«ما تخفش يابا»…
} منجد شريف
ما يحصل من مجازر يدمي القلب ويؤلم الروح، وأكثر ما يضني في المشهد تلك الطفولة البريئة، وهي تواجه تلك الوحشية والبربرية، فطفلٌ مقطّع الأوصال يشدّ من أزر والده بالقول:
ما تخفش يابا…
وطفل آخر يلقن شقيقه الصغير الشهادة وكأنه يودّعه في رحلة صغيرة، فيكرّر عليه الشهادة ويطلب منه أن يرفع صوته بينما يحاول الصغير وهو يصارع غمرات الموت أن يقولها بصوت مرتفع فيما سكرات الموت تغالبه وبالرغم من ذلك كان يردّدها…
فأيّ ظلم هذا يا رب!
أين عدلك يا رب؟
إرحم أبناءنا من براثن هذا العدو الغاشم،
أين معجزاتك لتذيق هذا العدو مرّ العلقم الذي جرّعه لكلّ الشعب من أمتنا العربية…
وللبعض من حكام الأمة:
مخطئ من يظنّ أنه بالتطبيع والسلام مع هذا العدو قد ربح رضاه وأمن شرّه، إنه الشرّ المستطير ولن ينفكّ يقتل فينا حتى يحقق حلمه من النيل الى الفرات، وهيهات أن يحقق ذلك، ففي أنين الشهداء والجرحى ومناجاتهم قبل الشهادة وفي ارتقائهم الى بارئهم، آلاف اللعنات التي ستحلّ بكم عاجلاً أو آجلاً، فيا شعبنا الأبي يا من تقاوم باللحم الحي، يا من تواجه كلّ قوى الشر في العالم ممن يدّعون الإنسانية وحقوق الطفل وحقوق المرأة، وغيره من الحقوق والحريات الشاذة، أنتم شرف هذا العالم أنتم كرامة كلّ حرّ من أحراره، ويبقى الأمل برجال ميامين من ذوي البأس الشديد كما بشرنا القرآن، ليستعيدوا شرف الأمة ويكملوا مشوار الكرامة من أجل تحرير الأرض وكرامة الإنسان من ذلك العدو الغاشم، ومهما طال ليل الظلم فلا بدّ أن ينبلج نور الحقّ، وليس ذلك بعثير على أمة سجل لها التاريخ الكثير من الانتصارات وسيسجل والله معنا.
فقرّوا عيناً يا شهداء الغدر، لأنكم تدفعون حياتكم ثمناً للعار والذلّ الذي مُني به ذلك العدو عند المواجهة، لن تذهب دماؤكم هدراً وستكتب بتلك الدماء حكاية النصر المنتظر وليس ذلك ببعيد…