أولى

خارطة الحرب الأخيرة… استراتيجية قطبية الدوائر

د. علي عباس حمية

من المستهدف استراتيجياِ؟ واين ستكون الحرب الأخيرة؟ ومن يتحكم بتوقيتها؟ ومن يوزع جوائز القطبية عل الاخرين؟ ومن يحاول تخفيض العالم الى ثلث سكانه؟ ومن يحاول تحريف القيم وقتل الفضيلة؟
فالدوائر أربع عظمى،
أميركا ومعظم أوروبا وأستراليا و”إسرائيل” وحلف التطبيع معها،
ومن ثم الصين ودائرتها التي هي الأكثر استهدافاً بتسوية اقتصادية او ابتداع حروب لها مع جيرانها بمحاولة من أميركا لتفقدها اقتصادها العظيم بسرعة على قدر سرعة نموّها،
اما الدائرة الثالثة الروسية وهي الأقوى والأعنف ضدّ أميركا ومركز ثقل الاستهداف المباشر،
والدائرة الرابعة والأهمّ هي الشرق الأوسط او غرب آسيا حيث اللاعب الأكبر فيها إيران وحلف المقاومة، وهي التي تحاول أميركا جعلها مسرحاً لكافة الاقطاب وتعتقد انّ من يربحها يخرج منتصراً بالحرب الكبرى والأخيرة.
واما الدوائر الأخرى مثل معظم دول أفريقيا وأميركا اللاتينية والجنوبية فهي ستكون لربما تابعة لقطب ما، وهي الى الآن تفصيل، لا يهمّها كثيرا الى ايّ طرف تنتمي ولربما الى القطب الرابح.
اذاً، كيف يمكن لدولة مثل أميركا الزعم انها ديمقراطية وحرية وهي تحاول ان تحكم في خريطة الممرات والطرق والتجارة والتحكم بصادرات النفط والغاز والطاقة بأنواعها لغاية اليورانيوم وتسمية من يحقّ له امتلاك الطاقة او حتى زراعة القمح والتصدير، ومحاولة التحكم بقرارات الأمم المتحدة، وهي تحاول ان تفرض عقوبات حتى على الدول العظمى وزعمائهم، إلا أنها فعلاً ايّ أميركا تتزعّم سياسة نقل الصراعات وافتعال الأزمات ومن خلالها، حيث هي في مأمن نظراً لبعدها الجغرافي وأساطيلها الـ 11 وحاملات طائراتها وعددها 19، ولكن ضدّ من؟ على الرغم مما ذكر الا أنّ نقطة أميركا الأقوى هي إدارة وتوازن المتناقضات الداخلية التى بدأت تخرج عن السيطرة ابتداء من الكيان الصهيوني وأوروبا وصولاً الى أميركا نفسها، وتوزيع صراع المتناقضات على العالم من خلال الشعارات مثل الحرية وحقوق الإنسان والشذوذ، وهنا لا بدّ قبل الخوض بالقطبية ومخاضها، الإضاءة قليلاً على حرب القيم والأخلاق، وذلك من خلال لاري فنك المدير التنفيذي لشركة بلاك روك الأميركية حيث يقول انّ “محاولة أميركا مع منظمة PGLE (المساواة العالمية لمجتمع المثليين) المدعومة من بلاك روك فرض جبرية تغيير السلوك البشري للانحراف نحو الشذوذ والغرائز، ورفض مبادئ الثواب والعقاب ليتحرّروا من التقيّد بالعدالة الإلهية، وبالتالي تكون عبادة الشيطان عبر لإطلاق العنان للشهوات، وإلا فرض العقوبات او الحرمان من المعاش التقاعدي والإخضاع والجبرية او نزع الجنسيات لمن يرفض ولربما العقاب بالسجن لمن يعارض تلك الحريات المزيفة.
إلا أنها اليوم في تراجع عما كانت عليه من قوة واقتصاد، وستقوم الجهود الروسية الصينية الإيرانية بكسرها اذا ما تضافرت وكتب لتلك العلاقة والجهود الاستمرار.
اليوم، هل ما تزال أميركا تلعب الدور العالمي الأكبر على الرغم من التراجع والانكفاء في الكثير من المناطق، ام أنها تلعب دور النسر الجريح للتضليل والتعمية عن الأهداف المتوخاة؟ طبعاً هذا ما تفعله دائماً، ولكن هل هذا اليوم حقيقة وواقع أم مجرد نظرية وسراب؟
طبعاً الواقع ان نرى الصين هي المستهدف الأعظم لأميركا ومن ثم تليها روسيا وإيران وحلفها المقاوم، فعلى الرغم من التضخيم الإعلامي ضد الصين وتوتر الأجواء معها والسعي لإزاحتها من أمام أميركا لما تشكله من خطر اقتصادي، إلا انها ليست العدو العسكري المباشر الأساسي حاليا، فأميركا نظرياً تظنّ انّ الصين لا تريد الحرب لأنها دولة تحب السلام، والتاريخ يشهد على الصين، ولكنها عاجلاً أم آجلاً سيكون لها دور قطبي اقتصادي مالي عالمي رغماً عن أميركا ولن يكون مصيرها كالنمور الآسيوية من قبل، حيث وفق النظرية الأميركية فإنّ السيارة التي تفوق سرعتها قانون الجاذبية تتدحرج وتتحطم أسرع من التي تسير متوازنة، والسؤال الأميركي هو، كيف لدولة شيوعية أن تتفوّق بنظرياتها الاقتصادية للرأسمالية خلال أربعين سنة على الدولة الامبريالية الرأس مالية الأقوى في العالم واتباعها؟ إذن، لم يتبقّ للعلاقة مع الصين إلا من خلال إما التسوية وإما اشعال حروب الصين مع جيرانها وبالأخص مع الهند.
والآن بيت القصيد، الصين تعلم أنها مستهدفة حالياً اقتصادياً ولاحقاً عسكرياً وهي تعد العدة لذلك، ولكن هل يمكن لأميركا وأحلافها بالقوة عسكرياً مجابهة الصين وأحلافها؟ يعني من الناتو الى أوكوس وجاكوس وغيرها. فالصين والى الآن رغم كلّ المؤامرات عليها مستمرة بتعزيز ذاتها اقتصادياً،
الموضوع انّ أميركا تعتقد انه لا يمكن ان ينمو تحالف بين تنين ودبّ وهما متجاوران، إضافة الى البهار الهندي، ولكن بحكم الجبرية والضرورة، كان على الصين ان تتقرّب كثيراً من روسيا اولاً من أجل كسب الودّ وإغراقها بالعقود لتأمن جانبها الى حين، والأهمّ لمجابهة أميركا الأخطر عليها حالياً، ورغم ذلك لا تريد الصين ان تنجرّ الى حروب عسكرية انما لدور اقتصادي تلعبه، فهل ستنجح أميركا بعد زيارة هنري كيسنجر مجدداً بمحاولة إبعاد الصين عن روسيا؟
فحسب الدراسات الأميركية لا يمكن قيام ونمو أقطاب متجاورة مثل روسيا الصين والهند واستمرار الودّ بينهم، ولا بدّ من أن تحكم إحداها على البقية وبالتالي سيكون هناك عدم رضا وتصادم مصالح، فبالتالي يمكن لأميركا التدخل من خلال ذلك لفك الارتباط بينها.
كما وعلى الرغم من القوة الاقتصادية الهائلة التي وصلت اليها الصين، الا انّ تجارتها الأكبر خارجية وبالتالي تعتقد الولايات المتحدة الأميركية التي تعتمد بمعظم تبادلها التجاري داخلياً ان تقوم بخنق تجارة الصين الخارجية، كما انّ أميركا تزعم انّ معظم نمو اقتصاد الصين كان بمساعدة الشركات الأميركية التي تستحوذ على نسبة عالية من الاستثمارات في الشركات الصينية، يعني انّ الصين عاجلًا ام آجل ستقوم بتسوية قطبية اقتصادية وإما ستتعرّض لحرب مع الهند التي من وجهة النظر الأميركية هي الأسرع لإنجاز المهمة. هل من الصدفة أنّ الدول المطوّقة بسلاسلها، سوناك رئيس وزراء بريطانيا من اصل هندي ويدين بالهندوسية، ومرشح الرئاسة الأميركي الأقوى عن الحزب الجمهوري فيفك رامسوامي من أصل هندي وديانته الهندوسية، ولربما نرى رئيس وزراء أستراليا من نفس النسيج، ومؤتمر G20 في الهند ونفخ الإعلام الأميركي في دولة الهند على حساب من؟ ونحن نرى الأزمات الحدودية بين الصين والدول المجاورة لها تتفاقم وتنفخ فيها أميركا لضرب رأس التنين الصيني بعصا الأفعى الهندية لتكون هزيمة الدولتين محتومة. والأهمّ أنّ الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تطيق الانتظار فإنّ الحرب على الصين لربما ستطول إذا ما فكرت أميركا بانتظار ثورة الإيغور او تحريك تايوان او هونغ كونغ، ولكنها مع الهند أسهل وأقرب.
ولتحصل التفرقة التي بدأت إرهاصاتها تتكشف بين الصين والهند بشكل أوضح ومن ثم تنفرد أميركا بكلّ منهما على حدة لتتفرّغ لابتلاع الشرق الاوسط عبر حرب كبرى وأخيرة وهذا هو المراد، أميركا تريد الشرق الأوسط وثرواته تحت حكمها ولكن هناك من يجابهها ويبطئ نفوذها ويفشل مخططاتها ويتواجه مع ربيبتها “إسرائيل”.
وعليه، فإنّ العدو الفعلي الاستراتيجي للولايات المتحدة الأميركية وفق المعتقد الديني والعسكري هما روسيا وإيران والمساعد الصيني والباقي من الدول على الرغم من خطورتها الا انها اقل اهمية وأدنى أولوية،
إذاً، الدول المستهدفة من قبل أميركا هما روسيا وإيران، ان كان ذلك من ناحية عقائدية او عسكرية، ولكن من باب تجفيف الدعم اللوجيستي الاقتصادي المتمثل بالصين والهند ودول بريكس الناشئة، فيتوجّب البدء بحرب الإلهاء الجديدة وافتعال الأزمات بين الصين والهند لإزاحتهما عن ايّ دعم لصراع قد يحدث في الشرق الأوسط.
هل هذا يعني انّ حلف أوكس الانجلوسكسوني والأقوى حالياً من الناتو يحضر لحرب دائماً ما كانت الممرات والمضائق البحرية تشكل نقاط استراتيجية وحيوية للتجارة العالمية، فكيف اذا كان يمرّ خلالها نبض الحضارة والصناعة والتقدم المتملثة بالنفط والغاز؟ إنّ مضيق هرمز والخليج يعد خزان العالم الأكبر والأكثر حساسية للطاقة، وبالتالي فهو كما في السابق محط اهتمام العالم وافتعال الصراعات والأزمات فيه، أما الآن وقد تمّت محاولات فاشلة لمحاصرة روسيا وفقدان توريداتها النفطية والغازية للعالم بشكل رسمي، فالنظرية الأميركية تقول بأنه لا يمكن ان تكون هناك عقوبات وحصار وحرب على روسيا وفي نفس الوقت في منطقة الخليج، فالعالم لا يحتمل ذلك وإلا سيكون الركود والكساد والجوع عالمياً، فتارة إما انسحابات وهمية للأميركي كما حصل في أفغانستان أو العراق أو حروب في منطقتنا، وإما حروب أو محاصرة في فنزويلا او روسيا او في أذربيجان والقائمة تطول. يعني إما الحرب هنا وإما هناك، والموضوع أنّ منطقتنا كانت محيّدة حالياً نظراً لعدم القدرة على إشعال الحروب هنا وهناك. ولكن الأولية يظهر أنها تغيّرت والأميركي مما يعيد التموضع والاستعداد للحرب في الشرق الاأسط عبر التعزيزات العسكرية في تركيا والسعودية والأردن وزيادة القواعد الأميركية في الكيان الصهيوني وقد أصبح للعدو الإسرائيلي عمق استراتيجي بعد ان أصبحت منطقتنا بين حلف مطبع وحلف مقاوم، وكلّ يعمل من خندقه وتموضعه، حيث الجميع يحتاج الى أخذ الأنفاس ولو لمدة قصيرة، وقد تسارعت بينها وتيرة الحب والغزل بنفس الطريقة التي كانت فيها العداوة في السابق تزرع وما تزال بيد أميركا واعوانها ضد أي مجتمع مقاوم للاحتلال الصهيوأميركي.
