«موعد مع السراي» يناقش حقوق كبار السنّ

أقامت عقيلة رئيس مجلس الوزراء لمى تمام سلام في السراي الحكومية ضمن البرنامج الأسبوعي «موعد مع السراي» الهادف إلى المساهمة في إنماء المجتمع المدني من خلال منح اللبنانيين منصّة للتعبير عن مختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية، لقاءً تحت شعار «حقوق كبار السنّ في المجتمع اللبناني»، حضره ممثلون عن الجمعيات والهيئات الأهلية التي تعنى بكبار السنّ.

استُهل اللقاء بكلمة لسلام شرحت فيها نشاطات «موعد مع السراي» الذي يتناول قضايا المجتمع ويبحث في سبل معالجتها وتطويرها، متحدثة عن النشاطات التي تمّت وتلك التي ستلي.

وأشارت إلى أن لقاء مع «كبارنا» تناول «الشيخوخة الناشطة» التي تعني انطلاقة لحياة جديدة كريمة ونشيطة.

ثم كانت مداخلة للمدير الطبي ورئيس قسم المسنّين في دار العجزة الإسلامية الدكتور نبيل نجا الذي تحدّث عن حقوق المسنّين في المجتمع والشيخوخة الناشطة والتي للأسف ليست متوافرة إلا بجزء بسيط منها. وشرح بعض المتغيرات الديموغرافية للشيخوخة لافتاً إلى أن العمر بات في أيامنا هذه يزيد، وبات متوسط العمر يصل إلى 85 عاماً وما فوق، واليوم باتت هناك أعمار تفوق المئة سنة، كما أن هرم الأعمار تغير في بعض الدول إلى حدّ باتت نسبة كبار السن قد توازي صغار السن، وهذه الزيادات ليست ديموغرافية فقط، إنما هناك متغيرات تحصل مع التقدم في السنّ، وهي ليست فقط جسدية خارجية، إنما الأجهزة الداخلية للجسم تتغير أيضاً، إضافة إلى التغييرات الاجتماعية كالتقاعد وخروج الأولاد من البيت، أو هجرة الأبناء أو الفراغ، أو الترمل.

وتطرّق نجا إلى كيفية الحفاظ على شيخوخة جيدة وناشطة من خلال الوقاية من أمراض الشيخوخة، موضحاً أن 30 في المئة من المشاكل الصحية لدى كبار السنّ موجودة ضمن موروثاتنا الجينية، بينما الـ 70 في المئة ناجمة عن طريقة حياتنا، ما يعني أن في إمكاننا السيطرة على الشيخوخة.

وقال: «هدفنا الحفاظ على المسنّ في العمر الثالث، أي المسنّ غير العاجز والقادر على القيام بمهامه وعيش حياته بشكل طبيعي في المجتمع وضمن الأسرة، بينما العمر الرابع هو المسنّ العاجز الذي يحتاج إلى مساعدتنا»، موضحاً أنّ 10 في المئة من المسنّين هم من العمر الرابع، و90 في المئة هم من العمر الثالث، وهدف طبّ الشيخوخة ألّا يتحوّل الإنسان المسنّ من العمر الثالث إلى العمر الرابع، شارحاً العناصر الواجب اعتمادها للحفاظ على الشيخوخة النشيطة.

وأكد نجا أن ضمان الشيخوخة حق لا يمكننا أبداً التنازل عنه، داعياً إلى إقامة تجمّع لكبار السنّ والضغط بكل الوسائل لمنح المسنّين حق ضمان الشيخوخة.

ثم كانت كلمة للأستاذة المحاضرة في العناية التمريضية لكبار السنّ ومديرة بيت القديس جاورجيوس لرعاية كبار السنّ مهى أبو شوارب عبيد التي تحدثت عن ثلاثة عناصر يجب الحفاظ عليها ليعيش المسنّ حياة كريمة ولائقة، وفي طليعتها الحفاظ على صحة جيدة من خلال الوقاية من الأمراض، وكيفية الحفاظ على الاستقلالية البدنية والعقلية وتنشيط الذاكرة، والحفاظ على نمط حياة اجتماعي نشيط. مشدّدة على أهمية الرياضة في حياة المسنّين للحفاظ على صحة جيدة ونشيطة وتخفيف علامات الشيخوخة، إضافة إلى تعلّم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والكتابة، والزراعة، واستخدام المهارات اليدوية لتنشيط الذاكرة والحياة.

ثم تحدّثت الأستاذة المحاضرة في العناية التمريضية لكبار السنّ والعضو الاستشاري الدائم في الهيئة الوطنية لرعاية كبار السنّ منال سعيد الحوراني عن سبل تعزيز دور المسنّين في الأسرة والمجتمع، لافتة إلى أن الشيخوخة النشيطة لا تكتمل إلا إذا حافظ كبير السنّ على دوره الأسري وفي المجتمع، لأنه الحكيم والمرشد داخل الأسرة، وهو جامع لها، صمام أمنها، وله دور كبير في الحفاظ على قيمنا وأخلاقنا.

وشدّدت على أن من أهم خصائص الشيخوخة النشيطة التكيف والتأقلم مع كل ما هو جديد، وإقامة نظام دعم حوله من أسرته وأصدقائه وجيرانه، واستخدام كل المهارات التي كان يقوم بها في شبابه، والدخول في نشاطات المجتمع المدني، لأن هذه النشاطات الانشغالية تساهم في دعمه.

ولفتت إلى أن كبار السنّ في لبنان باتوا قوة ضاغطة في المجتمع اللبناني ويشكلون ربع سكان لبنان، وعليهم ألا يسمحوا بمرور السياسات من دون مشاركتهم في وضعها، وعليهم النضال من أجل تعزيز حقوقهم لأجل حياة كريمة لهم.

وتخلّل اللقاء مطالبات بحملة لدفع النواب إلى التصويت على قانون التقاعد والحماية الاجتماعية الموجود في أدراج مجلس النواب، وبوضع شرعة حقوق لكبار السنّ وقوانين لمحاسبة الأهل والأبناء المجحفين في حق أهلهم وتركهم في الشارع.

وفي نهاية اللقاء، أقيم كوكتيل على أنغام الموسيقى تخلله رقصات تعبيرية من المشاركين من كبار السنّ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى