يبطل العجب عندما يُعرف السبب
} وجدي المصري
أشاهد يومياً عشرات الفيديوات وأسمع العديد من التصريحات الّتي تنمّ عن التعجّب المترافق مع الاشمئزاز لمشاهد المجازر الّتي تُرتكب في غزة وللدمار الّذي يطال الأبنية السكنية وحتى المستشفيات والمدارس. والعجب مصدره عدم تصديق ما تشاهده العين من بربرية وإجرام آلة الحرب الإسرائيليّة الّتي تقوم باستكمال ما فعلته عام 1948 من مجازر بحق الفلسطينيين، وما استمرّت بفعله على مدى ثلاثة أرباع القرن. ويشتدّ العجب عن سكوت دول العالم عن هذا الإجرام بل عن اتّهامها للضحية بما يحصل من تدمير وقتل وتهجير والوقوف إلى جانب الجلاّد ودعمه بكلّ ما تيسّر من أسلحة وتقنيات حديثة بحجة الحق بالدفاع عن النفس، متناسين أنّ هذا الحق ينطبق أيضاً على الضحية، أيّ الفلسطينيين، الّذين كانوا يعيشون فوق أرضهم بأمان واستقرار حتّى عندما كانوا تحت الاحتلال العثماني، إلى أن تركّز حلم أحد الصهاينة على حلّ ما سُميّ بالمسألة اليهوديّة على حساب شعب آخر. إنّ تورّط الدول الأوروبيّة، وبعدها الولايات المتحدة الأميركية، بدعم مخططات الصهاينة لإيجاد دولة ليهود العالم فوق أرض فلسطين باستعمالهم أقذر كذبة في التاريخ، أيّ أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، أدّى إلى أكبر كارثة إنسانيّة عرفها التاريخ، ولا تزال فصولها تتتابع لغاية اليوم. إنّ صمت دول العالم اليوم لا يمكن أن يقارَن بتآمره في بدايات القرن العشرين على أمتنا حيث تمكّن بزرع الكيان الإسرائيلي فوق أرض فلسطين خلال أقلّ من خمسين سنة كما توقّع هرتزل، وذلك لأنّ وحشيّة قبائل يعقوب يراها اليوم كلّ الناس على امتداد الكرة الأرضية لحظة حصولها، حيث تقوم مواقع التواصل الاجتماعيّ بنقل الأخبار مصوّرة لتنتشر كما النار في الهشيم اليابس. وبالرغم من المظاهرات الّتي تجري في كلّ الدول، الداعمة لإسرائيل تحديداً، نجد أنّ هناك انفصاماً ما بين الشعوب وحكوماتها، وأنّ هذه الحكومات تسدّ آذانها عن هتافات الناس المطالبة بإيقاف مجازر التطهير العرقي الّتي يقوم بها الكيان الإسرائيلي المحتلّ. وإذا ما تساءلنا عن سرّ هذا التجاهل ليقظة الجماهير الّتي تتابع ما تقوم به عصابات بني إسرائيل لكان الجواب كما يلي: أولاً إنّ تزوير الحقائق الّذي مارسته الصهيونيّة العالميّة منذ مؤتمرها الأول عام 1897 ولغاية اليوم أصبح مكشوفاً بفعل النقل المباشر لما يحصل، وما تمنُّع الحكومات عن الاعتراف بالواقع إلّا طريقة وضيعة لدفن الرأس في الرمل خوفاً من ردّ فعل الصهاينة. ثانياً: الدول الأوروبيّة، والّتي كانت السبب الرئيس الّذي دفع باليهود للتفتيش عن أرض تأويهم نتيجة لما كانوا يلاقونه من ظلم وكره على يد الأوروبيين، والّتي تخلّصت مما سُمّي المشكلة اليهودية وذلك بتصديرها إلى الخارج مستفيدة من فترة استعمارها لفلسطين وتركيز اليهود عليها دون غيرها، ليست بوارد السماح للفلسطينيين تحديداً، ومن يساندهم، بالقضاء على الكيان الصهيوني لأنّها ستكون مُلزَمة عندها باستقبال اليهود الّذين هاجروا منها إلى فلسطين، وما زالوا إلى يومنا هذا، وبذلك تكون قد استعادت المشاكل الّتي تخلّصت منها منذ ثلاثة أرباع القرن. ثالثاً: إذا ما حصل ذلك تكون الدول الأوروبيّة والولايات المتحدة قد خسرت خط الدفاع الأوّل عن مصالحها وستكون مضطّرة للانكفاء من منطقة الشرق الأوسط تحديداً وهذا سيكبّدها خسائر اقتصاديّة واستراتيجية مميتة.
لهذه الأسباب نجد أنّ الدول الأوروبيّة والولايات المتحدة سارعت لإعلان دعمها المطلق لإسرائيل غير مكتفية بإعلان النوايا بل باشرت فوراً إلى تجسيد هذا الدعم بشكل عملي عبر إرسال حاملات الطائرات والجنود وإمداد إسرائيل بكلّ ما تحتاجه لمواصلة حربها على الفلسطينيين. إنّ مصلحة الصهاينة الّتي تلاقت مع دول الإستعمار مع مطلع القرن العشرين قد تجذّرت على مدى قرن من الزمن بحيث أصبح من الصعب الفصل بينهما. إضافة إلى ذلك نشير إلى أنّ اللوبي الصهيوني في جميع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا استطاع عبر عمل حثيث ومدروس ومخطّط له أن يتحكّم بالمفاصل الأساسيّة لكلّ هذه الدول سواء عبر الترهيب أو الترغيب، فباتت مُلزمة بالإنصياع لرغباته حتى ولو كانت تتعارض مع مصالحها الخاصّة.
أمّا إذا انتقلنا لبحث مسألة التعجّب الّتي تجتاح الناس في كلّ دول العالم من ممارسات العدو الإسرائيلي بحق غزة المحاصرة أصلاً من حوالي العقدين، والّتي لا يتعامل معها العدو إلّا انطلاقاً من تعاليم إلهه يهوه، لبطل العجب، إذ سنجد عندما نقرأ هذه التعاليم أنّ العدو لا يستنبط قواعد حرب جديدة، بل هو يستلهم ما قال له إلهه يهوه أن يفعل كما هو منصوص عنه في كتابه الديني أي العهد القديم، وسأعطي أمثلة على ذلك.
نقرأ من الإصحاح العشرين من سفر التثنية ما يلي: “حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح. فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها. وإذا دفعها الربّ إلهك (يهوه) إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف”. إذن من يستجب للصلح لا يمكن التعامل معه الندّ للندّ، بل يُسخّر ويُستعبد، وهذا ما كان حاصلاً لقطاع غزة وللضفّة على حدّ سواء. لكنّ هذا المحتلّ العنصري المصاب بعقدة الإستعلاء نتيجة تعاليمه الدينية لم يحسب حساب عنفوان وكرامة شعبنا الّذي لا يمكن أن ينام على ضيم، ويسكت عن ضياع حقّه، ولم يعتبر على مدى سنوات من عمل المقاومة الدؤوب على تعبئة شعبها وتهيئته للصمود والتصدي والدفاع عن الحق مهما طال الزمن، ومهما تجبّر العدو وظلم، ومهما حاول حماية نفسه بجدران عازلة وتقنيات عصريّة مطمئنة أثبتت عدم جدارتها بمواجهة البطولة المؤمنة المؤيّدة بصحة العقيدة المؤكّدة أنّ القوة وحدها هي القول الفصل بإحقاق الحق القومي أو إنكاره.
إنّ الأحداث، ومنذ قيام دولة الاحتلال، قد أثبتت أنّنا نواجه عدواً تاريخياً ليس على شاكلته ومثاله أي عدو آخر، سواء في التاريخ القديم أو الحديث، لأنّه، وكما قلت سابقاً، متمسّك بتعاليمه الدينية الّتي ليس لها مثيل لا في الأديان الأخرى، ولا حتّى في كلّ الاتفاقيات الّتي جرت عبر التاريخ بين الأمم المتقاتلة. اليهود الّذين انطلقوا مما جاء في كتابهم الديني من وعد إلههم الخاص بطرد شعوب مستقرّة من أرضها، وإعطاء هذه الأرض لهم وتزويدهم بكلّ التعليمات الإجراميّة من إبادة جماعيّة، وقتل، وتهجير، وتدمير، وحرق وسرقة، ما زالوا متمسّكين بحرفية هذه التعاليم، وما زالوا يصدّقون أساطيرهم خاصّة لجهة كونهم شعب الله المختار، أي إلههم القبلي الخاص بهم وحدهم. وبدلاً من أن يستفيدوا من اندماجهم بشعوب الأرض بعد تشتتهم من الأرض الّتي احتلوها قديماً بالقوة، ظل تفكيرهم متحجّراً، عنصريّاً، حقوداً، تجاه الأغيار، وما زلنا لغاية اليوم نسمع ونقرأ بعض تصريحات حاخاماتهم وقادتهم التي تؤكّد تحجّرهم وعدم تجاوزهم لعقدة الدونية الّتي استعاضوا عنها بعقدة أخرى، أو قل بعقد متعدّدة، كالعنصريّة، والتعالي، والحقد، وكره الآخرين. إلههم علّمهم منذ أن أمر جدّهم المزعوم إبراهيم بأن يترك موطنه الأصلي ويتوجّه إلى أرض كنعان العامرة بسكّانها وحضارتها الإنسانيّة المميّزة، أنّه سيطرد سكانها ويقدّمها لهم على طبق من ذهب، وعلّمهم أيضاً أن لا يقطعوا عهداً مع هذه الشعوب أو مع آلهتهم. نقرأ من سفر الخروج الإصحاح 23 ما يلي: “قليلاً قليلاً أطردهم من أمامك إلى أن تثمر وتملك الأرض. لا تقطع معهم ولا مع آلهتهم عهداً”.
فهذا الكلام لا يمكن أن يصدر عن الله، إله جميع البشر، بل عن إله قبلي خاص كما أعلن هذا الإله عن نفسه. بينما يسوع علّم أتباعه أن يُحبّوا أعداءهم ويباركوا لاعينهم ناقضاً بذلك تعاليم يهوه، وكذلك فعل الرسول الكريم الّذي نزلت عليه ربّ العالمين جميعاً الآية: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكّل على الله إنّه هو السميع العليم. 60 الأنفال”.
أمّا إذا تتبّعنا أوامر وتعاليم إله بني إسرائيل لبَطَل عجبنا من إجرام اليهود الصهاينة اليوم، وهم الّذين استوعبوا هذه الأوامر بشكل دقيق لدرجة التحجر وبالتالي عدم القدرة على تجاوزها بعد ألفيتين ونصف.
نقرأ من سفر العدد الإصحاح 31 وقال لهم موسى: “فالآن اقتلوا كلّ ذكر من الأطفال. وكلّ امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها”. قال لهم ذلك وهم ما زالوا يردّدون هذه الوصية بأنّ عليهم قتل الأطفال خاصّة الذكور لأنّ هؤلاء سيكبرون وسيصبحون مقاتلين مستعدّين للمواجهة. كان ذلك يوم كان السيف وسيلة للمواجهة والقتل، أمّا اليوم فالقنابل على أنواعها لا تميّز الذكر عن الأنثى، ولا الكبير عن الصغير، بل هي تحصد الأرواح دون رحمة أو شفقة، ألم يقل لهم إلههم “لا تقطع لهم عهداً ولا تُشفق عليهم ولا تصاهرهم” تثنية 2:7؟ فهل يُعقل بعد هذه الوصية أن يخالفها أحدهم. وهل يكون يهودياً صريحاً إن هو خالف إلهه؟ وكيف تمكنه المخالفة والوصايا تلاحقه بكلّ سفر وكلّ إصحاح؟ “ فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تُشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره بل قتلاً تقتله” تثنية 8:13 “ فضرباً تضرب سكّان تلك المدينة بحدّ السيف وتحرّمها بكلّ ما فيها مع بهائمها بحدّ السيف. تجمع كلّ أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكلّ أمتعتها كاملة للربّ إلهك” تثنية 13: 15-16. هل هناك أوضح من هذا الكلام الوصية؟ فلماذا نتعجّب من أوامر النتن ياهو وقبله بن غوريون، ودايان، وغولدا مائير وباراك وأولمرت الخ؟؟؟ إنّهم أتباع نجباء صادقين لهذا الإله القبلي المجرم والّذي قال عنه فرويد بأنّه كان “إلهاً محليّاً محدوداً وشرساً، عنيفاً ودموياً” (موسى والتوحيد).
إنّ أوامر إله بني إسرائيل لشعبه، والقاضية بالقتل والإبادة والحرق دون تمييز بين مقاتل ومدني بين رجل وامرأة، بين كهل وطفل، استمرّت بعد موت موسى، والّتي باتت تُعطى لخليفته يشوع الّذي كلّمه يهوه دون وسيط وكأنّ بينهما عشرة عمر قائلاً: “كلّ موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته لما كلّمت موسى. من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيّين وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم” يشوع 1: 3-4. فهل يقرأ المؤمنون، مسيحيون ومحمديون، هذا الكلام؟ وإن هم قرأوا هل يفهمون ما يقرأون؟ وإن فهموا كيف ما زلنا نجد كثراً يؤمنون بإمكانية التطبيع والصلح مع كيان العدو؟ قد استوعب إقدام بعض دول العالم العربي الّتي لم يرد لها أي ذكر في العهد القديم على التطبيع والإعتراف وإقامة العلاقات مع هذا العدو، لكنّني لا يمكن أن أـستوعب أن يتنطّح بعض من يقطن الكيانات الّتي حدّدها لهم إلههم وطناً لهم، وتحديداً لبنان، للدعوة إلى التطبيع وإقامة علاقات طبيعية مع هذا العدو الهمجي، بل لا أستطيع أن استوعب وقوف بعضهم ضدّ المقاومة الّتي أخذت على نفسها التصدّي لمخططات هذا العدو الرامية إلى إخضاع كلّ كيانات سورية الطبيعية له عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. كيف يمكن لهؤلاء أن يفهموا جملاً كالتي مرّت معنا: “ فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستبعد لك”؟ ألا يفهمون معنى التسخير والإستبعاد ومعنى “ لا تقطع معهم عهداً”؟ إنّها يا سادة أوامر من أشرس إله إلى أحقد شعب، فكيف ستتعاطون مع أفكاره الغريبة ونفسيته الجشعة، الحقودة، العنصريّة، المتعالية؟