اليوم يتحدثون عن تشكيل قوة بحرية مشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وعمان والإمارات من أجل أمن الخليج، وهذا ما اتمنى أن يطول ولا يخترق، ولكن، هل نلعب لوحدنا في المدينة الفاضلة دون متربص؟ وكأنه لا وجود للأسطول الخامس الأميركي في البحرين وليس هناك قاعدة عيديد في قطر ولا يوجد 25 ألف جندي أميركي في السعودية مقسمة بين الخرج والخفجة ورابغ والريس، أما بلاك وواتر فلا وجود لها في شرما ولا نيوم! وماذا عن جزيرة سوقطرة اليمينة وباب المندب والتضييق على مصر والصين معاً بإعلان خط الهند مع دول التطبيع الى الكيان وصولاً الى أوروبا، أليس لمحاصرة مصر بعد سدّ النهضة ولقطع طريق الحرير على الصين؟ يعني العودة مجدّداً لتأزيم الواقع في الشرق الاوسط.
وكأنه لا يوجد خبراء عسكريون، اقتصاديون، سياسيون في المنطقة تعمل على فك شيفرة التضليل الأميركي وإشعالها للفتن والحروب المؤجلة، فأميركا رائدة في نقل الصراعات وافتعال الأزمات.
الحركة الصهيو أميركية تعلم بأنّ معظم شعوب المنطقة تحرّكها العاطفة وبالتالي فإنها سريعة الغضب والرضى معاً، حيث لم يتجذر بمعظم أنظمة المنطقة العقل الاستراتيجي العميق لرسم خطط خمسية او عشرية إلا ما أعلن عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن رؤية 2030، التي هي بالأساس رؤية أميركية من معهد “رند” والتي تقوم على صفر مشاكل بالمنطقة لتمرير الحقبة والاتفاقات الابراهيمية، ما برح الأمير الشاب يردّدها على أنها من ابتكاره إلا انه موكل بتمريرها. وعليه، سرعان ما يعاود الأميركي عندما يريد أن يكرر خططه عبر نفس الدول ضدّ حلف المقاومة ساعة يشاء بتغذية الكراهية المذهبية ليحلّ الغضب وينعدم المنطق ويكاد يموت العقل ولربما لا يستيقظ الا بعد فوات الأوان أو أن تكون الخسائر فادحة الى ابعد حدود،
إنّ ما يجري بين دول المنطقة التي غذتها الأفكار واللوبيات الصهيوأميركية لتكون على طرفي نقيض ونقل العداوة من العدو العدو الى الشقيق العدو ومن ثم بسحر ساحر انقلبت كلّ العداوات الى وئام وصداقات وأخوة بوتيرة سريعة تفوق حدّ اللحاق بها وكأنها خيال. نعم انها التحالفات من باب التموضع والقبول بالآخر كما هو، مطبع أو مقاوم، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية مع استمرار الإعدامات في السعودية ومتابعة التقارب مع العدو الصهيوني وكأنّ شيئاً لم يتغيّر الا عبر وسائل الإعلام.
العدو الإسرائيلي يعتبر نفسه تحت المظلة الأمنية الأميركية بمأمن عما يجري وعمقه الاستراتيجي مع الدول المطبعة وقد تمّ الاعتراف به مجدّداً في القمة العربية بجدة على حدود الرابع من حزيران 1967، ولكنه يعيش حالة الخوف من تعاظم قوة حلف المقاومة كما يخاف من انتصار التحالفات الجديدة على المخطط الأميركي ويستمر الاتفاق السعودي الإيراني ليتعاظم ويستمرّ لأبعد من المخطط الصهيو أميركي. ولكن سياستهم تعتمد على مقولة إنّ كلّ خطوة سريعة ستنتهي بنفس انطلاقتها، فهل خيوط اللعبة من الجانب السعودي ما تزال باليد الأميركية؟
إنّ استراتيجية الدول يكون عملها الأول فك شيفرات الأحداث وأعمال النافذين والحكام والمسؤولين والأشخاص واستباقها الأحداث عبر تفكيك وربط المعلومات. وقد وصل حلف المقاومة الى الندية بهذا المكان والزمان.
لذا، “إسرائيل” تتآكل من الداخل أمنياً وقد بدأت تنخر في مبادئ سر وجودها بين توازن وإدارة المتناقضات الصهيوماسونية، والإسرائيلي يتحضر للهجرة المعاكسة حال اندلاع الحرب، كما فعل الكثير من المستوطنين في الضفة. لقد أصبحت المقاومة بمكان من الندية ان لا تتجرأ “إسرائيل” على إزالة خيمة لها من القماش على الحدود، والعدو الإسرائيلي يعلم انّ اية حرب عسكرية ستكون خاسرة له بينما ما زال يتفرّد بالخروقات الأمنية تارة بإدخال إرهابيين الى سورية ومن ثم الى لبنان متسللة عبر اجتياح من اللاجئين تقوم بترغيبهم ال NGOs المدعومة من الامم المتحدة للدخول الى لبنان، وتارة أخرى افتعال مشاكل في المخيمات الفلسطينية لإلهاء المقاومة بذاتها في الداخل ومن ثم تحريك الأدوات القديمة الجديدة في لبنان للمطالبة بحياة أفضل بنزع سلاح المقاومة، على الرغم من كلّ ذلك فإنّ “إسرائيل” تعلم كما جاء في كتبهم انّ نهايتها تبدأ من الشمال، وانّ الحرب الأخيرة وفق تفسيراتهم لنبوءات حزقايل ستكون بين محورين وانّ الغلبة ستكون لحزب الإله القادم من صور، يعني المطلوب هو رأس المقاومة اولاً، ولكن إسرائيل ترتعد وهي مردوعة حالياً وستنتقل الى نقطة الوهن الحاضرة للاستسلام بعد حين ليس ببعيد، وعليه، كان لا بدّ من الوجود والتدخل الأميركي المباشر للدفاع عنها، فالكيان المؤقت لم يعد يحتمل حرباً مع المقاومة في المنطقة، ونرى كلّ التعزيزات الأميركية في الكيان المؤقت وحوله في الأردن والخليج وتركيا الخ… والجميع ينتظر انطلاقة الرصاصة الأولى للحرب الكبرى لتكون مقدّمة لحرب عالمية قد تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة المعقدة، طبعاً لا يمكن لأحد تحديد الزمن وأما المكان فهو معلوم، والقراءات معظمها تشير الى انّ الكلّ يستعدّ لها وقد بدأت شراراتها من سورية ثم أوكرانيا، والتي تحاول أميركا حالياً نقل صراعها مع روسيا الى الشرق الأوسط لإراحة أوروبا قليلاً، كما محاولة أميركا لإعادة الدواعش مجدداً الى المربع الاول بمايسترو صهيو-أميركي والمستهدفون هم هم إيران وحلف المقاومة وروسيا وحلفاؤها ولكن على أرض الشرق الاوسط لا أوروبا، على الرغم من انّ الحلف الصهيو أميركي يعلم بنصوصه انه خاسر لتلك الحرب.
أما الصين والهند فالاشتغال ببعضهما تريده أميركا واقعاً لا نظرية، ارجو ان تستيقظا لتلك المؤامرة الانجلوسكسونية عليهما.
وعليه، فإنّ الصين تعزز وجودها ايضاً في الشرق الاوسط عبر شراكة استراتيجية مع سورية التي تعتبرها حليفاً موثوقاً به ويمكن الاعتماد عليه. وهذا ما تمّ الإعلان عنه في اجتماع القمة الصينية ـ السورية عن مبدأ الشراكة الاستراتيجية، وهي كلمة تعبر كلّ الخطوط الحمراء الأميركية الى واقع جديد من دوائر القطبية العالمية الجديدة.
اذاً، الأحلاف والأقطاب ودوائرها في مخاض التموضع، ومع انهزام الشبكات التجسّسية الأميركية قد تغيّرت الخطط وباتت منطقة غرب آسيا في مأمن الى حين استعادة الأنفاس الأميركية بخطط ومؤامرات شيطانية ويتمّ ردعها مجدّداً.
وعليه، فإنّ الغلبة ستكون لحلف المقاومة لأنّ الأرض لنا والعزة في فوهات بنادقنا وليست بالتطبيع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى