بعد هجوم القسام في إيريز الاحتلال يرد بهجوم صلاح الدين… وهزيمة مكررة فضائح تصيب الكيان: الجيش قتل نساءه وأطفاله… والمجنّدة لم تكن أسيرة المقاومة توسع حركتها لبنانياً بانتظار كلمة السيد نصرالله لرسم المعادلات والسقوف
} كتب المحرّر السياسيّ
تبدو القيادة السياسية والعسكرية في الكيان مرتبكة في كيفية الجمع بين عنواني تدمير حركة حماس وتحرير الأسرى، حيث فشل كل من حاول من المسؤولين في تقديم جواب حول المعادلة التي تجمع الهدفين، وامتدّ الارتباك إلى كيفية إدارة المعركتين، معركة المواجهة العسكرية مع حماس وسائر قوى المقاومة، لتحقيق نصر يعلم صعوبة الحصول عليه، ومعركة تحرير الأسرى عبر بوابة المفاوضات الدائرة في الدوحة، التي وصلها وعاد منها رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنيا. ونقلت مصادر إعلامية في قنوات التلفزة الإسرائيلية عنه فشل المفاوضات التي دارت تحت عنوان كل الرهائن مقابل كل الأسرى، بعدما تمّ الاتفاق على تحديد البند الأول بتبادل اللوائح الاسمية الموثقة. وطلبت حماس مهلة أسبوعين من وقف النار ليتسنى لها تجميع الرهائن وتوثيق أوراقهم والتحقق منهم وإعداد اللوائح المطلوبة، بينما لم يتسرّب شيء من جانب حماس حول المسار التفاوضي، سوى اتهام قيادة الكيان بإفشال المسعى التفاوضي، والرهان على تحسين الشروط عبر الضغط العسكري.
عسكرياً، بعد هجوم أول أمس الناجح الذي نفذته قوات القسام على موقع ايريز، باءت محاولات التقدّم الإسرائيلية التي سجّلت أمس على أكثر من محور، كان أبرزها محور شارع صلاح الدين، حيث تمكّنت دبابات إسرائيلية من التوغل، قبل أن تتصدّى لها مجموعات المقاومة من قوات القسام وسرايا القدس وتلحق بها خسائر مباشرة أجبرتها على الانسحاب. ومع الهزيمة المكرّرة، جاءت الفضيحة المكررة، حيث كشفت مواقع إسرائيلية عن تحقيق في كيفية سقوط النساء والأطفال قتلى وبعضهم مصاب بحروق في مستوطنات الغلاف، ونقلت أن خلاصات التحقيق المستند الى شهادات شهود عيان من الناجين، واعترافات ضباط في سلاحي الجو والمدرعات، أن أوامر صدرت من تل أبيب بقصف المنازل التي يوجد فيها مسلحو القسام ومعهم رهائن، لقتلهم معاً. بينما كانت فضيحة أخرى تنتشر تفاصيلها على المواقع الإسرائيلية، تقول إن المجندة التي أعلن جيش الاحتلال تحريرها من الأسر خلال العملية البرية، في محاولة لإضعاف تأثير الشريط المسجل لثلاث نساء أسيرات يتّهمن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسعي لقتل الرهائن، لم تكن أسيرة، وقد خلت كل اللوائح والوثائق الخاصة بالمفقودين والرهائن من اسمها وصورتها. وتقول التقارير إن المجندة التي كانت تسكن في غلاف غزة متخلفة عن الخدمة، كانت هاربة الى النقب، وقررت تسليم نفسها أملاً بطي ملف تخلفها، فاحتفظ بها الجيش وعقد معها صفقة قوامها التعاون في تقديمها كأسيرة تمّ تحريرها خلال العملية البرية.
لبنانياً، وسّعت المقاومة نطاق ومدى نيرانها، بينما الجميع ينتظر في لبنان والكيان وفلسطين والبلاد العربية وعواصم القرار في العالم، الكلمة التي سوف يلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إحياء ذكرى شهداء المقاومة، الذين طلب اعتبار شهادتهم على طريق القدس، حيث ينتظر أن تتضمّن الكلمة إيضاحاً للكثير من المعادلات والسقوف التي سوف تحكم المرحلة المقبلة ومواجهاتها، وتحدّد ثوابت حزب الله وضوابطه في المشاركة في الحرب الدائرة حول غزة.
وتترقّب الساحتان المحلية والخارجية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الجمعة المقبل، والتي سترسم وفق مصادر مطلعة المشهد في لبنان وغزة والمنطقة وتحديد وجهة الصراع وموقف حزب الله ومحور المقاومة.
ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن «مستجدّات أملت على السيد نصرالله الظهور على الإعلام لمخاطبة الرأي العام اللبناني ووضعه بآخر التطورات لا سيما بعد أن أصبح حزب الله شريكاً أساسياً في المعركة ويقاتل على جبهة طويلة وأساسية وهامة على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة التي تتعدّى مساحتها المئة كلم»، مشيرة إلى أن «السيد نصرالله سيضع النقاط على الحروف وسيشرح ماذا يجري على جبهة الجنوب ووقائع ضربة 7 تشرين وأبعادها الاستراتيجية وتأثيرها على القضية الفلسطينية ومجريات الحرب في غزة، كما سيوجه رسائل الى الإسرائيليين والأميركيين والأنظمة العربية وسيحذرهم من أن استمرار حرب الإبادة الاسرائيلية الأميركية للفلسطينيين في غزة لن يُشعل جبهة بعينها فحسب، بل سيفجر المنطقة بأكملها تحت أقدام الإسرائيليين والأميركيين ولن يستطع أحد احتواءها»، مشددة على أن «السيد نصرالله سيؤكد على ثوابت الحزب والقواعد الناظمة والاستعداد والجهوزية لتوسيع رقعة الحرب بحال تجاوز العدو الخطوط الحمر، كما سيكرّر شعاره يوم ذهب الحزب للقتال في سورية ضد التنظيمات الإرهابية (حيث يجب أن نكون سنكون)، لكنه لن يدخل بتفاصيل الخطوات الميدانية التي ينوي الحزب القيام بها وسيترك العدو في حيرة من أمره، لا بل سيزيده حيرة».
ووفق ما يلاحظ خبراء عسكريون واستراتيجيون لـ«البناء» فإن السيد نصرالله تدرّج في الظهور الإعلامي من رسالته المكتوبة باعتبار الشهداء في الجنوب على طريق القدس، وثانياً اللقاء مع قيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ثم ظهوره سيراً لثوانٍ أمام لوحة كتب عليها «حزب الله هم الغالبون»، ثم الإعلان عن إطلالة إعلامية الجمعة قبل 5 أيام، هو جزء من الحرب النفسية والمعنوية على الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين لمزيد من ضرب الجبهة الداخلية المنهارة أصلاً من 7 تشرين حتى الآن، على أن يستكمل السيد نصرالله الحرب النفسية بالمواقف والرسائل الذي سيطلقها يوم الجمعة المقبل».
وبحسب الخبراء، فإن «السيد نصرالله يركز على العامل الرخو في الجانب الإسرائيلي وهو الجبهة الداخلية وتحديداً المستوطنين الذين أصيبوا بالهلع لعدم ظهور السيد نصرالله كل هذا الوقت والذي كان أيضاً ضمن الحرب النفسية ضد «اسرائيل»».
وتوقع الخبراء أن يوسّع الحزب بعد خطاب السيد نصرالله «عملياته العسكرية ضد الاحتلال الاسرائيلي وقد تكون هناك مفاجآت على هذا الصعيد، ملاحظين أن الحزب خلال الأيام القليلة الماضية تجاوز حدود العمليات السابقة، لجهة المدى حيث وصلت صواريخ الحزب الى نهاريا 10 كلم عمق، ولجهة نوع السلاح حيث أطلق صواريخ جديدة وأسقط مسيرات اسرائيلية». ولوحِظ أمس تراجع عدد المسيرات أمس في الأجواء اللبنانية إلى حدٍ كبير.
