بايدن أكثر حماسة لنصرة «إسرائيل»
} عمر عبد القادر غندور*
في سابقة لا تتكرّر، اتصل الرئيس الأميركي جو بايدن ثلاث مرات يوم الثلاثاء الفائت برئيس مجلس الوزراء لدولة الاحتلال في فلسطين نتنياهو ليطمئن على مسار مجازر الصهاينة والقتل الجماعي وإلقاء عشرة آلاف طن من المتفجرات الهائلة على منازل المدنيين في غزة، وقد بدا شديد التأثر لسقوط عشرات الإسرائيليين في عملية «طوفان الأقصى» متجاهلاً إبادة أكثر من 500 مدني من أطفال ونساء الى جانب أكثر من ألف مفقود تحت ركام الغارات الإسرائيلية التي تواصل قصفها الإلغائي لمدينة مكتظة على مسمع ومرأى العالم (وخاصة المتحضر)!
وقد بدا بايدن متهالكاً وهو يرثي «القتلى الإسرائيليين المساكين» بأيدي أعدائهم من «الكائنات البشرية الفلسطينية المتوحشة»، وقال انه أبلغ نتنياهو عن وقوف الولايات المتحدة والغرب الى جانب «دولة إسرائيل» ومساعدتها ونصرتها بكلّ ما تحتاجه حالاً، الى جانب توجه أكبر حاملة طائرات في العالم وطواقمها من غواصات، وقطع حربية ضخمة، وهو لزوم تدخل عسكري مباشر وانّ بلاده ستزوّد «إسرائيل» بكلّ ما يلزمها من عتاد وذخائر… داعياً الى استراتيجية غربية تحمي وجود «إسرائيل» وأمنها.
وفي زمن الانتخابات الأميركية خصص بايدن جزءاً من كلمته للحديث عن المظالم التي يتعرّض لها اليهود في العالم وعن تواطؤ العالم عليهم!
ومن ذلك يتضح انّ الولايات المتحدة في حالة تموضع جديد في الشرق الأوسط في ضوء المتغيّرات والتحالفات الجديدة في آسيا وأفريقيا وترى ضرورة العودة الى المياه الدافئة وتعزيز تحالفاتها القديمة والمستجدة .
أما الفلسطينيون فإنهم أمام المزيد من التضحيات وقد أثبتوا جدارتهم وعظيم صبرهم وتضحياتهم، ومهما تعاظم الإجرام الصهيوني والإيغال في دمائهم فإنه لن يمحو العار الذي ألحقه «طوفان الأقصى» بجيشهم وبالعار الذي لحق به .
في ضوء ذلك نتوجه الى البلدان المحيطة بفلسطين وفي قطاع غزة أن تسارع الى إمداد كامل من المساعدات الطبية والغذائية للقطاع!
وفي حين خرجت تظاهرات شعبية في عدد من العواصم الأجنبية تضامناً مع الفلسطينيين فإننا لا نطالب أبناء جلدتنا بأيّ موقف يزعجهم تصديقاً لقوله تعالى: «إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) الانفال»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي