أوكرانيا… بين سلافيانسك وجنيف

جاء في صحيفة «كوميرسانت» الروسية، أنّ القوات الأوكرانية تستمر في تنفيذ العمليات الحربية في جنوب شرق البلاد، وعلى رغم تقدّم هذه القوات بعض الشيء داخل مدينة سلافيانسك، إلا أنها لم تحقّق أهدافها المرسومة. ويبدو أن الغرب لا ينوي تغيير موقفه من النزاع الأوكراني على رغم ازدياد عدد الضحايا. بدأت الحملة العسكرية، «عملية مكافحة الإرهاب» ضد سكان جنوب شرق أوكرانيا مع بداية الشهر الجاري، ومن دون النظر إلى الصعوبات التي تواجه عناصر لجان الدفاع الشعبي، إلا أنهم يصمدون بشجاعة في وجه القوات المهاجمة، ولا تزال معظم مناطق مقاطعتَيْ دونيتسك ولوغانسك تحت سيطرتهم. ويقول الخبير العسكري إيغور ليفتشينكو، من معهد السياسة الأوكرانية: «يبيّن استمرار العمليات العسكرية للقوات الأوكرانية في جنوب شرق البلاد، عدم كفاية المعدات والأفراد. الجيش غير مؤهل للقيام بعمليات عسكرية بهذا الحجم». ويضيف: «إن تجنيد الأفراد الجدد وضمّهم إلى القوات خلال فترة زمنية قصيرة أمر صعب، كما لا يمكن إرسال هؤلاء بعد شهرين من التدريب إلى ساحات القتال». ويعترف الخبير الأوكراني بأن سلطات كييف لا فكرة لديها عن كيفية تحييد أنصار الفدرالية.

إن استمرار الحملة العسكرية من جانب كييف، يشير إلى أنها لا تنوي تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 25 من الشهر الجاري، وهذا ما أكده القائم بمهام رئيس الدولة، آلكسندر تورتشينوف خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، التي بدورها أكدت دعمها الكامل لسلطات كييف الجديدة، وأعلنت معارضتها إجراء الاستفتاء المقرّر يوم 11 من الشهر الجاري في مناطق جنوب شرق البلاد.

من جانب آخر يناقش الدبلوماسيون الغربيون، ضرورة عقد مؤتمر «جنيف 2» الدولي بشأن الأوضاع الأوكرانية، بهدف وقف أعمال العنف مع العلم أنّ قرارات مؤتمر «جنيف 1» الذي عقد يوم 17 نيسان الماضي بحضور الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لم تنفذ .

إن أوّل من دعا إلى عقد هذا المؤتمر الدولي، وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتير شتاينماير، وخلال الساعات الأخيرة أجريت عدة لقاءات بشأن عقد «جنيف 2». وأعلنت الخارجية الأوكرانية، أنّه يجب انعقاد المؤتمر قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 25 من الشهر الجاري، ولكن مدير قسم الاعلام في الوزارة، يفغيني بيريبينس، أسرع وقال: «من السابق لأوانه الحديث عن موعد الاجتماع ومكانه».