مات موسى وتسلّم القيادة يشوع فاستمرّت أوامر القتل: “وصعد الشعب إلى المدينة كلّ رجل مع وجهه وأخذوا المدينة (أريحا). وحرّموا كلّ ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحدّ السيف” يشوع 6: 20-21. أليس هذا ما يفعله النتن ياهو في غزة اليوم؟ ولماذا يأخذنا العجب؟ ألسنا مؤمنين نرضخ لوصايا الربّ؟ وهل ربّنا يشبه ربّ اليهود ويدعونا للقتل، والسحل، والتدمير، والنهب والتهجير؟ أمّ إلى المحبة، والتسامح، والغفران؟ أمّا إذا قال قائل بأنّ آيات القرآن تدعو للقتل، فأقول له بأنّ الآيات الّتي دعت إلى قتل المشركين كانت إنسانيّة ونتيجة طبيعية لتآمر المشركين على الرسول والمؤمنين والتخطيط لقتله والتخلّص منه، ولذلك كانت الآية “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها” للحدّ من سفك الدماء وإفساح المجال لاتباع الهدى لا للاستعباد والتسخير. وهذه الآيات كانت مرهونة بأحداث محدّدة والّتي ما أن انتهت حتى نولت الآية: “ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً” سورة النساء 92.
اقرأوا العهد القديم كلّه لن تجدوا آية واحدة أوضح من هذه الآية حول تحريم القتل بالمطلق. وقد يتنطّح بعض البسطاء فيقول إنّ إحدى الوصايا العشر هي: لا تقتل، فأحيله إلى العهد القديم لكي يقرأ بعقله هذه الوصايا لا بإيمانه الأعمى، وهو إنْ فعل لوجد أنّ هذه الوصايا موجّهة لبني إسرائيل فقط وتحدّد عدم ممارستها مع القريب فقط، ولو لم تكن كذلك، أي لو كانت موجّهة لجميع الناس كما ترتّب على يسوع أن ينقضها في موعظة الجبل، وهو نقض الناموس والأنبياء معاً، لا كما زوّر اليهود كلامه وقوّلوه جملة “لا تظنوا أنّني جئت لأنقض الناموس والأنبياء”.
وإذا ما تصفّحنا العهد القديم لوجدنا أنّ أوامر القتل استمرّت في كلّ الأسفار، وما ذكرت إلّا أمثلة قليلة تمكنّنا من الاستدلال بوضوح عمّا أقول، وأنّ ما أذكره ليس ادّعاءً ناتجاً عن عداء متأصّل لليهود وإنّما عن إثباتات لا تدع مجالاً للشك. نقرأ من سفر القضاة: “وحارب بنو يهوذا أورشليم وأخذوها وضربوها بحدّ السيف وأشعلوا المدينة بالنار”. وهذا يعني أنّ أورشليم مدينة كنعانيّة قديمة كان اسمها “يبوس”، ولا علاقة لبني إسرائيل، وخاصّة لداود، ببنائها. وأليس هذا ما يقوم به النتن ياهو في غزة؟
وبعد كلّ هذه الأمثلة ألا يبطل عجبنا من الإجرام الإسرائيلي بحق المدنيين؟ ألا يخجل العالم أجمع بتغطية هذه الجرائم، بل التشجيع عليها، ودفع إسرائيل إلى المزيد منها؟ هل يُمكن للخوف من إسرائيل واللوبي الصهيوني العالم، أن يجعل من الإسفاف الأخلاقي عنواناً للأمم الّتي تدّعي الحضارة والديمقراطية؟
إنّ ما يقوم به أبطال غزة اليوم سيُحفر في سجّل التاريخ مآثر تتناقلها الأجيال، وتتخذ الشعوب الشائعة للتحرّر دروساً وعِبَراً.
فطوبى لكم يا أبطال غزة، وابقوا متمسّكين بالبندقية، فهذا المحتل لا يفهم لغة التفاوض ولا يلتزم المعاهدات ولا يعرف الإنسانيّة، ولن يوقفه عند حدّه إلّا القوة المضادة. فالنصر لكم والعزة والعنفوان لأمّة تأبى الموت ولا تقبل إلّا الحياة الحرّة الكريمة.