ماذا تحضّر واشنطن لقمة أوباما مع زعماء الخليج؟
حميدي العبدالله
من المنتظر أن يذهب زعماء الدول الخليجية إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي. في قمة تعقد في «كامب ديفيد»، بناءً على دعوة من الرئيس الأميركي، وستعقد هذه القمة في 13 أيار المقبل.
لماذا استدعى الرئيس أوباما زعماء الدول الخليجية إلى هذه القمة، وهل ثمة علاقة بين الدعوة إلى هذه القمة وبين شنّ السعودية وحلفائها حرب «عاصفة الحزم» على اليمن؟ وماذا يتوقع أن يتمّ بحثه بين الرئيس أوباما والقادة الخليجيين؟
من الصعب إعطاء جواب من قبل محللين ومراقبين في غياب معلومات رسمية عما سيدور في هذه القمة، ولكن يمكن استقراء المناخ السياسي الذي يجري تحضيره، وبالتالي التعرّف إلى ما تريد طرحه إدارة أوباما عبر رسائل بدأت تبرز للعيان بوضوح وقوة بصورة تتوازى طرداً مع اقتراب موعد عقد القمة.
أولى هذه الرسائل، إعادة فتح ملف علاقة الدول الخليجية بهجمات 11 أيلول ضدّ الولايات المتحدة، وتداول وسائل الإعلام هذه المسألة بقوة، بعد أن ظنّ الكثيرون بأنّ ملفّ هذه المسألة قد تمّ طيّه أو تجاوزه منذ فترة طويلة لصالح توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة، والدول الخليجية. وبديهي أنّ هذا ينمّ عن موجة ضغط جديدة سوف تتعرّض لها الحكومات الخليجية من قبل الولايات المتحدة.
ثاني هذه الرسائل، الاتهام العلني وغير المسبوق من قبل الرئيس أوباما لدول خليجية بأنها تقف وراء تأجيج أعمال العنف في ليبيا، وبديهي أنّ توقيت إطلاق هذه التصريحات قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع على القمة، إضافةً إلى فتح ملف علاقات بعض الحكومات الخليجية بهجمات 11 أيلول لم يأت صدفة، وليس مجرّد تزامن عفوي بين هذه الرسائل.
ثالث هذه الرسائل، إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ الولايات المتحدة لم تفاجأ بموافقة روسيا على تزويد إيران بصواريخ «أس 300»، بل المفاجأة في أنها تأخرت حتى الآن بتسليمها، وإعلان الرئيس الأميركي أنّ هذه الصواريخ دفاعية وغير مشمولة بنظام العقوبات، وعندما جمّدت موسكو الصفقة مع إيران فإنّ ذلك جاء بناء على طلب من الرئيس الأميركي، وليس لأنّ القوانين الدولية تحرّم بيع هذه الأسلحة إلى إيران. ومعروف أنّ الرئيس بوتين عندما علق على قراره بالإفراج عن الصفقة مع إيران قال إنّ هدفها دفاعي، وهي تأتي في إطار تعزيز قدرة إيران الردعية، ولا سيما بعد اندلاع الحرب على اليمن على حدّ تعبير الرئيس بوتين، وهذا يعني أنّ هذه الخطوة موجهة أيضاً، سواء من قبل موسكو أو من قبل واشنطن، ضدّ الحكومات الخليجية، أيّ أنها تبعث برسالة مشتركة إلى زعماء هذه الدول.
ورود هذه المؤشرات في هذا التوقيت بالذات، والقاسم المشترك فيها موقف إدارة أوباما من الحكومات الخليجية، قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع على عقد القمة التي تجمع الرئيس أوباما مع قادة الدول الخليجية، يؤكد فحوى ما سيدور في القمة والنتائج التي ستتمخض عنها.