الموقف الأميركي الأرعن يدفع المنطقة الى الحرب
– يحلم بنيامين نتنياهو بلحظة تقبل واشنطن فيها اعتبار حربه مع قوى المقاومة جزءاً من حرب عالمية ضد الإرهاب، وتأتي فيها القوات الأميركية للقتال معه وتحافظ على وجودها في المنطقة على هذه القاعدة. وهو لذلك استخدم وصف حركة حماس بتنظيم داعش الفلسطيني، ووجد ضالته بالكلام الأميركي الأرعن في التعليق على ما جرى في غزة بإعلان الالتزام الأميركي الكامل بدعم جيش الاحتلال في تدمير غزة وقتل الآلاف والمضي بعملية برية لاسترداد معنويات جيش الاحتلال ولو كانت التكلفة عالية.
– كانت العقلانية الأميركية كفيلة بتحويل ما جرى إلى مدخل لتغييرات هيكلية في بنية حكومة الكيان وجيشه بما يُسرّع حل الدولتين، لو تمّ تحميل المجموعات المتطرفة في الكيان مسؤولية تفجير الأوضاع، عبر الذهاب الى حكومة جديدة تجمع بنيامين نتنياهو ومعارضة يائير لبيد وبني غانتس، وتُقصي ايتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش، وتفتح التفاوض على تبادل الأسرى وفك الحصار وضمان أمن المسجد الأقصى، وتجميد الاستيطان، لكن واشنطن بعنصريتها وعنجهيتها وغرورها وحقدها الصهيوني، كما يقول الرئيس جو بايدن عن خلفيته الصهيونية، وقفت عكس ما يجب أن تفعل، فتسبّبت بتصعيد خطير، سوف يجعل المنطقة كلها ومن ضمنها القواعد الأميركية على فوهة بركان.
– المفتاح هو بمدى قدرة الغرب وفي مقدمته أميركا على فهم حقيقة ان السعي لابقاء حزب الله خارج المعركة هو بيضة القبان، وأن الطريق الوحيد لذلك هو الذهاب الى التهدئة لا الى التصعيد، وبدلاً من التهدئة لم تكتف واشنطن بالتصعيد، بل لجأت إلى فرضية الوهم بأن بقاء حزب الله خارج الحرب يتحقق بتهديده بدعم عسكري أميركي للحرب التي يخوضها جيش الاحتلال.
– ربما لا يتذكر الرئيس بايدن ومثله لا يتذكر نتنياهو، أن المارينز ومعهم المدمرة نيوجيرسي كانوا في لبنان كقوة مساندة لجيش الاحتلال، وأن كلاً منهما رحل محمّلاً بجثث قتلاه، وإن مَن كان على الطرف المقابل هو حزب الله الذي يفترضون أن التهديد يُجدي معه، لكن حزب الله يتذكّر جيداً ومستعدّ لتذكيرهم.
التعليق السياسي