وفد من «اللقاء الإعلامي الوطني» زاره في مقر كتلة الوفاء للمقاومة وقدّم له التبريكات بشهادة نجله
رعد: الناس أحرجتنا بمحبّتها وباتت تفقه بقوة وعمق مدلول الشهادة ومعناها وأبعادها
قنديل: كلنا يقين بأنّ مقاومة قائدها السيد نصرالله وفيها أركان من أمثالك هي مقاومة منتصرة بكلّ تأكيد
قام وفد موسع من «اللقاء الإعلامي الوطني» برئاسة المنسق العام سمير الحسن، بزيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في مقر الكتلة، لتقديم التبريكات بشهادة نجله عباس (سراج).
وتحدث بإسم الوفد رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل الذي استهلّ كلمته قائلاً: «في نظر شعبنا وأهلنا وكلّ اللبنانيين، من غير الحاقدين، أنت نموذج ومثال للمقاومة، بعد مثال سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله وحماه، خصك الله بهذا الاختيار لتكون المثال المكتمل، أنت الغير معمّم بين قيادة حزب الله وفي صفها الأول المؤسس، وأنا لي الشرف أني أعرفك منذ نحو خمسة عقود.
أضاف قنديل: لم يتغيّر شيء في محمد رعد الذي عرفته طالباً يناضل من أجل خطه وعقيدته وفكره، وهو المتحفز دائماً لكلّ جديدـ للفكر للثقافة للنقاش، حياتك لم يتغيّر فيها شيء، علاقاتك لم تتأثر بكلّ المواقع والأدوار التي تحمّلت مسؤولياتها».
وتابع: «الآن هذه الشهادة هي ليست مجرد وسام، هي تتويج وتكليل لهذا المسار وهذه المسيرة، لتقول لأمتنا هذا هو نموذج القيادة الذي يصنع النصر، ونموذج القيادي ليس فقط الذي يتقن الأداء السياسي والقتالي بل المكوّن أصلاً على البعد الأخلاقي.
وأردف قنديل قائلاً: نحن نعرف حجم الحزن والألم والمرارة، لكننا نعرف حجم الإيمان والصبر والإرادة والوعي وإدراك الدور، لذلك نحن هنا كلقاء إعلامي وطني… هذا الجمع الحرّ من إرادات حرة، كلّ الموجودين هنا، كلّ في بيئته شخصية معنوية واعتبارية يرون أنفسهم تلامذة في مدرستك وأنك بالنسبة لنا نجم مضيء وساطع، وأنّ شهادة الشهيد سراج زادتك تألقاً ونوراً ووهجاً، لكنها لم تضف إليك مسؤولية، فأنت لم تقصّر في أيّ مسؤولية، أنت جزء من أسر الشهداء قبل أن يستشهد سراج…
وقال قنديل: نحن هنا لا نبارك، وواجبنا أن نبارك، لكننا هنا لنتبرّك منك ومن حضورك، حق الشهادة علينا أن نراها هكذا وأن نراك هكذا. ونحن الذين عرفناك في كلّ الساحات يا حاج أبو حسن نكبر فيك ولا نستطيع أن نقول شيئاً آخر.
وختم: «أنا على المستوى الشخصي وبإسم كلّ زملائي في اللقاء نجلس لنتحدث فتحضر أنت مثالاً وقدوة وقائداً. حماك الله وحمى هذه المسيرة ونصَرَ المقاومة، ونحن على ثقة ويقين بأنّ مقاومة يقودها القائد العظيم البطل سماحة السيد نصرالله، هذا العبقري في الحرب وفي السلم وفي السياسة، وفيها أركان قادة على طرازك ومن أمثالك هي مقاومة منتصرة بكلّ تأكيد».
وردّ رعد بكلمة شكر في مستهلها إلى كلّ اللبنانيين من خلال الوفد الإعلامي، وقال: «بإسمي وبإسم عائلتي واخواني في المقاومة أبثها عبركم الى شعبنا وأهلنا والى اللبنانيين جميعاً على اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم، موقف صعب أن توازن بين قلبك كأب وبين أن تتحمّل مسؤوليتك كمسؤول في الميدان، هذا الموقف الصعب أعانني عليه وعلى تحمّله الأمثولة التي قدّمها الأمين العام سماحة السيد حسن نصرالله حين اعتبر أنّ كلّ من يتقدّم ساحة الشهادة هو إبن له، وعلى هذا الأساس نحن تعاطينا مع شهادة نجلنا العزيز، بهذا المعيار وبهذا المقياس، كنا نخاطب عوائل الشهداء، نتحدّث إليهم، ندخل إلى بيوتهم، نواسيهم ونبارك لهم في المناسبات. لكن كنا نتحدث إليهم بأسلوب تعبوي، أما عندما يصبح الشهيد منك ومن بيتك يجب أن تتحسّس المسؤولية في كلّ كلمة تقولها وفي كلّ تعبير تعبّر به».
وتابع: «أحرجتنا محبة الناس، وغمرتنا الناس بتعاطفها وبإعتزازها بشهادة الشهيد، وإذا كان من إشارة نستفيد منها في ما شاهدناه بعد شهادة الشهيد أنّ الناس باتت تفقه بقوة وبعمق مدلول الشهادة ومعناها وأبعادها. عندما يستحق المجاهد وسام الشهادة يكون قد بلغ مرتبة التجاوز لأنانيته ولشخصانيته المرتبة القصوى، فيصبح متماهياً مع الهدف الذي كان يجاهد من أجل تحقيقه، متماهياً مع القضية التي يستحق أن يبذل دمه وروحه من أجل نصرتها والانتصار لها.
أنا أنتهز الفرصة لأعبّر من خلالكم عن فائض شكري لكلّ من بارك لنا شهادة عزيزنا الشهيد سراج/ عباس، ولنشدّ على أيدي الجميع ولنؤكد أننا في هذا البلد بحاجة إلى بعض ترّفُعٍ عن خصوصياتنا وعن شخصانياتنا لنبني الوطن الذي تستحقه ناسنا وتستحقه أجيالنا المقبلة».
وتابع النائب رعد قائلاً: «القلق والحيرة والنكد والمزايدات التي يمكن أن نعايشها في فترة من الفترات آن الآوان لكي نتجاوز كلّ هذه الأمور لنخطو بإتجاه النهوض ببلدنا ونبني الدولة التي يمكن أن تحفظ مصالح الناس، وأن ترعى حقوقهم دون امتيازات لأحد، ودون هدر للمال العام ودون تطاول على الحقوق والكرامات وهذا ما نحتاجه في الحقيقة لنكون جديرين بالمسؤولية تجاه وطننا وتجاه بلدنا».
وختم بالقول: «المسألة عميقة في وجداننا أيها الأعزاء ونحن في محضرِ الشهادة وفي قلبنا جمر حُبّ لا ينطفئ، لكن هذا الجمر لا يسكنه إلا تحقيق مصالح الناس وحفظ كراماتها وحماية سيادة وطننا والدفاع عن استقلاله…»
وكانت كلمة وجدانية معبّرة للإعلامية نادين خزعل،
ثم ودّع النائب رعد أعضاء اللقاء الإعلامي الوطني فرداً فرداً بمثل ما استقبلهم من حفاوة وتقدير.