نفاد الوقت
– في مقالته عن استهداف مجمع أرامكو النفطي عام 2019 من قبل أنصار الله وسقوط الرهان على الحماية الأميركية لدول الخليج، قال توماس فريدمان إن الجملة التي تتردد في المنطقة هي «إعادة حساب» مكرراً الجملة ثلاث مرات. واليوم قد لا يجد عنواناً لمعادلة تختصر المشهد حول حرب غزة من جانب «إسرائيل» رغم كل الدعم الأميركي، الا جملة «نفاد الوقت»، التي سوف يضطر لتكرارها ست مرات انسجاماً مع ما كتبه في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، بأن حرب الأيام الستة التي ربحتها «إسرائيل» عام 1967، حلّت مكانها حربُ الجبهات الست، معتبراً أن كل يوم يمرّ دون أن تنجز «إسرائيل» ما يجعلها راضية عن وقف القتال، سوف يعني بدء معركة نفاد الوقت أمام إمكانية تحرك الجبهات الست.
– عملياً لا تملك «إسرائيل» ما تفعله على الجبهات التي ذكرها فريدمان، إلا المزيد من القتل والتدمير، فهي تخسر في جبهة الحرب المباشرة مع حركة حماس في غزة، وتخسر في جبهات محور المقاومة، وتخسر في جبهة الشبكات الاجتماعية وصناعة الرأي العام بسبب صورة القاتل التي تلاحقها، وتخسر على جبهة النخب وصنّاع الرأي بسبب تعنتها المزمن والمتمادي في صياغة حل للقضية الفلسطينية يُنهي الاحتلال، وتخسر على جبهتها الداخلية حيث الانقسام يستعيد حيويته، رغم ما طمسته الأيام الأولى للحرب.
– على هذه الجبهات الوقت ليس في صالح «إسرائيل»، والعنوان الوحيد الذي يحكم معادلة الحرب من زاوية النظر الإسرائيلية، هو نفاد الوقت، ورغم ذلك يتحدّث قادتها السياسيون والعسكريون عن حرب طويلة، وهم إما يكذبون أو منقطعون عن الواقع.
التعليق السياسي