تقرير إخباري
تقرير إخباري
الحرب الغبية تغرق السعودية… والثوار يرسمون معادلة الردع
بشرى الفروي
معادلة ردع جديدة في اليمن بدأ الثوار اليمنيون تشكيلها ضد المعتدين على الشعب اليمني. بدل الرد الصاروخي الحوثي، ردّت إيران مباشرة و أعلنت بطريقة أو باخرى أنها تعرف إمكانيات الحوثيين بالمباشر، وأنها، ومن دون حرج، الداعم اللوجستي لهم والعارف بالأمور. ليصبح لسان حالها… احذروهم!
تصريحات من نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي تؤكد أن «أنصار الله» قادرون على اجتياح السعودية، وأن «أنصار الله» لديهم صواريخ بعيدة المدى.
لا يمكن لأي متابع للسياسة الإيرانية أن يمر مرور الكرام على هذه التصريحات، فهي لم تصدر عن مسؤول يعمل بالمجال السياسي أو الإعلامي، إنما صدرت من مسؤول عسكري. فما هي الرسالة التي تريد إيران إيصالها إلى الدول المعنية بالحرب على اليمن؟
من المفيد الرجوع بالذاكرة إلى تصريح لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني عندما أعدت أميركا وحلفاؤها العدة لضرب سورية، وجلبوا البوارج وحدّدوا بنك الأهداف، وكانت الحرب قاب قوسين أو أدنى. عندذاك قال سليماني: «سورية خط أحمر، وبلاد الشام هي معراجنا إلى السماء وستكون مقبرة الأميركيين».
وصلت هذه الرسالة الى أميركا، ودرستها بعناية. فتراجعت وانكفأت تجرجر ذيول الخيبة، فهي لم تعتد أن تسمع من إيران كلاماً جزافاً، بل تعلم أنهم يفعلون ما يقولون.
السعودية أعلنت حرباً على «أنصار الله» في اليمن وبدأت بضرب تجمعاتهم حتى داخل المدن وقصفت المصانع والمعامل بوحشية. من دون أن تحقق أيّ من أهدافها.
لا بل أنّ الحوثيين ـ كما قال نائب الحرس الثوري سلامي ـ يتقدمون، وأصبحوا يسيطرون على تسعين في المئة من الأرض بالمقارنة مع سيطرتهم السابقة على خمسين في المئة.
سلامي أكّد أنه لدى «أنصار الله» قدرات صاروخية بعيدة المدى، ولديهم القدرة للوصول بسرعة إلى المدن السعودية، مشيراً إلى أن الحرب على اليمن ذات آفاق مستقبلية طويلة والسعودية ستدخل مستنقعاً تغوص فيه.
هذا تأكيد واضح أن الحوثيين قادرين على تشكيل معادلة الردع بما يمتلكونه من أسلحة وإمكانيات.
إيران تتفرج على السعودية وهي تغرق في المستنقع اليمني، فلا هي قادرة على التقدم برّياً، ولا هي أعطت فرصة لإخراجها من أزمتها. خصوصاً أن الدول العاقلة التي تفكر بمصالحها، بدأت تخرج من تحالف «الفزعة» تاركة السعودية لتنزع أشواكها بيدها.
وفي حال قررت السعودية المجابهة العسكرية المباشرة مع ايران فهي بهذه الحالة «ترتكب خطأ في حسابات الاستراتيجية. فالرد الحاسم سيكون على أي حماقة اذا تعرضت سفنها البحرية في البحر الأحمر لأي اعتداء»، حسبما أكده نائب الحرس الثوري الإيراني.
اذاً، معادلات الردع بدأت تأخذ طريقها للتنفيذ بعدما مهّد لها سياسياً من قبل تصريحات معلنة للإمام خامنئي عندما شبّه ممارسات السعودية بممارسات الكيان الصهيوني. وأعقبته تصريحات مساعد وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان أن حرب السعودية في اليمن ستنتهي بتقسيم السعودية والوقت لا يمرّ لمصلحتها.
فهل وصلت الرسالة إلى أمراء الحرب الذين لا يزالون يبحثون عن خفّي حنين ليعودوا بهما إلى قبائلهم… منتصرين؟!