السعودية وتطبيع التطبيع
– بين كلام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لقناة فوكس نيوز الأميركية، وكلام وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، قالت الرياض موقفاً قوامه إنها لا تمانع الذهاب الى التطبيع مع كيان الاحتلال، لكنها تربط ذلك بتغيير المشهد الفلسطيني. والتغيير الذي وصفه ولي العهد بتحسين حياة الفلسطينيين، حدّده وزير الخارجية بحل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، خصوصاً لجهة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.
– بدا هذا الموقف رغم المآخذ الكثيرة عليه، نوعاً من الموافقة النظرية على تطبيع يصعب أن يتحقق عملياً، لصعوبة التسليم الإسرائيلي بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، مهما تنازلت القيادة الفلسطينية في جغرافية دولتها لحساب الاستيطان. وهذا الموقف الذي فهم أنه رمي للكرة في الملعب الأميركي في مرحلة تعيش العلاقات الأميركية السعودية تغييرات كبيرة وأزمات متعددة.
– خلال الأسبوع الفائت ظهر أن مفهوم السعودية لربط التطبيع بحل القضية الفلسطينية، يطال فقط تبادل السفارات ولقاء القادة على مستوى الصف الأول، حيث سجلت زيارات ولقاءات وزارية علنيّة بين السعودية والكيان، وحضر وسوف يحضر وزراء من الكيان إلى الرياض، وتتعدّد التسهيلات السعودية المصرفية ومثلها خطوات فتح الأجواء التي تقول إن كل وجوه التطبيع ما دون السفارات والقادة، سوف تسير بسرعة. وكشف الإعلان عن الممر الهندي الذي يعبر السعودية ويصل إلى ميناء حيفا، وموافقة السعودية عليه، أن التطبيع ليس مؤجلاً، بل هو مجزأ فقط.
– التطبيع السعودي رغم كونه جزئياً لا يقل خطورة عن التطبيع الكامل، لأنه تطبيع التطبيع، أي خلق مناخات تجعل الرأي العام يتجرّع قبول فكرة التطبيع. وهذا يكسر الحاجز النفسي الذي أقامته ثقافة المقاطعة، وهي بالمناسبة ثقافة يلتزم بها أكاديميون ومثقفون من كل أنحاء العالم تضامناً مع مظلومية الشعب الفلسطيني بوجه التوحش العنصري للكيان ومستوطنيه.
التعليق السياسي