قُهر الجيش الذي لا يُقهر…
} تمجيد قبيسي
استفاق العز مكللاً بعملية «طوفان الأقصى» بعد أن أيقظته سواعد المقاومين الفلسطينيين التي أسقطت من جديد مقولة «الجيش الذي لا يُقهر» في شهر أكتوبر/ تشرين الأول والذي يحمل في طياته المفاجآت العسكرية، إلا أنّ مفاجأة 2023 مختلفة عن 1973، فقد شهدنا طوال الفترة الماضية جموداً أوحى بالاتجاه نحو حلّ الدولتين، لكن المقاومة كانت تحضّر للصدمة الكبرى بالاتجاه المعاكس تزامناً مع حملة التطبيع وترسيخ مفاهيم السلام مع العدو الاسرائيلي.
تُعتبر عملية «طوفان الأقصى» حجراً أسقط الكثير من العصافير عن شجرة المزارع الأميركي الذي سيلجأ للمفاوضات دفاعاً عن محصوده في المنطقة بعد تجاوزه للخطوط الحمراء في حمص، راضياً بمطالب المحور التي ستخرجه من العراق وسورية، وحتى من الممكن أن تدفعه لسحب يده اقتصادياً قيصرياً، وفي المقلب الآخر سيتراجع مشروع التطبيع خطوةً الى الوراء لقراءة الساحة بشكل أدق، كما انّ الطبخة التي كانت تُطبخ للبنان أُحرقت، بعد ان تمّ رفع سقف الخطاب العنصري خلال الفترة الماضية لشدّ العصب وتحضير جو لبناني – سوري مشحون تزامناً مع غض البصر عن الحدود الذي لحقه استفزاز وافتعال مشاكل.
شهدت المنطقة منذ عدة أشهر اجتماعاً للفصائل الفلسطينية برعاية المخابرات المصرية، خلص الى وعودٍ اقتصادية وتنموية تحضر لفلسطين، مع تصريحٍ لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تناول مسألة حلّ الدولتين، وهو الأمر الذي شدّد عليه في الايام القليلة الماضية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد التأكيد على حق إقامة دولة لفلسطين…
في هذه الفترة جرت اجتماعاتٌ متعددة بين قادة المقاومة الفلسطينية والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبيّنت أنها كانت بعيدة المدى، وفي الغضون كانت زيارة هوكشتاين الى لبنان تأكيداً على المخاوف الإسرائيلية على الحدود اللبنانية والسورية، فهوكشتاين نقل المطلب الإسرائيلي بتسوية شاملة في المنطقة حفاظاً على الحدود، يتعلق جزءٌ منها بترسيم الحدود البرية مقابل إيصال الوزير سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، الأمر الذي أعلن السيد نصرالله في خطابه الأخير عن رفضه.
في خضمّ الأحداث التي يجب ربطها ببعضها، يتبيّن انّ المنطقة تشهد احتداماً بارداً، وما قبل عملية «طوفان الأقصى» ليس كما قبلها، فما هي النتائج؟ وهل ستشهد المرحلة المقبلة حرباً ضروس على صعيد المنطقة بأكملها؟ هل نحن اليوم على شفيرها؟