أخيرة

أنتم الأحياء…

‭}‬ عبير حمدان
هل يكفي الغضب لينصف طفلاً يلقن الشهادة لأخيه الصغير… هل يكفي الدمع ليحتوي سيل الدم المسفوك، وكيف نكتب عن وجع مرّ ونحن لا ندرك هول اللحظات الأخيرة… هل يعذورننا على دفء ننعم به وسقف يقينا رذاذ أولى زخات المطر… هل يعذورنا على غفوة ننالها، وعلى ركن آمن؟
هل يكفي الغضب لغسل كسرة الخبز في اليد المبتورة، وهل يكفي الاستنكار ليروي ظمأ من ناموا قسراً تحت الركام؟ كل النصوص عابرة والقصائد عابرة، وحدها الأرض قادرة على كتابة حكاية أمة يحاصرها القهر والموت لتنبت نصراً بإيقاع الشهادة.
فلتفتح كلّ الجبهات، ما الحدود إلا وهم استعماري وخذلان لأنظمة مهترئة، فلتسقط كلّ العروش، ذاك الحذاء الأبيض الصغير يعلو فوق بيانات الاستنكار، ذاك الحذاء الصغير يروي حكاية قهر ووجع وينبثق من خيوطه الممزقة كرامة لا يدركها أهل الاعتدال…
سحقاً لدعاة السلام، سحقاً للصمت الطويل، سحقاً لكلّ الشعارات والثورات التي لا ترفع راية فلسطين…
يا أطفال غزة اعذرونا إن لم يسعنا إلا الصلاة، أعذورنا على تقصيرنا، على عدم احتوائنا لعظيم طهركم وأنتم تعرجون الى السماء، وحدها السماء لكم، نحن الموتى وأنتم الأحياء…
سقطت كلّ الحروف، لا قيمة لأي كلام، ولا حاجة للصراخ، إنه أوان الرصاص… إنه زمن المقاومة فإما نحن أو نحن…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى