دعوات لإجراءات فاعلة لوقف المجازر الصهيونيّة وتوجيه الحراك الشعبيّ نحو المقاومة السياسيّة

فيما استمرّت المواقف المندّدة بالمجازر الصهيونيّة في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة والمُشيدة بعمليّات المقاومة البطوليّة، نظّمت السفارة الفلسطينيّة في لبنان، أمس لقاءً تضامنيّاً لسفراء الدول العربيّة المعتمدين في لبنان، دعماً للشعب الفلسطينيّ في مواجهة حرب الإبادة والعدوان «الإسرائيليّ» الغاشم. حضر اللقاء الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربيّة وسفراء: الأردن، الجزائر، تونس، المغرب، سلطنة عُمان، قطر، اليمن، الكويت، سورية، مصر، العراق والسودان.
وألقى السفير الفلسطينيّ أشرف دبّور اعتبر فيها «أنّ إطالة أمد العدوان في ظلِّ صمتٍ دوليّ مُطبِق والتعبير عنه من خلال مواقف بعض الدول، شجّعَ ومنحَ الكيان الصهيونيّ غطاءً وحمايةً وإجازةً دوليّة في مخالفة القانون الدوليّ الإنسانيّ بما سُمّي دفاع عن النفس ما منح الحريّة لكيان الاحتلال لضرب مقوّمات المشروع الوطنيّ والوجود الفلسطينيّ في قطاع غزّة والأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، وتنفيذ مشروعهِ بتهجيرِ وإلقاء أكثر من مليونيّ فلسطينيّ في المجهول».
وقال «اعتقد الكيان الصهيونيّ مُتوهّماً بما طُرِحَ من مبادرات وحلول لقضيّة الشرق الأوسط، أنّ باستطاعته الاستفراد بالقضّية الفلسطينيّة واستبعاد حاضنتها العربيّة»، لافتاً إلى أنّ «ما فاجأ كيان الاحتلال الموقف العربيّ المُقدّر والموحّد ممّا يجري في فلسطين القضيّة المركزيّة للأمة برفض كلّ ما تقوم به حكومة الاحتلال والإصرار على وقف فوريّ لإطلاق النار، مندّدين بما تقوم به من تدمير ومحاولات تهجير للملايين من أبناء شعبنا الفلسطينيّ في غزّة والضفّة والقدس».
من جهتها، حيّت لجنة المتابعة لـ»المؤتمر العربيّ العام»، في بيان «الشعب الفلسطينيّ ومقاومته الباسلة التي حقّقت إنجازاً استراتيجيّاً وتاريخيّاً من خلال معركة «طوفان الأقصى»، ووجّهت ضربة قوية للاحتلال الصهيونيّ وهزّت كيانه وضربت منظومته العسكريّة والأمنيّة».
وأشارت إلى أنّ «الاحتلال الفاشي يواصل حرب الإبادة ضدّ شعبنا في قطاع غزّة، وتصعيد قصفه الإجراميّ على الأحياء السكنيَّة وارتكاب مجازر دموية خلّفت آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين جلّهم من الأطفال والنساء». ودعت «قادة الدول العربيّة والإسلاميّة، والأمم المتحدة لاتخاذ مواقف وإجراءات فاعلة لوقف هذه المجازر التي فاقت كلَّ تصوُّر، في انتهاك لقيَم الإنسان وكرامته وللأعراف والقوانين الدوليّة كافّة».
كما وجّهت التحيّة إلى «قوى المقاومة الممتدّة من جنوب لبنان التي تقدّم الشهيد تلو الشهيد، والجولان السوريّ إلى العراق إلى اليمن إلى الجمهورية الإسلاميّة في إيران، لوقفتهم الميدانيّة مع المقاومة في فلسطين، مجسّدين شعار «وحدة الساحات».
وحيّت «التظاهرات والفعاليّات التي ملأت العواصم والمدن العربيّة دعماً للمقاومة وتنديداً بالمجازر الوحشيّة للعدو» ودعت إلى «ضرورة توجيه هذا الحراك الشعبي نحو مطالب محدّدة أولها دعم أهلنا في غزّة والمقاومة السياسيّة بكل أشكّالها، وثانيها الضغط على الحكومات المطبِّعة لإلغاء اتفاقيّات التطبيع القديمة كافّة».
ووجّهت التحيّة «إلى أحرار العالم الذين دانوا العدوان الصهيونيّ وداعميه ودعموا مقاومة الشعب الفلسطينيّ» ودعت «الأحزاب والقوى والاتحادات والمؤسّسات وهيئات المجتمع الأهليّ إلى إطلاق حملات التبرُّع النقديّة والعينيّة لأهلنا المنكوبين في فلسطين بالإضافة إلى تعميم ثقافة المقاومة ومناهضة التطبيع».
بدوره، رأى حزب «الاتحاد» في بيان «أنّ التطورات الميدانيّة والسياسيّة في المعركة الصهيونيّة التي تطال غزّة وشعبها وقواها المقاومة وما شهدته أروقة مجلس الأمن الدوليّ من مواقف عربيّة وصهيونيّة وأمميّة، تدل على أنّنا ما زلنا كأمّة غير مدركين لخطورة ما يجري من استهداف للمنطقة برمّتها وليس غزّة وحدها والتي تحمل مشروع تطبيق صفقة القرن بقوة القتل والدمار والإبادة الجماعيّة».
وأشار إلى «أنّ العدو غير آبه بالقوانين والمواثيق الإنسانيّة الدوليّة وحقوق الإنسان، إنّها معركة ترسم ملامح نظام اقليمي جديد في إطار موازين القوى الدوليّة، والمؤسف ان يكون الموقف العربيّ على الرغم من المؤتمر الصحافي لوزراء الخارجيّة العرب على هامش اجتماع مجلس الأمن لم يحمل إلاّ مواقف تساوي بين الضحيّة والجلاّد، وكأنّ أرض فلسطين المُغتصَبة هي من كوكب آخر».
أضاف «وإذا كانت هذه المواقف مقبولة من الأمين العام للامم المتحدة فلا يُمكن أن تكون مقبولة من وزراء الخارجيّة العرب المعنيين بما يجري من قتل ودمار وتغيير الخارطة السياسيّة في المنطقة، فالهجوم الذي تعرّض له الأمين العام للامم المتحدة من وزير الخارجيّة الصهيونيّ وسفيرها في الأمم المتحدة يدل على رغبة صهيونيّة بإخضاع المجتمع الدوليّ بمنطق القوّة وقبول بعنصريّة الكيان الغاصب وحقّه في تصنيف البشر بين بشريّ آدميّ وحيوانات بشريّة لا حقوق لها كالبشر وغير معنيّة بالقوانين والنواميس الدوليّة الإنسانيّة».
ودعا الحزب إلى «يقظة عربيّة شاملة وموقف عربيّ موحّد على المستويات كافّة لمواجهة الخطر الصهيونيّ والغربيّ الذي يمارس أخطر أنواع التصفية الجماعيّة للشعب الفلسطينيّ، وإطلاق وصف الإرهاب على قوى وطنيّة تُجاهد لاستعادة الحقوق ويريد تزوير الحقائق التاريخيّة بقوّة الآلة العسكريّة المدعومة من الغرب».
ورأى أنّ «العرب اليوم أمام امتحان، إمّا الدخول في التاريخ أو الخروج من دائرة الفعاليّة السياسيّة وإبقاء إرادتهم مرهونة بيد الغرب الاستعماريّ وأداته الصهيونيّة».
من ناحيته، رأى «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان، أنّ «العدوّ الصهيونيّ غير قادر على القيام باجتياح برّي لغزّة لأنّ ذلك سيؤدّي إلى هزيمة نكراء، وهو أيضاً يعتبر أنّ عدم قيامه بالعمليّة سيعني فشلاً ذريعاً يؤدّي إلى خلخلة الكيان الصهيونيّ، فهو اليوم بحاجة إلى تصعيد عمليات القتل والتدمير والمجازر بحقّ المدنيين والحصار ومنع إدخال المحروقات لإدارة مولدات الطاقة التي تحتاجها المستشفيات، ثم بعد ذلك يلجأ إلى مجلس الأمن كي يوفّر له قراراً يجعله يخرج من المأزق بأقلّ قدرٍ ممكن من الخسائر».
وأكّد أنّ «الثابت الوحيد في هذه المعركة هو أنّ ما قبل 7 تشرين الأول لن يكون أبداً كما بعده، وأنّ هذه الهزيمة قد حفرت عميقاً في الكيان الصهيونيّ وستكون إيذاناً ببداية زواله الذي بات اليوم أقرب من أيّ وقت مضى».