ارتباك «إسرائيلي» عنوانه «هيرمز 450» وإسناد استراتيجي فعلي من المقاومة…
} رنا العفيف
جبهة لبنان التّصاعُدية في خِضم التكتيكات العسكرية حيال المجازر الهستيريّة التي ترتكبها «إسرائيل» في غزة، ورسائل عسكرية وأمنية عالية المستوى في إسقاط طائرة «هيرمز 450 الإسرائيلية» في منطقة إصبع الجليل، أيّ مسار للمواجهة؟ وماذا عن أهمية الاستهداف في جنوب لبنان؟
في ظلّ المجازر الوحشيّة التي ترتكبها «إسرائيل» في غزة، يُعلن حزب الله في بيان عن إسقاط طائرة إسرائيلية مُعادية من نوع «هيرمز 450» وهي طائرة مُسيّرة قتالية مُتعدّدة المهام، بواسطة صاروخ أرض جو، أطلقه مُجاهدو حزب الله في المقاومة الإسلامية في لبنان دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وتأييداً للمقاومة، في دقّة الرّصد والمُتابعة في استهداف المقاومة لهذه الطائرة عدّة نقاط عسكرية هامّة بأعلى الدرجات من حيث الميزة والتقنيّة التي تحملها هذه الطائرة التي أسقطها حزب الله، وهي طائرة بدون طيّار مُصمّمة للعمليات التكتيكية طويلة المدى ضمن وحدات الإستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية في الجيش الإسرائيلي، وهي من الحجم المُتوسّط، حيث يُمكنها العمل بشكل متواصل في الليل والنهار لمدّة 20 ساعة، وهذا مُهمّ بالنّسبة للاحتلال الإسرائيلي».
تُصنع هذه الطائرة في شركة السّهم الفضّي، وهي شركة تابعة لأنظمة البت الإسرائيلية، وهي ثالث أكبر الطائرات بدون طيار، ومن عائلة هيرميز التي تضمّ هيرميز 900 وغيرها، وتتميّز هذه الطائرة بأنها تعتمد على جناح واحد طويل وذيل للأعلى مصنوعيْن من مواد خفيفة تُسهّل مهمّتها، وتُمكّنها من الاستمرار في الطيران بحريّة، وتعمل ضمن آلية الكترونية عالية التشفير ويصعُب اختراق أنظمتها أثناء التحليق، والتشفير عادة للابتعاد عن إمكانية السيطرة عليها.
على سبيل المثال إيران التقطت أكثر من مُسيّرة أميركية في هذا الموضوع، ولا شك بأنّ هذه الميزة ربّما تحميها، ولكن القُدرة اليوم في صاروخ الدفاع الجوّي لدى حزب الله مُتطوّرة ولا أحد يعلم عن مدى هذه التطوّرات والتّقنيات لمنظومات الدفاع الجوّي لديه، وهذه نقطة حسّاسة، إذ منذ عدّة أيّام عرض خردات 15 وبانسر أس 300 منذ فترة، وكان هناك حديث عن ما يُشبه البانسر الروسية التي هي منظومة دفاع جوّي، والكثير من المفاجآت لدى حزب الله يبقى هذا الجانب غامضاً يحمل الكثير في موضوع الدفاع الجوّي، وهذا جوهر المواجهة بين حزب الله وبين «إسرائيل» في تحديد عنصر التكتيك الاستراتيجي العسكري.
طبعاً تبقى طائرة «هيرمز الإسرائيلية» مُرتبطة مُباشرة بغرفة عمليات العدو، ولديها القُدرة على تحليل الصّور ومتابعة المراقبة، وفقدت هذه الميزة أثناء عملية الإسقاط وهذا عنصر أساسي بالإضافة لأن تحمل 150 كيلو غرام من المتفجرات، ونتكلم عن أربع أو خمس صواريخ موجهة يمكن أن تتعامل مع الأهداف مباشرة، بكلّ تأكيد هذا الإنجاز يشكل نقلة نوعية في المواجهة.
وفي السّياق نفسه أيّ في موضوع الرصد فهي عالية التشفير لا يمكن التشويش عليها ولا حتى اختراقها وسعرها 2 مليون دولار، أيّ كلّ القدرات الصاروخية الإسرائيلية في مقابل أهداف المقاومة في لبنان لا تأتي نقطة في بحر ما يمتلكه حزب الله بالتحديد.
وبالتالي هذه المُسيّرات المُتطوّرة والمُتقدّمة إسناداً لحجمها ومدياتها من حيث القُدرات، وطبعاً تحمل مُستشعرات كهروبصرية ورادارات وأجهزة تنصّت، وكلّ ما له علاقة بموضوع الاستخبارات والاستكشاف وما تحمله من حمولة حوالي 300 كيلو غرام من الصواريخ والمُتفجّرات وتُستعمل للاستطلاع في الأجواء الجويّة السّيئة وتُعطي الأوامر بقصف الأهداف المُتحرّكة وما هُنالك، ربّما هذه الطائرة أُسقِطت بصاروخ متوسّط المدى، وهذا ما يقوله الإعلام الإسرائيلي نفسه التي ترد معلومات أن المقاومة تمتلك أسلحة فوق قصيرة المدى، ونستطيع القول إنها قادرة على ضرب الأهداف بصواريخ متوسّطة ربّما أرض جو، وهذا تقدُّم نوعي واستثنائي، يُمكن أن نرى المزيد من هكذا تطوّر عسكري في التكتيك لأيّ مواجهة أو تطوّر عسكري هنا وهناك في ظلّ معركة الإسناد، والرسالة هنا يمكن القول بأنّ حزب الله لديه قُدرات عالية لم يكُن ليتخيّلها العدو الإسرائيلي، أو حتى يمكن أن نجزم من خلال هذا التقدّم النّوعي بأنّ هناك أنظمة دفاع جوّي قد فُعِّلت تحسُّباً لأهداف مُعادية إسرائيلية، وقد تكون خُصِّصت تحديداً لمثل هكذا طائرات سواء «هيرمز 450 أو 900»، وهي أيضا طائرة إسرائيلية من دون طيّار متوسّطة الحجم ومُتعدّدة الحمولة والمهام، مُصمّمة للجهات التكتيكية في الارتفاعات ومُدّة التشغيل طويلة، ويمكن لهذه الطائرة العمل 30 ساعة في الجو وتصل إلى ارتفاع أقصى 30.000 قدم، مهمّة الطائرة الرئيسية هي المُراقبة والتنصُّت وترحيل الاتصالات، جناح الطائرة 15 متراً وزنها 970 كلغ مع إمكانيّة أن تحمل حمولة وزنها 300 كلغ، ويمكن حمل مستشعرات كهروبصرية أو تحت الحمراء مُحدّدة لأهداف أرضية مُتحرّكة، لها معدّات استخبارية الكترونية ورادارات وفتحة اصطناعية ومُستشعرات فائقة المطيافيّة، وتعمل على بثّ الصّور والمعلومات التي تجمعها إلى محطة أرضية بشكل مباشر، في الوقت نفسه تقوم باعتراض الإشارات اللاسلكية، ويمكن أن تنقلها من وكالة الأمن القومي الإسرائيلي إلى محطّات أخرى.
لذا ربّما هناك تقدُّم عالي المستوى في التكتيك العسكري لدى حزب الله والمحور، وقد نرى قُدرات عسكرية تُوازي أيّ هدف إسرائيلي له تقنيات عالية، أيّ قد يكون هناك عتاد عسكري مُعدّ خصّيصاً لمثل هذا النوع من الطائرات، وهو ربّما مُختص بكلّ أنواع السلاح أو الطائرات الإسرائيلية الصُّنع، وهذه نقطة أساسيّة في تحديد مسار المواجهة لقطع أيّ ورقة وهميّة عند الاحتلال الإسرائيلي، وتواجه المقاومة بكلّ اقتدار، ما يمنحها اليد العُليا في تحديد مسار المواجهة في خِضم تسويق رواية التقدُّم لجيش العدو.
ولم يعُد خافياً على أحد أنّ هناك إسناداً ودعماً عسكرياً واستراتيجياً للمقاومة الفلسطينية من العراق واليمن بتنسيق متواز في تراكّم الإنجازات، كما أنّ هناك رسائل من الشمال إلى الجنوب وسط شلّال الدّم الذي يُعاني منه أهلنا في فلسطين المحتلة، لذلك ربّما سيدخل حزب الله ومحور المقاومة مرحلة جديدة، وقد يُفاجأ البعض من المستوى والأداء الذي يُحدّده الميدان في الكلمة الفصل في خِضمّ التطوّرات والمُستجدّات التي تتوالى كلّ يوم وساعة، وهذا ما يُربك العدو «الإسرائيلي» والأميركي ومن يقف معهم ووراءهم في هذه المواجهة…