احتفال تكريميّ حاشد في الضاحية والنبطيّة وبعلبك للشهداء على طريق القدس نصرالله: كلّ الخيارات في جبهتنا اللبنانيّة مطروحة وأعددنا العدّة أيضاً للأساطيل الأميركيّة… وفلسطين ستنتصر
ـ التهويل الأميركيّ علينا لا يجدي نفعاً والأساطيل لا تخيفنا
ـ تطوّر جبهتنا مرهون بمسار الأحداث في غزّة وبسلوك العدوّ تجاه لبنان
ـ جبهة الجنوب جذبت ثلث الجيش «الإسرائيليّ»
ـ تمادي العدوّ الذي طال مدنيين في لبنان سيُعيدنا إلى مدنيّ مقابل مدنيّ
ـ المطلوب العمل لوقف الحرب على غزّة وأن تنتصر المقاومة الفلسطينيّة
دعا الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى العمل لوقف العدوان على غزّة ولانتصار المقاومة فيها وأكّد «أنّ كلّ الاحتمالات في جبهتنا اللبنانيّة مفتوحة وأنّ كلّ الخيارات مطروحة ويُمكن أن نذهب إليها في أيّ وقت من الأوقات ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكلّ الفرضيّات المُقبلة»، معلناً إعداد العدّة أيضاً للأساطيل الأميركيّة.
مواقف السيّد نصرالله جاءت خلال كلمة له عبر الشاشة في الاحتفال التكريميّ الذي نظّمه حزب الله أمس، للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، وبُثّ في أربعة مراكز في الضاحية الجنوبيّة لبيروت والجنوب وبعلبك، بحضور قادة الحزب وممثّلين عن الأحزاب والقوى الوطنيّة والقوميّة والفصائل الفلسطينيّة وحشود شعبيّة كبيرة ملأت المراكز الثلاثة وباحاتها الخارجيّة.
ورحّب السيّد نصرالله في مستهلّ كلمته «بهذا الحضور الكبير والمُهيب في احتفال اعتزازنا وافتخارنا بالشهداء كلّ الشهداء الذين اجتمعنا اليوم في حفل تجديد البيعة لدمائهم»، متوجّهاً إلى عوائل الشهداء بالتبريك والعزاء.
وأضاف «يمتدُ تبريكُنا وعزاؤنا إلى كلّ عوائل الشهداء في كلّ مكان ارتقى فيه شهداء في معركة طوفان الأقصى، التي أصبحت ممتدّة في أكثر من جبهة وساحة»، مشيراً إلى «أنّ الشهداء هم الأحياء المستبشرون فهنيئاً لكلّ الشهداء، للشهداء المقاتلين والمظلومين من الرجال والنساء والأطفال».
وقال «لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعيّة من الناحية الإنسانيّة والأخلاقيّة والدينيّة، لن نجدَ معركةً كمعركةِ القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلّين لفلسطين»، لافتاً إلى أنّ «قوّتنا الحقيقيّة هي في الإيمان والبصيرة والوعيّ والالتزام العميق بالقضيّة والاستعداد العظيم للتضحيّة لدى عوائل الشهداء».
وتابع «التحيّة كلّ التحيّة للشعب الأسطوريّ والذي لا نظير له في هذا العالم لأهل غزّة، يعجز اللسان والبيان عن التعبير عن عظمة وجبروت وصمود شعب غزّة وكذلك شعب الضفة الغربيّة». كما وجّه «التحيّة إلى كلّ الذين تضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم من دول عربيّة وإسلاميّة وأميركا اللاتينيّة» وخصّ بالذكر «السواعد العراقيّة واليمنيّة التي دخلت إلى قلب هذه المعركة المُبارَكة».
وعرض لمعاناة الشعب الفلسطينيّ منذ أكثر من 75 عاماً، موضحاً أنّ «أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جدّاً وخصوصاً مع هذه الحكومة الحمقاء والغبيّة والمتوحّشة، هذه الحكومة المتطرّفة قامت بالتشديد على الأسرى ما جعل الوضع الإنسانيّ سيئ جدّاً».
وقال «قرابة العشرين عاماً هناك أكثر من مليونيّ إنسان يعيشون في غزّة في ظروف معيشيّة صعبة من دون أن يُحرّك أحد ساكناً، وكانت سياسة العدوّ تزداد صلافةً وطغياناً وقهراً، فلذلك كان لا بدَّ من حدث كبير يهزُّ الكيان الغاصب المُستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصاً في واشنطن ولندن»، مشيراً إلى «مخاطر عديدة تتهدّد الضفّة الغربيّة في ظلّ مشاريع الاستيطان الجديدة».
وأكّد أنّ «عمليّة طوفان الأقصى العظيمة والمباركة كان قرارها وتنفيذها فلسطينيّاً مئة بالمئة، وأخفاها أصحابها عن الجميع حتّى عن فصائل المقاومة في غزّة»، معتبراً «أنّ سرّية العمليّة المُطلقة هي التي ضمنت نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجأة».
وأشار إلى أنّ «هذا الإخفاء لم يزعج أحداً في فصائل المقاومة على الإطلاق، بل أثنينا عليه جميعاً وليس له أيّ تأثير سلبيّ على أيّ قرار يتخذه فريق أو حركة في محور المقاومة»، لافتاً إلى أنّ «هذا الأداء من الإخوة في حماس ثبّت الهوية الحقيقيّة للمعركة والأهداف وقطَعَ الطريق على الأعداء لأن يزيّفوا وخصوصاً عندما يتحدّثون عن علاقات فصائل المقاومة الإقليميّة».
وإذ اعتبر أنّ «معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد بها يُثبت أنّ هذه المعركة فلسطينيّة بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأيّ ملفّ إقليميّ ودوليّ»، شدّد على أنّ «ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تُمارس أيّ وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة وأنّ أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها».
وأكّد أنّ «العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى إلى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيونيّ أمنيّ وسياسيّ ونفسيّ ومعنويّ، وكانت له تداعيات وجوديّة وإستراتيجيّة وستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان»، جازماً أنّه «مهما فعلت حكومة العدوّ خلال الشهر الذي مضى وخلال الأسابيع المقبلة فلن تستطيع على الإطلاق أن تغيِّر من آثار طوفان الأقصى الإستراتيجيّة على هذا الكيان».
ورأى أنّ «عمليّة طوفان الأقصى كشفت عن الوهن والضعف في الكيان وأنّه بحقّ أوهن من بيت العنكبوت»، مشيراً إلى مُسارعة «الإدارة الأميركيّة برئيسها ووزرائها وجنرالاتها، لتُمسك بهذا الكيان الذي كان يهتزّ ويتزلزل، من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد، وهو لم يتمكّن حتّى الآن من استعادة زمام المبادرة»، معتبراً أنّ هذه السرعة الأميركية لاحتضان «إسرائيل» ومساندتها كشف وهَن وضُعف هذا الكيان.
وسأل «أن يأتي الجنرالات الأميركيّون إلى الكيان وفتح المخازن الأميركيّة للجيش الإسرائيليّ وطلب «إسرائيل» من اليوم الأول 10 مليارات دولار، فهل هذه دولة قويّة وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟».
وشدّد السيّد نصرالله على أنّ «هذه النتائج يجب أن تُشرح وتُبيّن لنعرف أنّ التضحيات القائمة الآن في غزّة والضفة وفي كلّ مكان أنّها تضحيات مستحقة، وأن هذه النتائج أسّست لمرحلة تاريخيّة جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر، لذلك كان الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً وفي وقته الصحيح ويستحقّ كلّ هذه التضحيات».
ولفت إلى أنّه «كان واضحاً منذ الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى، أنّ العدو كان تائهاً وضائعاً»، مُشيراً إلى أنّه «أمام غزّة والحادث المهول الذي تعرّض له العدوّ، يبدو أن حكومات العدوّ لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق».
وأوضح أنّ «ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكرّرة في غزّة مع فارق كمّي ونوعيّ ولكن من الطبيعة نفسها، وأنّ من أهم الأخطاء التي ارتكبها «الإسرائيليّون» ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يُمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليها».
وقال «العالم سيكتشف أن أغلب من يقولون عنهم أنّهم مدنيون قتلهم الفلسطينيون، قد قتلوا بسلاح الجيش «الإسرائيليّ» الذي كان يتصرّف بغضب وجنون»، مشيرًا إلى «أنّ حكومات العدوّ لا تستفيد من تجاربها على الإطلاق خصوصاً في حروبهم مع المقاومة في فلسطين ولبنان، ومن أهمّ الأخطاء التي ارتكبها العدوّ ويرتكبها الآن هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم تحقيقها».
وأضاف «العدوّ الإسرائيليّ لن يتمكّن على الإطلاق من تحرير أسراه من دون علميّات تبادل، والعدوّ الإسرائيليّ أُجبر على التوقّف في حرب تموز والتنازل عن سقف أهدافه» وتابع «قرابة شهر كامل منذ عدوانه على غزّة لم يستطع العدوّ الإسرائيليّ أن يقدم إنجازاً واحداً».
وأشار إلى «أنّه في عام 2006 وضعوا هدفاً يتمثّل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الأسيرين من دون تفاوض وتبادل، ولمدة 33 يوماً لم يُحقِّقوا أهدافهم، واليوم في غزّة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر»، لافتاً إلى أنّ «ما يقوم به الإسرائيليّ هو قتل الناس في غزّة، فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء، فالإسرائيليّ يدمّر أحياء بكاملها، وكلّنا شاهدنا بأمّ العين بطولات المقاومين في غزّة، فعندما يتقدّم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبّابة، كيف سيتعامل العدوّ الإسرائيليّ مع مقاتلين من هذا النوع؟».
وأردف «المشاهد الآتية كلّ يوم وساعة من غزّة، مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة، تقول للعدوّ إنّك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر أن تصل إلى أيّ نتيجة».
وأكّد السيد نصر الله أن «شهداء غزّة وأطفالها والنساء اليوم يكشفون كلّ هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل إعلام عالميّة ودولية في التغطية على هذا الكيان، وما يحصل في غزّة يكشف المسؤوليّة الأميركيّة المباشرة عن كلّ هذا القتل والنفاق الأميركيّ»، معتبراً أنّ «ما يجري في غزّة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجيّة للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا»، وأنّ «مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إنّ نهاية المعركة ستكون انتصار غزّة وهزيمة العدوّ».
ولفت إلى أنّ «أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزّة وإسرائيل هي أداة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزّة وترفض أيّ قرار لوقف إطلاق النار، والأميركيّ هو الذي يدير الحرب في غزّة، لذلك أتى قرار المقاومة الإسلاميّة في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركيّة في العراق وسورية وهو قرار حكيم وشُجاع».
وأضاف «في العام 1948 عندما تخلّى العالم عن الشعب الفلسطينيّ قام هذا الكيان ودفع الشعب الفلسطينيّ وكل شعوب المنطقة تداعيات وآثار قيام هذا الكيان، ولبنان من أكثر الدول التي عانت من وجود هذا الكيان الغاصب»، مؤكّداً أنّ «ما بعد عمليّة طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا ما يُحتم على الجميع تحمل المسؤولية»، معلناً أنّ «هناك هدفين يجب العمل عليهما هما وقف العدوان على غزّة والهدف الثاني أن تنتصر حماس في غزّة».
كما أكّد أنّ «انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطينيّ وانتصار الأسرى في فلسطين وكلّ فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة وخصوصاً دول الجوار»، كما أنّ «انتصار غزّة هو مصلحة وطنيّة مصريّة وأردنيّة وسوريّة وأولًا وقبل كلّ الدول هو مصلحة وطنيّة لبنانيّة».
ولفت إلى أنّ «العدوّ يغرق في رمال غزّة ولكنّه يستقوي ويهدّد الشعب اللبنانيّ بدماء الأطفال والنساء في غزّة والمساجد والكنائس فيها».
وأكد أنّ «المسؤوليّة على الجميع في كلّ العالم، وعلى الدول العربيّة والإسلاميّة أن تعمل على وقف العدوان على غزّة»، مشيراً إلى أنّ «البيانات والتنديدات لا تكفي وفي الوقت نفسه يتم إرسال النفط والغذاء إلى إسرائيل» ورأى أنّ «على الحكومات العربيّة والإسلاميّة العمل من أجل وقف إطلاق النار وقطع العلاقات الدبلوماسيّة مع إسرائيل».
وتابع «عليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزّة ولا يكفي التنديد، بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء، للأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا واليوم نطلب بوقف التصدير إلى إسرائيل»، متسائلاً «أليس فيكم بعض القوّة حتى تفتحوا معبر رفح».
وأشار إلى أنّه «بالرغم من كلّ التهديدات قام الشعب اليمنيّ بمبادرات عدّة وأرسل صواريخه ومسيّراته حتى لو أسقطوها، لكن في نهاية المطاف ستصل هذه الصواريخ والمسيّرات إلى إيلات وإلى القواعد العسكريّة الإسرائيليّة في جنوب فلسطين».
وعن مشاركة حزب الله في المعركة قال السيّد نصرالله «لقد دخلنا معركة «طوفان الأقصى» منذ 8 تشرين الأول، أخذنا علماً بعمليّة «طوفان الأقصى» كما كلّ العالم، وسريعاً انتقلنا من مرحلة إلى مرحلة»، مؤكّداً أنّ «ما يجري على جبهتنا مهمّ ومؤثّر جدّاً وهو غير مسبوق في تاريخ الكيان، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على جبهتنا».
وأضاف «المقاومة الإسلاميّة في لبنان منذ 8 تشرين الأول تخوض معركة حقيقيّة لا يشعر بها إلاّ من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدوديّة وهي معركة مختلفة في ظروفها وأهدافها وإجراءاتها واستهدافاتها».
ولفت إلى أنّ «الجبهة اللبنانيّة خفّفت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزّة وأخذتها باتجاهنا»، مضيفاً «لو كان موقفنا التضامن سياسيّاً والتظاهر لكان الإسرائيليّ مرتاحاً عند الحدود الشماليّة وكانت قواته ستذهب إلى غزّة».
وأكّد أنّ «جبهة لبنان استطاعت أن تجلب ثلث الجيش الإسرائيليّ إلى الحدود مع لبنان، وأن جزءاً مهمّاً من القوات الصهيونيّة التي ذهبت إلى الجبهة الشماليّة هي قوات نخبة، ونصف القدرات البحريّة الإسرائيليّة موجودة في البحر المتوسط مقابلنا ومقابل حيفا».
وتابع «ربع القوات الجويّة مسخّرة باتجاه لبنان وما يقارب نصف الدفاع الصاروخيّ موجّه بإتجاه جبهة لبنان ونزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات، وهذه العمليّات على الحدود أوجدت حالة من القلق والتوتّر والذعر لدى قيادة العدوّ وأيضاً لدى الأميركيين».
وأشار إلى أنّ «العدوّ يقلق من إمكان أن تذهب هذه الجبهة إلى تصعيد إضافيّ أو تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب واسعة، وهذا احتمال واقعيّ ويُمكن أن يحصل وعلى العدوّ أن يحسب له الحساب».
ولفت إلى أنّ «هذا الحضور في الجبهة وهذا العمل اليوميّ يجعل العدوّ مردوعاً»، مشيراً إلى أنّ «عمليات المقاومة في الجنوب تقول لهذا العدوّ الذي قد يفكر بالاعتداء على لبنان أو بعمليّة استباقيّة أنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك».
وأردف «هذه المشاهد في غزّة ستجعلنا أكثر إيماناً وقناعة بوجوب التحدّي وعدم الاستسلام مهما كانت التحديات والتضحيات»، موضحاً أنّ « العدوّ يتحمّل كلّ عمليات المقاومة ويضبط إيقاعه لأنّ لديه خشية حقيقيّة من ذهاب الأمور إلى ما يخاف» وشدّد على أنّ «هذه العمليّات على الحدود هي تعبير عن تضامننا مع غزّة لتخفيف الضغط عنها».
وتابع»قيل لنا منذ اليوم الأول إذا فتحتم جبهة في الجنوب فالطيران الأميركيّ سوف يقصفكم، لكن هذا التهديد لم يغيّر من موقفنا أبداً. بدأنا العمل بهذه الجبهة وتصاعدها وتطوّرها مرهون بأحد أمرين أساسيين، الأمر الأول هو مسار وتطور الأحداث في غزة، والأمر الثاني هو سلوك العدوّ الصهيونيّ تجاه لبنان»، محذّراً «العدو الصهيونيّ من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان فهذا سيعيدنا إلى معادلة المدنيّ مقابل المدنيّ».
وأضاف «أقول بكلّ شفافيّة ووضوح وغموض بنّاء، إن كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانيّة مفتوحة وأنّ كلّ الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أيّ وقت من الأوقات، ويجب أن نكون جميعاً جاهزين لكلّ الفرضيّات المُقبلة».
وتوجّه إلى الأميركيين بالقول «أساطليكم في البحر المتوسط لا تخيفنا ولم تخفنا في يوم من الأيّام، وأقول لكم إن أساطيلكم التي تهدّدون بها لقد أعددنا لها عدّتها أيضاً» وأضاف «الذين هزموكم في بداية الثمانينات ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم».
وتابع «من يُريد منع قيام حرب أميركيّة يجب أن يُسارع إلى وقف العدوان على غزّة، وإذا حصلت الحرب في المنطقة فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع» وأضاف متوجّهاً للأميركيين «في حال أيّ حرب إقليميّة ستكون مصالحكم وجنودكم الضحيّة والخاسر الأكبر».
كما توجّه إلى الشعب الفلسطينيّ وإلى كلّ المقاومين الشرفاء في المنطقة بالقول «ما زلنا نحتاج إلى وقت للانتصار بالضربة القاضية ولكنّنا ننتصر بالنقاط وهكذا انتصرنا في عام 2006 وفي غزّة وهكذا حققت المقاومة في الضفة إنجازاً».
وأضاف «المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمّل وتراكم الإنجازات ومنع العدوّ من تحقيق أهدافه، ونحن جميعاً يجب أن نعمل لوقف العدوان على غزّة وأنّ تنتصر المقاومة في غزّة. وأنا شخصيّاً ومن موقع التجربة الشخصيّة مع الإمام الخامنئي الذي كرّر يقينه وإيمانه بأنّ غزّة ستنتصر وأن فلسطين ستنتصر، وهو الذي قال لنا ذلك في الأيام الأولى في عدوان تمّوز»، وختم بالقول «غزة ستنتصر وفلسطين ستنتصر وسنلتقي قريباً للاحتفال بذلك».