حاج علي لـ«أنباء فارس»: حديث الأسد حمل أسئلة للغرب وعلى واشنطن فهمها
وصف المحلل السياسي السوري أحمد حاج علي، تأكيد الرئيس السوري بشار الأسد، على ان الإرهاب ليس مسألة محصورة في مكان من دون آخر وإنما هو خطر عالمي، يعد بمثابة تأكيد على إن دمشق جاهزة ومنفتحة للتعاون مع أي دولة ترغب في مواجهة الإرهاب.
وأكد علي، ان «السياسات الغربية تعتمد على ازدواجية المعايير في تعاملها مع جملة الملفات العالمية وخصوصاً في الشرق الأوسط، وذلك بكون دول الاستعمار باتت تعي تماماً ان عودتها إلى المنطقة بالوجود المباشر أمر مستحيل، لذا تركز على الخروج بالتنظيمات الخارجية من الداخل السوري والعراقي إلى بقية دول المنطقة للحفاظ على الفوضى في الشرق الأوسط».
واعتبر ان «هذا يعد خدمة من دمشق للعالم، فالمسألة في سورية باتت مسألة وقت بالنسبة الى وجود التنظيمات الارهابية على الأرض السورية وبالتالي على العالم أن يعي تماماً إن مسألة ارتداد الارهابيين إلى دولهم الأساسية باتت مسألة وقت أيضاً، وميزان الوقت لا يميل لمصلحة الغرب في هذا الأمر وعليهم أن يسارعوا لإعادة العلاقات مع سورية للاستفادة من الخبرة التراكمية في مواجهة التنظيمات الجهادية ومن المعلومات التي تمتلكها سورية في هذا الخصوص والتي لمح الرئيس الأسد إليها في حديثها الإعلامي الأخير».
وبيّن علي أن «تطرق الأسد إلى مسألة استقلالية كل من قطر والسعودية وتركيا ومدى جدية الحديث عن وجود أنظمة مستقلة بقرارها عن منظومة العمل الأميركي في المنطقة هو إيضاحه منه للفهم السوري لطبيعة العلاقات بين هذه الدول الثلاث مع واشنطن والتي تقوم على التبعية المطلقة ومجرد التحول إلى أدوات طيعة في اليد الأميركية لمصلحة خدمة الكيان «الإسرائيلي» لجهة رسم خريطة جديدة للمنطقة تضمن وجوده فيها على حساب دول شرق المتوسط».
وبيّن المحلل السياسي السوري إن «هذه الدول لم ولن تخرج يوماً عن المظلة الأميركية في قرارها بكونها ترى أن البقاء في هذه المظلة هو الضامن الوحيد لمسألة وجود أنظمتها الحاكمة على واقعها، وبالتالي فإن الفهم السوري يصب في خانة إن البحث عن نقاط تلاقٍ للتحاور مع هذه الدول فيما يخص الأزمة السورية هو حالة عبثية وبالتالي فإن الأساس هو البحث عن مفاتيح الإدارة الأميركية لكي تصل إلى قناعة إن إخضاع الدولة السورية أو أياً من الشعوب الرافضة لهيمنة الإدارة الأميركية أو التمدد «الإسرائيلي» إلى قلب هذه الدول والتي منها اليمن على سبيل المثال هو أمر مرفوض وبالتالي فإن على واشنطن أن تبحث عما تقدمه لهذه الشعوب من مغريات ضمن إطار السيادة لتتمكن من الوصول إلى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بينها وبين سورية أو اليمن أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو القوى الوطنية في العراق ولبنان».
واختتم علي حديثه بالتأكيد على إن حديث الرئيس السوري حمل جملة من الرسائل إذا ما تلقاها الغرب وبخاصة أميركا بالعين المتبصرة والفاهمة لمجريات الأمور، فإن «عليه أن يتوجه إلى النقطة التي انطلق منها في عدوانه على سورية والعراق واليمن وإيران، ويجب أن يعيد النظر في سياسته ليضمن أن هذه الدول ستقبل بعودته إلى المنطقة كشريك يحترم الدول والشعوب، فسياسة الهيمنة مرفوضة وفاشلة في المنطقة من قبل الدول والشعوب الممانعة والمقاومة».