جلسة مشتركة للمجلس الأعلى ومجلس العمُد بمناسبة عيد تأسيس «القومي» في قاعة الشهيد خالد علوان رئيس الحزب الأمين أسعد حردان: طيلة 91 عاماً وحزبنا يتجدّد برؤيته الشاملة وراهنية فكره وصوابية نهجه وصحة خياراته وبأجيال أبطاله المستعدّين لافتداء أمتهم تضحية واستشهاداً
ــ مستمرون في السعي لتحصين الحزب والحرص على انخراط كلّ القوميين في إطار مؤسسات الحزب التي تتسع لهم جميعاً
ــ غزة تتعرض لحرب إبادة صهيونية.. والولايات المتحدة الأميركية تدير بنفسها هذه الحرب مع حلفائها الغربيين
ــ لا خلاص للبنان إلا بدولة مدنية قوية وقادرة وتشريعات حديثة تعزز المواطنة وتحقق الإصلاح الفعلي
ــ الحركة التصحيحية في سورية أسسّت لحرب تشرين التحريرية التي رسخت في ذاكرة شعبنا كمحطة مفصلية في تاريخ الصراع الوجودي مع عدونا، وتجدّدت مع المقاومين في معركة طوفان الأقصى
ــ نشيد بالشعوب العربية وشعوب العالم التي خرجت في تظاهرات حاشدة لإدانة حرب الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين وندعوها لمواصلة الضغط على حكوماتها لوقف دعم «إسرائيل» التي ترتكب جرائم ضدّ الانسانية
ــ تحية لشبكة «الميادين» ولكلّ الإعلام المقاوم أفراداً ومؤسّسات… وهم مستهدفون لأنهم يكشفون يومياً أمام العالم أجمع الصورة الحقيقية للعدو الصهيوني المجرم ورعاته الذين يغطون جرائمه الفظيعة
ــ مهما طال الزمن فإنّ الحقيقة ستنتصر والوعي سينتشر بإرادة القوميين الذين هم رُسل النهضة الحقيقيون
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أنّ عيد تأسيس الحزب الـ 92، مناسبة نستحضر فيها أفعالاً أنتج تراكمها على امتداد 91 عاماً مخزون عزّ وكرامة لا ينضب، مهما اشتدّت المؤامرات علينا استهدافاً وتفتيتاً، ومهما تعاظم الويل على شعبنا وأمتنا.
وخلال جلسة مشتركة للمجلس الأعلى ومجلس العمُد في قاعة الشهيد خالد علوان وعبر تطبيق «meet»، قال حردان، إنّ المؤسّس الشهيد القدوة أنطون سعاده أراد الحزب، حزباً نهضوياً مقاوماً، يصون حقنا ويحفظ هويتنا وأداة لانتصار القضية القومية. وإننا نعاهد سعاده أن نبقى نحن على ما نحن عليه، حزباً نهضوياً مقاوماً، يؤدي الدور والمهام التي تقتضيها مصالح شعبنا وعز أمتنا.
وشدّد حردان على أنّ القوميين الاجتماعيين بمضاء عزيمتهم ورسوخ إيمانهم وصلابة إرادتهم هم أكثر تصميماً على مواصلة نهج الصراع، في كلّ حين وميدان، وأنّ الذين يتربّصون بحزبنا ويتحيّنون الفرص لحرفه عن فكره ومبادئه وعن نهجه وثوابته وخياراته، ستبوء محاولاتهم بالفشل والخيبة.
أضاف: على امتداد سنوات الصراع راكم حزبنا رصيداً نعتز به، وسنضاعفه بالعمل الدؤوب لنهضة المجتمع وفلاحه، ولصون حقنا وتثبيته، وهذا خيار لن نحيد عنه، طالما أنّ هذا الحزب يتجدّد براهنية فكره وصوابية نهجه وصحة خياراته، وبأجياله الجديدة المتعاقبة التي تنذر حياتها لقضية تساوي وجودها، وتنخرط في معركة الدفاع عن بلادها تضحية واستشهاداً.
وتابع قائلاً: رصيد حزبنا، آلاف الشهداء والجرحى الأبطال، مناضلون مضحون، عانوا ما عانوه اضطهاداً وتشريداً، عذاباً وآلاماً، لكنهم رغم كلّ ذلك، ازدادوا رسوخاً على إيمانهم وثباتاً على مبادئهم، وفي ساح الجهاد، وكانوا على الدوام مقاومين بامتياز.
نعم، بالدماء والتضحيات والبطولات، وضع القوميون حزبهم في أساس كلّ المعادلات. هذا الحزب الذي افتتح عهد البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، بدءاً من المشاركة في معارك فلسطين ضدّ العصابات الصهيونية، إلى مواجهة المستعمر، إلى إطلاق المقاومة ضدّ الاحتلال الصهيوني، مقاومة عنوانها عمليات نوعية واستشهادية هزمت جبروت العدو، وصولاً إلى الوقوف مع جيش تشرين في محاربة الإرهاب والتطرّف. وكلّ ذلك، لأننا حزب قضية واضحة وجليّة، قضيّة أمة بأسرها.
فللقوميين الاجتماعيين المضحين المقاومين، لا سيما الشهداء الذي ارتقوا في ميادين القتال بمواجهة الاستعمار والاحتلال والإرهاب، تحية حزبهم في عيد تأسيسه، وعهد الاستمرار في المسيرة لتحقيق الغاية التي نصبو إليها.
وبمناسبة عيد التأسيس، جدّد حردان التأكيد على أننا «مستمرون في السعي لتحصين الحزب والحرص على انخراط كلّ القوميين في إطار مؤسسات الحزب التي تتسع لهم جميعاً. فالحزب حزب مؤسسات، والعمل الحزبي بذل وجهاد ونضال مستدام، وليس ترفاً ولا مصالحَ خصوصية. وإننا في هذه المرحلة، نقول… كفى بعثرة وتبديداً لقوانا. فالرجوع عن الخطأ فضيلة، وهناك أمناء ورفقاء يتلمّسون طريق الفضيلة وهو طريق لا بدّ من سلوكه إبراراً بالقسم.
وعن لبنان، شدّد حردان على ضرورة المعالجات الإنقاذية للخروج من الأزمات، وبأن لا خلاص للبنان بدولة مدنية قوية وقادرة وتشريعات حديثة تعزز المواطنة وتحقق الإصلاح الفعلي بقانون جديد للانتخابات النيابية وقانون أحزاب عصري وقانون أحوال شخصية مدنيّ اختياريّ، والتنسيق والتعاون مع الشام انطلاقاً من معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق المثبتة في اتفاق الطائف.
وأكد على أولوية صون السلم الأهلي ووحدة لبنان واللبنانيين والتصدّي لكلّ مشاريع التقسيم والفدرلة، والتمسك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.
حردان أكد أنّ فلسطين جوهر القضية القومية، وهي حاضرة دائماً في وجدان القوميين وعنواناً لمسيرة جهادهم الحافل بالتضحيات.
وقال: لقد أثبت أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة أنهم يمتلكون العزم والتصميم وما حصل في 7 تشرين الأول هذا العام هو تعبير عن التمسك بخيار المقاومة كسبيل أوحد وطريق أقصر لدفن أوهام صفقة القرن ومخطط تصفية المسألة الفلسطينية.
أضاف: أنّ ما تتعرّض له غزة منذ أربعين يوماً هو حرب إبادة يشنها العدو الصهيوني ضدّ أهلنا. فآلة الحرب الصهيونية تحوّل غزة الى ركام حرقاً وتدميراً، تقصف المستشفيات وتقتحمها، ترتكب المجازر بحق الأطفال، وقد وصل عدد الأطفال الشهداء الى نحو خمسة آلاف طفل وضعفي العدد من النساء والشيوخ.
وتابع: أربعون يوماً وحرب الإبادة تستهدف الغزيين وأهلنا في الضفة وغير منطقة فلسطينية، ولا رادع دولياً أو إنسانياً يوقف جرائم العدو.. فالولايات المتحدة الأميركية تدير بنفسها هذه الحرب مع حلفائها الغربيين.. حتى أنّ المؤسسات الدولية وفي مقدّمها مجلس الأمن لا تستطيع التوصل الى قرار بوقف هذه الحرب بسبب الهيمنة الأميركية والقرار الذي صدر عن مجلس الأمن أمس، لا يعدو كونه قراراً لا قيمة له، بل يشجع «إسرائيل» على مواصلة جرائمها بحق الفلسطينيين. ولا عجب في ذلك، فالقمة العربية الإسلامية التي عقدت قبل أيام في الرياض، خرجت بمقرّرات هزيلة أقلّ ما يُقال فيها إنها لزوم ما لا يلزم، فمقرّراتها لا تعدو كونها تموضعاً في ضفة الحياد، حياد يعجز حتى عن حفظ بعض ماء الوجه بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. لقد تُرك أهلنا في فلسطين على قارعة الموت، لولا مؤازرة تقدّمها قوى المقاومة في لبنان وأكثر من بلد عربي.
حردان أكد أنه رغم المجازر والدمار، لن تنكسر إرادة المقاومة وسيظلّ أبناء شعبنا متشبّثين بأرضهم يتطلعون إلى التحرير الكامل.
وأشاد حردان بالشعوب العربية وشعوب العالم التي خرجت في تظاهرات حاشدة لإدانة حرب الإبادة الصهيونية بحق الفلسطينيين.. وحثها على مواصلة الضغط على حكوماتها لوقف دعم «إسرائيل» التي ترتكب جرائم ضدّ الانسانية.
وقال: «ملتزمون خيار المقاومة ضدّ الاحتلالات الإرهابية والتركية والأميركية، التي هي نسخ طبق الأصل عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ونؤكد على تحالفاتنا الوطنية والقومية، ومع الدول الصديقة من روسيا والصين، إلى إيران وفنزويلا وكوبا، وكلّ الدول التي تدعم قضيتنا القومية، وتقف إلى جانب حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان، وفي مواجهة السياسات الأميركية الغاشمة الراعية للصهيونية العنصرية وقوى الإرهاب في المنطقة والعالم».
وحيّا الأمين أسعد حردان المقاومة في فلسطين ولبنان، وشهداء المقاومة، الذين يستشهدون على طريق فلسطين بمواجهة الإرهاب والعنصرية.
كما حيّا أهل الصحافة والإعلام أفراداً ومؤسسات، وهم الذين يؤدون واجبهم في الميدان، ويرتقي منهم ومن عائلاتهم الشهداء الذين تجاوز عددهم الخمسين في غزة والجنوب اللبناني، وهم مستهدفون مثلما نرى ما يحصل مع شبكة «الميادين» لأنهم أوْجعوا العدو ورعاته بنقلهم للحقيقة كاملة وللواقع كما هو، فصارت الكلمة والصورة والصوت أوضح بكثير أمام العالم أجمع، وهذا ما يشكل فضيحة مدوية لكلّ مَن يدّعي زوراً الحرص على حقوق الإنسان بينما الحقيقة أنه يرتكب ويغطي كلّ الفظائع التي يراها الجميع بأمّ العين في قطاع غزة خاصة وفي فلسطين عموماً…
وحيّا حردان سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً بمناسبة الحركة التصحيحية المجيدة التي أسّست لحرب تشرين التحريرية التي رسّخت في ذاكرة شعبنا بوصفها محطة مفصلية في تاريخ الصراع الوجودي مع عدونا، وقد تجدّدت مع المقاومين في معركة طوفان الأقصى.
وختم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان: في العيد الـ 92 لحزبنا العظيم نؤكد على المضيّ في مسيرة الصراع، في كلّ ساح، مهما كانت التضحيات. فحزبنا يحمل رؤية واضحة وخلال 91 عاماً من عمره انضمّ إليه آلاف المنتمين الذين ثبتوا على مبادئهم مردّدين مع سعاده: «إنكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ»، أيّ بمعنى مهما طال الزمن فإنّ الحقيقة ستنتصر والوعي سينتشر بإرادة القوميين الذين هم رُسل النهضة الحقيقيون.
رفعت
وكانت كلمة لرئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت تحدث فيها عن التأسيس وعن باعث النهضة أنطون سعاده، وأكد أنّ فعل البطولة الذي تحدث عنه سعاده، تجسّد في عزيمة القوميين الاجتماعيين ونضالهم إنقاذاً لشرف الأمة، حاملين أمل الأمة الصادق، الأمل الذي يفيض في نفوس القوميين الاجتماعيين هو شعور يدفعهم لمحبة شعبهم ويفجر فيها الفرح ولذة الصراع، الحافز لعزيمتهم وتضحياتهم، فيتحوّل الأمل الى آمال عظيمة.
إلى ذلك، تمّت خلال الجلسة مناقشة عدد من المواضيع.