التشكيلي السوري ثائر الحناوي يرسم للحياة ببعد أكاديمي أساسه موهبة فنية
يقدم الفنان التشكيلي ثائر الحناوي من محافظة السويداء تجربة فنية ترتكز على دراسة أكاديمية جاءت بعد موهبة منذ الصغر، ويطلّ عبرها بأعمال تعكس حالة شغفه بالفن والحياة وما يجول في مكنوناته الداخلية.
ثائر 27 عاماً خريج كلية الفنون الجميلة الثانية في السويداء عام 2018 باختصاص رسم وتصوير، روى في لقاء صحافي كيف ظهرت موهبته بالرسم في مراحل طفولته المبكرة بعد تأثره بوالدته الفنانة لينا أبو الجود التي كانت ترسم أمامه، ما خلق لديه حافزاً للعمل في هذا الميدان بشكل أكبر وصولاً للمشاركة بالمعارض المدرسية، والفوز بمسابقات الرواد على مستوى المحافظة.
وبين ثائر أن أولى مشاركاته بمعارض جماعية بالمراكز الثقافية كانت بعمر 16 عاماً في المركز الثقافي بالسويداء، والتي جاءت تماشياً مع محاولته لتطوير إمكانياته ونجاحه لاحقاً بدراسة الفنون الجميلة والتفوق خلال دراسته والمشاركة بمعارض الربيع السنوية بدمشق لدورتي عامي 2017 و2018 والمعارض السنوية لطلاب كليته، ومعارض تحية إلى الجولان، إضافة لفوزه بالجائزة الأولى في مسابقة نظمها أحد المراكز التدريبية بالسويداء عن عمل تناول فيه المرأة بالتراث الشعبي.
ووفق ثائر الذي جرّب عدة تقنيات لونية، فإنه يجمع حالياً في عمله بين استخدام الفحم والزيتي وأنجز خلال الفترة الماضية ما يزيد على خمسين عملاً، بعضها بالأسلوب التعبيري، مع توجّهه مؤخراً نحو التجريد الذي يحقق له ارتياحاً، إضافة إلى تأثره وتقاربه الفني مع الدكتور سائد سلوم المشرف حالياً على رسالته في دراسة الماجستير بعنوان «أثر البيئة المحلية في التصوير في جنوب سورية»، والتي يركز فيها على رسوم ترتبط بمصادر الإبداع والجمال في هذه المنطقة من العادات والتقاليد والمشاهد الريفية وغيرها.
المرونة التي يمتلكها ثائر تتيح له كما أوضح العمل لإنجاز ما يحبه دون التقيد بموضوع محدد، بحيث يتبنى كل فترة قصة ويعمل عليها، كما أنه يبتعد عن الألوان الفجة والجاهزة ويركب مزيجاً لونياً يخدم الهدف من عمله مع استخدامه أحياناً اللون البنفسجي للتزيين.
كما يجيد ثائر رسم الكاريكاتير، حيث بدأ بالعمل في هذا المجال أثناء دراسته الجامعية، ورسم للمارة بعد تخرجه في إحدى الساحات بمحافظة السويداء، وشارك خلال العام الحالي بمعارض دولية للكاريكاتير عبر الإنترنت في مصر وبريطانيا حسبما ذكر.
الفن جزء لا يتجزأ بالنسبة لثائر، وهو انعكاس لما يعيشه بكل شيء كما قال مع امتلاكه لطموح لا يتوقف في هذا الميدان، وسعيه للحصول على الدكتوراه خلال الفترة المقبلة، إضافة للمشاركة بمعارض دولية تفتح له آفاقاً واسعة للانطلاق، وإظهار فنه لأكبر عدد من متذوقي الفن التشكيلي بالعالم.