أخيرة

آخر الكلام

العودة إلى المربع الفلسطيني
يكتبها الياس عشي

 

المشهد الثاني
الحجاج: اسمعوا يا أصدقائي… ثمّة مقولةٌ للشاعر “أحمد إقبال” تعيدنا إلى المربّع الفلسطيني، وإلى ما يطرح من حلول لتصفية المسألة الفلسطينية، وتسليم فلسطين، بصكّ بيع، إلى “حكماء صهيون”، لإقامة دولة يهودية مشروعة ومعترف بها من قبل اللاهثين وراء التطبيع.
المواطن العربي: هاتِها.
الحجاج: كتب “أحمد إقبال” يقول: “قبل أن تناموا، اسألوا أنفسكم: ماذا فعلتُ اليوم من أجل فلسطين؟ لا تناموا قبل أن تطمئنوا إلى أنكم فعلتم شيئاً، ولو بسيطاً، لأجل هذه القضية العادلة. قد يكون ما تفعلونه كلمة، وقد يكون رمية حجر، وقد يكون ما يكون. لكن إياكم أن تضعوا رؤوسكم على الوسائد وتنسوا أنّ هناك شعباً لا ينام تحت سقف بيته، أو على وسادته”.
أهمية هذه المقولة، قال الحجاج، إنها تصدر عن أكثر المفكرين جرأة، وثقافة، وإثارة للجدل، في المنتصف الثاني من القرن العشرين.
وأهميتها، ثانياً، أنها حافز لكلّ المثقفين والمفكرين الأحرار الذين عليهم أن يواجهوا التطبيع مع العدو الإسرائيلي الزاحفِ إلينا بعناوينَ متعدّدةٍ، أخطرها العولمة.
والأهمية الثالثة أن “إقبالَ” هدفَ، من خلال هذه الدعوة، أن يضع الكلمة والحجر على السويّة في مواجهة العدو. أحد المشاركين في ثورة الحجارة، وهو واحد من الحضور، علّق قائلاً:
هذا صحيح، وأضاف: لقد توأمَ “أحمد إقبال” بين الثقافة والقتال، بين الفكر والثورة، بين الفكر المجرد والواقعية السياسية، وأعاد إلى ذاكرتنا كلّ سنوات النضال، وكلّ الشهداء الذين قضَوا من أجل فلسطين، بل أعاد إلى الذاكرة كلّ أشكال التهجير، والقمع، والاغتيال، التي مارسها الكيان العبري خلال قرن.
وقال مقاوم آخر: بربّكم قولوا لي: كيف استطاع “باراك” أن يقود مجموعة من الكوماندوس، ويصل إلى “ڤردان” ويغتال ثلاثة من أهمّ الكوادر الفلسطينية، منهم الشاعر والمثقف كمال ناصر؟
هذا “الباراك” تنكر بزيّ امرأة لينفذ عملية الاغتيال، تُرى بماذا يتنكر خلفاؤه اليوم ليحققوا أحلام إسرائيل الممتدّة جغرافيتها “من الفرات إلى النيل”؟
سؤال تُمكن الإجابةُ عنه، قال الحجاج، يوم يتحوّل المثقفون إلى سور يحمي المقاومة من “لعبة الأمم”، ويوم يتبنّى السياسيون أسلوباً واقعياً لمواجهة المدّ الصهيوني…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى