دبوس
جهنّم…
إذا كان العدو قد استخدم ثلث سلاحه الجوّي ضدّ غزة، وتمكن خلال 45 يوماً من هذا الاستخدام لثلث سلاحه الجوي من قصف غزة بما يعادل ثلاثة قنابل ذرية من طراز هيروشيما، فإنه سيستطيع في اية حرب قادمة قصفنا بما يعادل قنبلة ذرية كلّ خمسة ايام، في حال استخدامه كلّ سلاحه الجويّ…
لقد غدا الأمر أكثر إلحاحاً من اي وقت مضى ان نبحث وبسرعة عن وسائل الردّ التكتيكي على هذا التفوّق الناري، خاصة أنّ هذا العدو ومن يدعمه من الدول الأنجلوساكسونية لن يوقفهم كلّ الرأي العام العالمي، او منظومات العالم القانونية والجنائية، والتي تحظر القتل الجماعي، والإبادة الإنسانية، فهو حينما يجد نفسه في موقف المفاضلة بين تحقيق ما يراه إنجازاً استراتيجياً من خلال الاستحواذ على تكنولوجيا القتل الماحق، وبين خسران الرأي العام العالمي، سيختار، وبدون تردّد إلحاق أكبر كمية ممكنة من الخسائر البشرية في الطرف الآخر، وليذهب الرأي العام العالمي الى الجحيم…
هذا هو واقع الحال، وليس أمام المستضعفين في هذا العالم سوى السعي الدؤوب والسريع والحاسم والمتكتّم لإيجاد موازن ناري لهذا التغوّل الصهيوانجلوساكسوني، حتى السلاح النووي، هو لن يتورّع عن استخدامه في حالة الوصول الى مأزق وجودي، ولا يبدو انّ الاعتماد على القوى الكبرى الأخرى قد يجدي فتيلاً، فهي لن تورّط نفسها في حرب نووية من أجل أحد، لنكن متحسّبين لذلك، ولا نفاجأ بموقف يفرض علينا الاستسلام معه من دون ان نحشد ما يكفي من قوة النيران التي تردع هذا الوحش عن استمراره في تغوّله وتوحشه من دون ان يلقى رداً حاسماً رادعاً يجعله يفكر ألف مرة قبل اللجوء الى خيارات كهذه، وهذه المقدرة الردعيّة تصنع في المختبرات ومراكز التطوير الصناعي العسكري وليس في ايّ مكان آخر، يجب ان يجزل العطاء لمثل هذه الأجسام البحثية وان تردف بكلّ مقتضيات التطوّر السريع من دون تباطؤ او استخفاف.
سميح التايه