ورأى رئيس الهيئة الشّرعيّة في «حزب الله» الشّيخ محمد يزبك أننا «نريد أن نكون إلى جانب أهلنا في غزة، وإذا أراد العدو أن يفتح حربًا فنحن أهلٌ لها وسندافع عن أهلنا وشعبنا بكلّ ما أوتينا من قوّة، ونحن على يقين بأنّنا مَن سينتصر في تلك الحرب بإذن الله».
وأوضح أنّ «ما يحدث في غزة ليس مسألة مرتبطة بـ»حماس»، إنّما هناك انتقام وحشيّ وجبان ضدّ الشعب الفلسطيني كلّه، فقد سقط أكثر من 100 شهيد في الضفة الغربية وجرى اجتياح مخيم جنين وبعض مناطق الضفة»، مشدّدًا على أنّ «واجبنا أن نكون إلى جانب شعبنا في فلسطين، وسنبقى إلى جانبهم، ووحده المحور من يحمل لواء فلسطين وهو المعني بالقضية الفلسطينية».
في غضون ذلك، تستمرّ الضغوط الديبلوماسية التي تحمل رسائل التهديد للبنان لمنع حزب الله من توسيع رقعة الحرب ضد «إسرائيل»، إذ تزور مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف بيروت بعد غدٍ للقاء كبار المسؤولين السياسيين وقائد الجيش العماد جوزف عون ونقل رسائل الإدارة الأميركية بشأن الحرب المدمّرة في غزة وخطر تمدّدها الى لبنان.
بالتزامن يزور وزير الدفاع الفرنسي لبنان لتفقد كتيبة بلاده في قوات اليونيفل بعدما تعرّض مقرّ قوات الطوارئ للقصف وأصيب احد الضباط.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»، أنه «يعمل على تجنيب لبنان دخول الحرب»، معتبراً أن «البلاد اليوم في عين العاصفة».
وشدد ميقاتي، على أننا «نعمل للسلم، ونحن كحكومة قيّمون على الأوضاع العامة وعلى أي تداعيات يمكن أن ننجر اليها عقب أي توتر إضافي».
ورداً على سؤال عما إذا كان لمس خلال اتصالاته نيّة حزب الله بعدم التصعيد، كشف «حتى اليوم، أرى أن حزب الله يقوم بعقلانية وحكمة بإدارة هذه المواضيع، وشروط اللعبة لا تزال محدودة».
وأوضح أنه «لا يستطيع طمأنة اللبنانيين لأنّ الأمور مرتبطة بالتطورات في المنطقة»، مشدداً على أن «الشعب اللبناني لا يريد دخول أي حرب ويريد الاستقرار».
وكان ميقاتي العائد من قطر طالب «بوقف الاستفزازات الإسرائيلية على الحدود والشعب اللبناني لا يريد الحرب، وإذا دخل لبنان هذه الحرب فلن يقتصر الأمر عليه وستكون المنطقة في حالة فوضى». وأكد ميقاتي في حديث تلفزيوني أن قرار الحرب بيد «إسرائيل» إذا واصلت خرق الحدود والانتهاكات.
بدوره، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب السفير الروسي ألكسندر روداكوف.
وطلب بوحبيب من السفير الروسي وفق ما علمت «البناء» أن ينقل دعوة شفهية لوزير الخارجية الروسي لزيارة لبنان، في إطار حثّ موسكو للوقوف إلى جانب لبنان ولعب دور فاعل للحؤول دون تعرّض لبنان لحرب إسرائيلية في ظل الاشتباكات الدائرة في الجنوب بين جيش الاحتلال الاسرائيلي وحزب الله وتصعيد الحرب الإسرائيلية على غزة وارتفاع احتمالات توسع الحرب الى إقليمية.
وأكد بوحبيب في اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية أستراليا بينيلوبي وونغ أن «التهديد الإسرائيلي بضرب وتدمير لبنان لا يفيد». وسأل «كيف تستفيد «إسرائيل» من القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين؟ الا يزيدهم ذلك رغبة بالقيام بردة فعل والدفاع عن أنفسهم؟». وشدد بوحبيب على «ضرورة ان تتوقف الحرب الاسرائيلية». وقال «توافقت مع وزيرة خارجية أستراليا على ضرورة دعم المسار الديبلوماسي للوصول الى حل الدولتين».
بدوره، جدد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، مطالبته حزب الله بعدم الاستدراج الى الحرب، وقال في حوار تلفزيوني: «لا أحبذ الحرب وأتمنى ألا نُستدرج إلى الحرب لأن عندها لن يبقى شيء من لبنان، والأداء العسكري حتى الآن لم يخرج عن القواعد، لكن قد يخرج».
واعتبر أنه «حتى الآن الإيقاع العسكري جنوباً ضمن الحدود ومدروس، لكن عندما تبدأ الحرب لا أحد يعرف كيف يُسيطر عليها، والأساطيل لم تأتِ إلى البحر المتوسط نزهة وهي أساطيل هجوميّة ستُشارك في حال اشتعلت جبهة الجنوب».
وتوجّه الى السيد نصرالله بالقول «أتمنى ألا ينزلق لبنان إلى الحرب، حرصاً على لبنان وأهل الجنوب، وهو مدرك لهذه المعاناة على ما أعتقد، والمطلوب ضبط النفس».
ورأى أنه «في حال وقفت الحرب اليوم، فهذه فضيحة للجيش الإسرائيلي، وقد يكون مستحيل العودة إلى حل الدولتين إلّا في حال توقف الغرب عن تقديم المساعدات لـ»إسرائيل»»، مضيفاً «الحرب قد تطول لمدّة شهرين أو ثلاثة أو أكثر، هذا إذا انتهت».
وتابع جنبلاط، أن «يبدو أن حزب الله يتفق مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على عدم التمديد لقائد الجيش، وبعدما ابتعد باسيل عن حزب الله، يُريد الأخير أن يُعيده، فعدنا إلى لعبة الابتزاز، وحزب الله وباسيل محشورون، الحزب يُريد حليفاً مسيحياً». ولفت الى أن «باسيل زارني وعبّر عن خوفه على لبنان، فطرحنا جوزاف عون لقيادة الجيش لكن الجواب «إجا من غير ميلة» من وفيق صفا الذي قال «ما بدنا نحشر باسيل».
على الصعيد الميداني، أعلن حزب الله «اننا استهدفنا التجهيزات الفنية والتجسسية لموقع بياض بليدا بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة إضافة الى استهداف دشمه وحاميته». وأعلن أيضاً استهداف «التجهيزات الفنية لموقع المطلة بالأسلحة المناسبة وحققنا فيها إصابات مباشرة». كما استهدف الحزب ثكنة برانيت الإسرائيلية بأربعة صواريخ موجهة وأصابت الموقع إصابة مباشرة لترد مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بقصف خراج بلدة عيتا الشعب ورامية.
في المقابل زعم جيش الإحتلال أنه «هاجم بنية تحتية لحزب الله في لبنان، بعدما أطلق مسلّحون النار على موقع إسرائيلي على الحدود اللبنانية».
وسجل قصف إسرائيلي صاروخي على محيط العديسة وعلى كفركلا، كما تمّ اعتراض صواريخ في سماء منطقة نهاريا شمالي فلسطين المحتلة. ودوّت صفارات الإنذار في شلومي والجليل الغربي على الحدود مع لبنان.
كما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة اللبونة التي شهدت تصاعداً للدخان الذي خلفته القذائف في رأس الناقورة. وشنّت مسيّرة إسرائيلية غارة جوية على احد المنازل في بلدة عيتا الشعب، في وقت عاود الاحتلال استهداف شبعا وبسطرة بالقذائف الفوسفورية ملقياً ايضا قنابل مضيئة، كما قصف اطراف بلدة بليدا قضاء مرجعيون. كما سقط صاروخ في منطقة خالية بين عيناتا وكونين للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك جنوباً.
وكشف وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن إحراق العدو الإسرائيلي أكثر من 40 ألف شجرة زيتون معمّرة جنوبي البلاد، باستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً.
كما كشف أن الحكومة اللبنانية بصدد تقديم شكوى لمنظمة الأمم المتحدة اعتراضاً على وحشية العدو وانتهاكه القانون الدولي وسيادة لبنان.
منفذية طرابلس في «القومي» أقامت لقاء تضامنياً نصرة لغزة وكل فلسطين (ص 4 ـ 5)