهد بأمّ العين التغييرات المناخية، والاحتباس الحراري، وذوبان الجليد بوتيرة متسارعة وبكميات هائلة بالذات من خزاني جليد العالم في انتاركتيكا وأيسلندا، مما سينذر بارتفاع مضطرد لمنسوب المياه في المحيطات والبحار، وكذلك فلقد بدأنا نشهد أعاصير تحدث في مناطق لم يكن معهوداً حدوث ذلك فيها، كما حدث مؤخراً في مدينة درنة الليبية، بفعل إعصار دانيال…
أودّ ها هنا ان أرسل إشارة تحذير من انّ درنة لربما تكون إشارة إنذار لما يمكن ان يحدث لمدينة مثل مدينة الإسكندرية في مصر، ولكن بصورة مصغرة، مدينة الاسكندرية، والتي يبلغ تعدادها حوالي الستة ملايين نسمة، تعتبر من الأراضي الواطئة، وهي تكاد تكون في مستوى البحر المتوسط، وأيّ ارتفاع في منسوب المياه في شواطئها ولو بمعدّل نصف متر، سيفضي الى إغراق ثلث المدينة بالمياه، ناهيك عن حقيقة ان يحدث ذلك فجأة، وبدون حيّز مناسب من الوقت بفعل إعصار على سبيل المثال، أدعو شخصياً الى التحرك فوراً لإيجاد منظومة قادرة على حماية هذه المدينة الخلابة، وعدم الانتظار حتى حدوث كارثة لا سمح الله، الاستفادة في حالة الإسكندرية من تجربة ولاية فلوريدا الأميركية الطويلة في مواجهة الأعاصير ستكون مجدية، خاصة انّ هذه الولاية منخفضة أيضاً، وهي تتعرّض للأعاصير باستمرار…
دعونا نتحسّب للأسوأ ونتخذ ونتصدّى للمحتمل وهو في مرحلة الاحتمال، حتى لا نعضّ النواجذ ندماً بعد ذلك، ولات ساعة مندم…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى