«القومي» نظم لقاءً لإدانة المجازر الصهيونية والقتل العمد للصحافيين والمسعفين والأطفال تحت شعار «لن يَضيعَ دمٌ يُؤتمَنُ عليهِ المقاومون»
خير الدين: الدولة المصطنعة تتمادى في انتهاك القوانين والمواثيق فتقتل المصور الصحافي عصام العبدالله في جنوب لبنان وستة عشر صحافياً في غزة/
وقاف: سورية المنتصرة على الإرهاب الدموي المعادي للحق والحقيقة تدين جرائم عدونا بحق شعب فلسطين وتحيي كل صحافي يكتب بدمائه قصة النصر المبين/
عودة: نقول للصحافة الغربية كفاكم محاضرة في العفة والموضوعية، لقد أتخمتمونا بحرية الرأي والديمقراطية والدفاع عنهما، وإظهار الحقيقة وتزورونها بأوامر إداراتكم/
ألفا: الطوفان اليومَ في غزَّةَ وغدًا في الضَّفَة وستكونُ في مواجهتِكم
ألفُ سناء محيدلي وألفْ خالد علوان وحُسين البنّا/
أبو كفاح غازي: نقول للأنظمة العربية الصامتة اطردوا سفراء الاحتلال وداعميه وإن لم تفعلوا فأنتم تخونون فلسطين وشعبها/
الراسي: يثبت حزبكم أنه رياديّ وسبّاق في الدفاع
عن القضية الشريفة، ولن تنفع الاستنكارات امام السفارات وغيرها بل المقاومة/
داغر: مقاومة شعبنا في فلسطين أحيت تشرين المجيد في خمسينيته بمعادلة جديدة أننا نقهر الجيش «الأسطورة» بثلة مقاومين يخوضون حرب الوجود/
إدانة لمجزرة المستشفى المعمداني وللقتل العمد للصحافيين والمسعفين والأطفال وعشرات المجازر الصهيونية، وتحية لشهداء المجازر وشهداء المقاومة في لبنان وفلسطين، أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاء في قاعة الشهيد خالد علوان تحت شعار: “لن يَضيعَ دمٌ يُؤتمَنُ عليهِ المقاومون”.
حضر اللقاء من قيادة “القومي” رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية الرئيس السابق للحزب فارس سعد وعدد من المسؤولين.
كما حضر منسق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية النائب السابق كريم الراسي، عضو المجلس السياسي في حزب الله د. علي ضاهر، رئيس المجلس الوطني للإعلام د. عبد الهادي محفوظ، سكرتير السفارة العراقية أحمد عصام البلداوي، النقيبة السابقة للمحامين أمل حداد، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف قصيفي مُمثلاً بالإعلامي يونس عودة، نائب رئيس حزب الاتحاد د. أحمد مرعي، مسؤول النقابات والمهن الحرة في الحزب الديمقراطي اللبناني فرزان ضو، ممثلاً أمين عام الحزب، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ومسؤولها في لبنان أبو كفاح غازي، عضو قيادة رابطة الشغيلة حسن حردان، رئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، ممثل التيار الوطني الحر في لقاء الأحزاب رمزي دسوم، عضو قيادة الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، مسؤول العلاقات في حركة الانتفاضة الفلسطينية ابو جمال وهبة، منسق خميس الأسرى يحي المعلم، العميد المتقاعد بهاء حلال، المختار محمد الريس، الدكتور يوسف عنيسى، الأسير الجولاني المحرر صادق القضماني، الناشط محمد بكري، الاعلامي محمد رمال، أعضاء اللقاء الإعلامي الوطني الدكتور روني ألفا والدكتورة بادية سرور وإنعام خرّوبي ومدير التحرير المسؤول في جريدة “البناء” رمزي عبد الخالق.
استهلّ اللقاء بالنشيدين اللبناني والفلسطيني والنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الإجتماعي تلاه دقيقة صمت تحية للشهداء.
كلمة التعريف
قدّمت اللقاء وكيلة عميد الإعلام رمزا خير الدين فقالت:
“نلتقي اليوم في رحاب قاعة تحمل اسم من أرعبت رصاصاته قوات الإحتلال الصهيوني في بيروت، قاعة الشهيد خالد علوان، لمناصرة كلّ مقاوم وطفل وامرأة ومسنّ وطبيب ومسعف وصحافي في فلسطين ولبنان”.
وتابعت: قال سعاده في الخطاب الذي ألقاه في حزيران عام 1949 وقبل استشهاده بثمانية وثلاثين يوماً: “إنّ محق الدولة الجديدة المصطنعة هو عملية نعرف جيداً مداها، انها عملية صراع طويل شاق عنيف يتطلب كلّ ذرة من ذرات قوانا لأنّ وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتمدّ الدولة الجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجوده”.
ها هي اليوم الدولة المصطنعة تتمادى في انتهاك القوانين والمواثيق الدولية باستهداف شبه يومي للطواقم الإعلامية فتقتل المصور الصحافي عصام العبدالله في جنوب لبنان وستة عشر صحافياً في غزة. في حين أنّ من يدعم العدو الصهيوني يُوقف بث قناة الأقصى على قمر اوتلسات، ويقيّد منصة فايسبوك بوجه المتضامنين مع فلسطين وشعبها، وذلك في إطار محاولات التعتيم على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق الغزاويين ومنع الإعلام من نقل جرائمه ضدّ المدنيين والأطفال لا سيما مجزرة المستشقى المعمداني التي يندى لها جبين الإنسانية”.
كلمة اتحاد الصحافيين السوريين
كلمة اتحاد الصحافيين السوريين ألقتها نائب رئيس الاتحاد الدكتورة رائدة وقاف عبر تقنية الفيديو وقالت فيها:
شكراً لدعوة اتحاد الصحافيين في الجمهورية العربية السورية للمشاركة بهذا اللقاء التضامني الذي يحمل عنوان “إن دماً يؤتمن عليه المقاومون لا يمكن أن يضيع”. فتحية لأرواح شهدائنا في غزة. تحية لصمودهم أمام سيناريو الموت والدمار الذي لم يتوقف العدو الصهيوني يوماً عن اعتماده ضمن عدوانه الفاشي النازي ضد شعب يتمسّك بأرضه.
وتابعت: قضية فلسطين هي قضية احتلال. هي قضية شعب بأكمله تعرّض ويتعرّض للمجازر والمذابح ويواجه الكيان الغاصب بإرادة صلبة ومقاومة قوية. وما يفعله العدو اليوم هو ما فعلته عصابات هذا الكيان الغاصب نفسه من تأسيسه.
قضية فلسطين هي قضية كل الأمة، وشعب فلسطين يواجه عدواً قاتلاً يرتكب المجازر ويقصف المستشفيات والكنائس. ويأتي طوفان الأقصى اليوم ليلحق الهزيمة بالعدو الصهيوني خلال أيام قليلة وبشكل مباغت، حيث تمكن المقاومون من قتل وأسر المئات من جنوده وضباطه. لذلك يعمل هذا العدو على نشر الروايات المضللة ويعمد إلى استهداف الصحافيين كي يخفي هول إجرامه.
وأضافت وقاف: لقد استشهد المصور الصحافي اللبناني عصام العبدلله باستهداف مباشر، وبالأمس حاصر هذا العدو مجموعة من الصحافيين في جنوب لبنان، لأنه يخشى أن تصل الحقيقة الى العالم. اليوم هذا العدو يستهدف عمداً الصحافيين الذين يقومون بواجبهم في نقل الحقيقة بكل مهنية ومصداقية، ويعمل على الترويج لروايات مضللة تناقض الواقع وتقول إن المستوطنين تعرّضوا لهجوم إرهابي، لم يقل من ينقل هذه الروايات أن هناك شعباً يتعرّض للإبادة عن بكرة أبيه وإن أرضه محتلة.
وحيث شددت الدكتور رائدة وقاف على أن في غزة تقتل العائلات بأكملها وتدمر الأحياء. لقد دمر العدو اكثر من عشرين منزلاً لصحافيين يغطون الأحداث ليعودوا ويجدوا إن عائلاتهم قد استشهدت. ففي اليوم الرابع لعملية طوفان الأقصى قام العدو بتدمير خمسين مقراً لمؤسسات إعلامية في قطاع غزة واستهدف صحافيين في القدس وفي أراضي 1984. واليوم صحافيو العالم وصحافيون في الشارع العربي هذا الشارع الذي انتفض من أجل فلسطين، في الضمير العربي يتضامنون مع كل صحافي في فلسطين وفي لبنان وفي سورية، أكدت أن العدو يستهدف وسائل الإعلام في محاولة لتحريف الواقع، ولأنه يريد التخلص من الشهود على جرائمه ولكنه لن يتمكن من ذلك. فنحن باقون هنا في سورية وفي لبنان وفي كل الميادين لننقل ما نراه الى العالم ولتصل الحقيقة، وكل المنابر المعنية بالحقيقة وبحرية الإنسان عليها معاقبة العدو على جرائمه.
واستدركت: نحن هنا في سورية والصحافيين السوريين الذين فهموا جيداً طبيعة هذا العدو ومن يدعمه والذين تعرّضوا لأبشع أنواع الترهيب خلال الحرب الكونية الإرهابية على سورية، نحن الذين تعرّضنا للإرهاب والقتل والترهيب نقف مع الصحافيين الفلسطينيين وفي كل مكان يتعرّض فيه الصحافي للاستهداف فقط لأنه ينقل الحقيقة.
وختمت نائب اتحاد الصحافيين السوريين الدكتورة رائدة وقاف بقولها: كل التحية لشهداء لفلسطين ولمقاومتها وندين كل جرائم العدو بحق شعبنا الفلسطيني، وتحية لكل صحافي يكتب بدمائه قصة النصر المبين.
كلمة نقابة محرّري الصحافة اللبنانية
كلمة نقابة محرّري الصحافة اللبنانية ألقاها الكاتب والصحافي يونس عودة وفيها قال:
في حضرة الشهداء، بالمئات من الأطفال، لا تجدنّ في الكتب والمعاجم مصطلحات تفي هؤلاء قدر الشهادة.
ليست عبارات، مثل إدانة وشجب، والارتكابات غير مقبولة، ليست هي العبارات التي ترتقي إلى مستوى المجازر التي يرتكبها العدوان الصهيوني.
الذي لم يعُد مقبولاً هي تلك العبارات التي تبدو أقرب إلى التواطؤ مع المجرم، وتجافي الحقيقة.
إن الواجب البديهي أن تكون الصحافة حارسة الحقيقة، ولذلك فإن استهداف الصحافيين من جانب العدوان هو من الأولويات كي لا تنقل حقيقة الإجرام غير المسبوق بحق الأطفال والنساء واستهداف المستشفيات ودور العبادة، والمساجد والكنائس، وما الجريمة المدوّية في قصف المشفى المعمدانيّ في غزة إلا دليل ساطع على مدى الإجرام المتغلغل في الكيان المؤقت، والذي أي الإجرام هو في التكوين الجيني لمغتصبي فلسطين.
إن محاولة تغطية الجرائم عبر قتل الصحافيين واستهدافهم سواء في لبنان، حيث ارتقى الزميل عصام عبدالله مع محاولة تزوير الحقيقة، وفي فلسطين حيث ارتقى العديد من الصحافيين وهم يُمسكون أقلامهم ويصوبون آلات التصوير، لن تفلح ما دام الصحافي والإعلامي يؤمن بالحق والحقيقة ولديه الجرأة في الانحياز إليها.
إن نقابة محرّري الصحافة اللبنانية تستجهن بشدة، أداء الصحافة الغربية، ولا سيما الذين يشاهدون ما يجري ويعمدون وبأوامر إدارتهم على تزوير الحقائق، أو تجنّب نقلها، ونقول لهم كفاهم محاضرة في العفة والموضوعية، لقد أتخمتمونا بحرية الرأي والديمقراطية والدفاع عنهما، وإظهار الحقيقة.
إن من يزوّر الحقائق لا يحقّ له ان يتحدث ولو بكلمة عن حرية الصحافة والإعلام وهذه الحرية ظهرت انها مصانة وبحب من القوى التي تواجه الظلم الصهيوني وأبواقه الغربية وسادته في الغرب.
ألم يقل زعيم العالم الغربي جو بايدن إن المقاتلين الفلسطينيين ذبحوا واغتصبوا وعندما تكشفت الحقائق قال بصلف “قالوا لي”؟
إن تشويه الحقائق، والسكوت عن الحقائق، خصوصاً من الذين اختاروا بأنفسهم أن يكونوا جنوداً في الدفاع عن الحقيقة ونقلها، هم شياطين خرس، لا بل يصح فيهم القول إنهم خونة كالجندي الذي يفر من المعركة أو يتعامل مع العدو.
كن محايداً في نقل الحقيقة، كن موضوعياً في سرديتك، أعط لأصحاب الحق حقهم، لا نريد منكم محاباة وموالاة، نريد منكم ان تصونوا الأمانة في نقل الحقيقة التي تقولون إنكم نذرتم أنفسكم لها كي يزهق الباطل.
لا يجوز أن يكون الصحافي والإعلامي الذي يوثق الحقيقة، أن يكون الباطل بعينه.
الرحمة للشهداء جميعاً، الرحمة لشهداء الصحافة والنصر للحق.
كلمة اللقاء الإعلامي الوطني
وباسم اللقاء الإعلامي الوطني تحدّث الإعلامي الدكتور روني ألفا، وجاء في كلمته:
لستُ على يقين بأعداد الأطفال الذين استشهدوا في غزة. الأرقام تخيفُني. لأول مرة في حياتي تخيفني الأرقام. الأرقام أرحام والأرحام أرقام في غزة.
أخال أننا في الطفِّ وأن كربلاء على قاب قوسٍ وأدنى وأن رأس الحسين يعانق بدمه المسفوك رؤوس الأطفال والأجنّة التي قطعها اليهود.
الحسين أيها الاخوة صار انغليكانيًا وارثوذكسيًا وسنيًّا وعانقَ الأديانَ ووحَّدَها في دينٍ واحدٍ هو دينُ المقاومة.
وَكم من عبدِ الله رَضيعٍ في رقبته سهامُكِ يا بني “إسرائيل”. “يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!”.
كم رأسَ يوحنا على صوانٍ من لحم ودم، كم جَنينًا غُسِّلَ برحم أمه وكُفِّنَ بحجارة بيته الصغير في غزة؟ والله إنَّ حبال صرّةِ الأجنَّةِ ستُجدَّلُ مشانِق ستلتفُّ على رِقابِ القَتلةِ المجرمين.
وأكد ألفا قائلاً: لا بحرَ سوى بحرِ فلسطين، ولا نهرَ سوى نهرِها، ولا غزَّةَ الا في غزَّة، ولا عريشًا الا بينَ عرائشِها، ولا فلسطين إلا على كامل ترابها.
أهلُ غزَّةَ يتحدُّونَ الاحتلال: سنخلُدُ الى النوم في بيوتنا المهَدَّمةِ وستكونُ حجارتُها المبعثرَةُ، قذائفَنا تُطلَقُ على رؤوسِكُم، فلا نحن ذاهبونْ، ولا مهجّرونْ، ولا مشتَّتونْ. أنتمُ الشَّتاتْ، أنتم الفُتاتْ، أنتم الرُّفاتْ. ونحن الأُباةْ والعُتاةْ والحياةْ والنجاةْ.
اليومَ في غزَّةَ وغدًا في الضَّفَة. لقد سلّفتمونا ألف سنةٍ من الأحقادْ وستكونُ في مواجهتِكم ألفُ سناء محيدلي وألفْ خالد علوان وحُسين البنّا، وبينَ نُسورِ الزَّوابعِ وطوفانِ الأقصى، كنيسةٌ وقبَّةٌ وصحنٌ ومذبحٌ وأقصى، هوَ أقسى الردودْ والرعودْ وما أطلَقَ الله من وعودْ.
وأضاف: لا تنقصُنا إلا بضعةُ نِعالٍ، ينتَعِلُها حفنةُ أبطال. تخيّلوا معي أرضًا تَضحكْ، أرضُ فلسطين ضحكَتُها ملئُ ترابِها، تُرحّبُ بأقدامِ المقاومين، “خَطِّة قدمهن عالأرض هدَّارة”، ينحني لمرورها الزيتونُ والليمونُ والنَّخيل.
كم بُراقًا سيرافقُ الأبطالْ، إسراؤهُم إثراءْ، معراجُهُم إفراجْ، وكم عصًا سيستأذنُ أصابِعَ المسيح، فتأذِنُ لها الأصابعُ.
قبْضاتُ مقاومينَ تدخلُ بالعصا الى هيكل السَّبْيِ والقتلِ وبيعِ الحمامْ والأصنامْ.
بيتي بيتُ صلاةٍ أيها السفلةُ وإلى بيتِ لُصوصٍ حوَّلتموه. لقد ولَّى زمن اللصوصيةِ الى الأبد. انتهى زمن سرقةِ الأوطانْ وحانَ وقتُ استردادِها، فلا تنتظروا من الذين صافحوا شيئًا. المصافحة مُسافَحة والمفاوضة مقايضة والمقايضة قبضٌ بالدولار مقابلَ قبضٍ على الضفّة وعلى الضفّةِ ضفَّةٌ أخرى هي مهلكةُ المُحتلّ.
تنامُ غزَّةَ أيها الأحبّةُ ملءَ جفونِها على إنجيلِ إمامٍ ومِصحَفِ أسقفٍ. قال الأوَّلُ، لَو سَكَبَ كلُّ مسلمٍ دلوَ ماءٍ واحدٍ على “إسرائيل” لغرِقَت في السيول. وقال الثاني إنْ في فلسطينَ مقاومين، منهم من وُلِدَ على دين الله ورسوله محمد ومنهم من وُلِدَ في أجرانِ المعمودية.
وقال ألفا: نحن في زمنِ رَدمِ الهُوَّةْ بالقوَّةْ وزَمنِ الرَّجعَةْ بالبَجعَةْ، زمنٍ يُهدَمُ فيه السورُ بالسورَة، ويدوسُ فيهِ ياسينْ على بنيامينْ. زمنٍ يزحَفُ فيه الجَنينْ إلى جِنينْ، ويرقصُ العنبُ والليمون والتّينْ في عرسِ فلسطينْ.
وتابع قائلاً: لقد حصدوا منَّا الجماجِمْ وتصيَّدونا كما تُصطادُ الحمائمْ/ خمسٌ وسبعونَ سنةٍ، بُقِرَتْ فيه بطونُ الحَبالى، واغتيلَ ألفُ محمَّدٍ دُرَّة، وألفُ أبو عاقِلة، فبماذا واجهنا التتار؟ بحَبَلٍ في أوسلو، وُلِدَ مِسخًا؟ بإبراهيمَ وقد حوّلوهُ من نبيٍّ وقور إلى ديانةِ فُجور؟
وختم قائلاً: ها هي أمَّةُ سعادِه وقد استفاَقتْ، وها نحن اليوم نقتلُ ذئابَهُم، ونُسكِتُ نُباحَهُم، فلاذوا بالأصيلْ بعدَ انهيارِ الوكيلْ. فأهلًا بالأصيلْ، بيروتُ تعرِفُهُ وبيروتَ يعرِفُها.
أما الوَعرُ والبَرُّ فَيعرفُه الأحرارْ ويخافُهُ الأغرارْ والدباباتُ قبورْ والمهديُّ ظُهور،ْ ومَنْ مجيئُهُ الثاني من قمَّةِ الجلجُلَةِ وَيلٌ من الثُّبورْ وعظائمِ الأُمورْ، وَكُلَّما نضِجَتْ جلودُهم بدَّلناهُم جلودًا غيرَها ليذوقوا العذابَ إنَّ الله كانَ عزيزًا حَكيمًا وهو كذلكَ، الى أبد الآبدين، آمين.
كلمة المقاومة الفلسطينية
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ومسؤولها في لبنان أبو كفاح غازي، كلمة المقاومة الفلسطينية، فقال:
من هنا من بيروت المقاومة ومن قاعة الشهيد خالد علوان صاحب الرصاصات الأولى ضد المحتل الصهيوني إلى غزة المقاومة نرسل التحية. والرحمة للشهداء من نور شمس إلى غزة العزة، الرحمة لشهداء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان الذين يقاومون إلى جانب شعب فلسطين.
وقال: عندما نتحدّث عن فلسطين وشعب فلسطين وعن أهل غزة، فإننا نتحدّث عن شعب مقاوم وعظيم لم يترك البندقية يوماً، نتحدث عن مقاومة استطاعت أن تهبط من السماء وتعبر عبر الأرض والبحر لتدكّ الصهاينة في معاقلهم ملحقة بهم الهزيمة..
وأضاف: عملية طوفان الأقصى هي عملية نوعية أذاقت العدو مرارة الانكسار والهزيمة الذي لم يجد جراء هزيمته إلا وسيلة واحدة هي القتل والدمار والتنكيل بأطفال فلسطين من خلال القصف المتواصل بصواريخ أميركية تدعم هذا الكيان كما تفعل الدول الأوروبية في انحياز واضح ضد شعبنا الفلسطيني المقاوم والمناضل وصاحب الحق في الأرض.
وأشار قائلاً: من يقصف المستشفيات والمدارس والكنائس مدعوم من الغرب ومن أميركا، والمؤسف أن الأنظمة العربية لم تحرك ساكناً حتى الآن، ولهؤلاء نقول اطردوا سفراء الكيان والدول الداعمة له من بلدانكم وإن لم تفعلوا فأنتم تخونون فلسطين وشعبها الصامد والمقاوم والذي لا نخاف عليه لأنه يمتلك الإرادة الصلبة والصمود.
كلمة لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات
كلمة لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية ألقاها منسّق اللقاء النائب السابق كريم الراسي، فقال:
بداية اسمحوا لي بتوجيه كلمة شكر للحزب السوري القومي الاجتماعي لأنه رياديّ وسبّاق في الدفاع عن القضية الشريفة، نحن كلقاء أحزاب وقوى وشخصيات لبنانية وما نمثل من الشعب اللبناني قد نختلف كأحزاب في وجهات النظر كلٌّ وفق رؤيته السياسية للأمور الداخلية، ولكن القضية الفلسطينية تجمعنا لأنها تجمع كل شريف ووطني وحر. القضية الفلسطينية قضيتنا جميعنا والمؤسف وجود البعض في هذا العالم يتعامى عن الواقع ولا يريد أن يراه.
أضاف: من الواضح اليوم أن هناك قوة عسكرية إسرائيلية واميركية تقف في وجه العالم كله وما يحصل في فلسطين أكبر من أي كلام قد نكتبه أو نقوله، لا شيء يصف ما يحصل في فلسطين، وحجم الغضب كبير ونحن نعرف غطرسة العدو الصهيوني ومواجهة هذه الغطرسة لا تكون عبر الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية أو مجلس الأمن. في لبنان الشيء الوحيد الذي نفع في مواجهة هذا العدو المجرم هو المقاومة. وهنا اركز على موضوع المقاومة العسكرية وعلى مقاومة حزب الله الذي أخرج العدو ذليلاً من لبنان، وهذا يؤكد أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، ولذا أقول للفلسطينيين لن تنفعكم الاستنكارات امام السفارات ولا أي جهة؛ كل ما ينفعكم هو المقاومة.
وختم: مشروع الكيان المحتل ومن خلفه واضح لجهة قتل الشعب الفلسطيني واستمرار احتلال أرضه، ومشروعنا المقاوم واضح لردعه واسترجاع الأرض المحتلة، قالها الرئيس سليمان فرنجية عام 1973 في الأمم المتحدة: «القضية الفلسطينية قضيتنا جميعنا وكلنا فلسطين حتى تحقيق النصر».
كلمة «القومي»
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها عميد العلاقات العامة الدكتور فادي داغر وجاء فيها:
بيروت بانتمائها القومي الواضح ما هدأت منذ انطلاق «طوفان الأقصى» فهي تؤكد أنها توأم القدس – العاصمة التاريخية والأبدية لفلسطين.
وفي بيروت، نلتقي اليوم، كرمى لفلسطين أرضاً وشعباً وتاريخاً وثقافة وحضارة ومقاومة ونصراً.
نلتقي اليوم لإدانة جرائم القتل بحق شعبنا، وبخاصة الصحافيين، ستة عشر صحافياً في غزة، والصحافي عصام العبدالله في جنوب لبنان، وما تبعها من استهداف لمجموعة أخرى من الصحافيين في لبنان واستشهاد أحد أطقم العمل. كلهم قتلهم الاحتلال باستهداف مباشر منتهكاً كل القوانين التي تحمي الصحافيين.
نلتقي اليوم لإدانة مجزرة المستشفى المعمدانيّ وعشرات المجازر المرتكبة في القطاع.
نلتقي اليوم لإدانة قتل المسعفين والأطباء والأطفال والنساء والشيوخ.. والتدمير للقطاع.
ولأن الإدانة وحدها لا تكفي في ظل التواطؤ الغربي وصمت المؤسسات والهيئات الدولية التي تغطي جرائم الحرب ضد الإنسانية.
فإننا نوجّه تحية إكبار لشهداء المقاومة في فلسطين ولبنان، ولكل المقاومين الأبطال الذين ببطولاتهم وتضحياتهم ودمائهم أذلوا الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أنه مهما طال ليل الاحتلال فصبح التحرير آتٍ لا محال.. وأنه «لن يضيع دم يُؤتمن عليه المقاومون».
وأشار داغر قائلاً: بعد مضي خمسين عاماً على نصر تشرين المحقق في العام 1973، أبت مقاومة شعبنا في فلسطين إلا أن تكرّس ذلك النصر بانتصار جديد في تشرين الأول من العام 2023. انتصار ثبّت معادلة جديدة بأننا بتنا نقاتل الجيش الذي قُهر على أيدي ثلة من المقاومين يخوضون واحدة من معارك حرب الوجود، ولكن عند جبهة واحدة فقط.
فبالله عليكم أفيدونا، أهذا هو الجيش الذي ما فتئت وسائل الإعلام وأجهزة الاستخبارات تروّج لقوته وجبروته وصلفه وعنجهيته؟
أهذا الجيش الذي لم يعد يرَ إلا الأطفال والنساء والمسعفين والصحافيين أهدافاً، هو ذاته ذاك الجيش الذي صنف الأقوى في كل المنطقة؟
أهذا الجيش الذي لم يستطع الصمود لدقائق أمام عظمة الإيمان لدى المقاومين، هو نفسه ذلك الجيش الذي كان يستقوي على أهلنا وماجداتنا في العاصمة القدس؟
لقد أثبتت الملحمة القائمة حالياً على أرضنا القومية في فلسطين صوابيّة ودقة القاعدة الذهبية التي وضعها مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده، وهي ثابتة على الدوام، عندما قال: القوة هي القول الفصل في إثبات حقنا القومي أو إنكاره. فالحق لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما تؤيده القوة.
قوة مدرحية بكل ما تحويه الكلمة من معنى، مادية بسلاح تطور من النّبّيطة والمقلاع ليصل إلى الصاروخ والمسيّرة. وروحية تتعزّز بإيمان يقوى كلما تقدمت بنا الأيام لتقرّبنا من يوم مجيد سنحقق فيه أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.
وقال: العدو الصهيوني يصبّ جام غضبه على أبناء شعبنا، ولا يأبه بأخلاق أو قوانين أو معاهدات، لأنه يجسّد العنصرية بكل حقدها وجرائمها والمبنية على توراته وتلموده وخرافات حاخاماته. ورغم كل جرائم العدو، يأتيك مَن يسألنا لماذا نقاتل؟ ويأتيك مَن يدعونا إلى السلام مع مَن يقتل أبناءنا ونساءنا وكهولنا وكل أبناء شعبنا.
وتابع: أما نحن، فجوابنا أن سلمنا هو أن يسلّم أعداؤنا بحقنا في الحياة والحرية. لذلك نشأنا وفي نشأتنا عز نبحث عن القتال ولا يبحث القتال عنا أبداً. نشأنا وتعلمنا في مدرسة أنطون سعاده «إذا أردت السلم حقّاً، فأعدّ للحرب جيداً».
خلاصة القول: إننا على عهد الشهداء الذين ارتقوا على طريق التحرير ليعبّدوا لنا طريق النصر التي لا تنتهي إلا بتحقيق التحرير الشامل لكل أرضنا القوميّة وقلبها النابض فلسطين.
وختم: للقاتل الصهيونيّ نقول: دماء الأطفال والصحافيين والمسعفين والنساء والمسنين من أبناء شعبنا غالية وعزيزة.
والعهد هو العهد «لن يضيع دم يؤتمن عليه المقاومون».