أولى

تقاذف كرة النار بين واشنطن وتل أبيب

– تبدو العملية العسكرية البرية التي يهدد بها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة وقوى المقاومة فيه، مثل حكاية إبريق الزيت، حيث بناء الكنيسة يستدعي جلب الرعية المزيد من أباريق الزيت، والوعد هو أن كل إبريق زيت يأتون به سوف يجدون بديلاً عنه في بيوتهم، وينفد الزيت من بيوت الرعية والكنيسة لم تُبنَ بعد، وهكذا العملية العسكرية البرية كل مرة تحتاج إبريق زيت من نوع مختلف، وعندما يتوفر، يبدأ البحث عن إبريق زيت جديد، لا يبدو متوفراً.
– مرة انتظار الطقس ومرة انتظار رحيل السكان، ومرة يقول الإسرائيليون إنهم أجلوا العملية بطلب أميركي فينفيه الأميركيون، ومرة فتح الطريق لحل ملف الرهائن ومرة بانتظار وصول الذخائر اللازمة.
– الواضح أخيراً من تصريحات الأميركيين والإسرائيليين، أن القضية تتمثل بربط بدء العملية البرية بضمان عدم توسّع مشاركة حزب الله عبر جبهة لبنان، وهو أمر يطلب الإسرائيلي من الأميركي أن يتولاه. وكان الأميركي قد افترض أنه قادر على توليه بجلب الحاملات ورسائل التهديد، أو ما أسماه بالردع. وعندما فشل ذلك، قال الإسرائيلي إن الرئيس جو بايدن تعهّد بمواجهة حزب الله إذا فتح الجبهة للحرب الشاملة، فنفى الرئيس بايدن فورا مثل هذا التعهد. وأخيراً يقول الإسرائيلي إنه أجل العملية بطلب أميركي لانتظار وصول المزيد من القوات الأميركية تحسباً لاتساع الجبهة، ومرة اخرى الأميركي ينفي أن يكون قد طلب ذلك لأي اعتبار.
– تمتلئ الصحافة الأميركية بالتقارير التي تقول إن الإسرائيليين يخافون بدء العملية البرية، وإن الأميركيين غير واثقين من نجاح جيش الاحتلال بالقيام بمهمة توجيه ضربة قاسية لحركة حماس وقوى المقاومة، وإن الأميركيين يعتبرون أن التغيير في الأجواء الدولية والعربية أضاع فرصة العملية التي كان يمكن القيام بها بعد أيام قليلة على طوفان الأقصى، وأن الأولوية اليوم هي لملف الرهائن وليس للحرب.
– الحجر اللبناني عالق في الحلق الأميركي الإسرائيلي، لا يُبلَع ولا يُبصَق.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى