لماذا تخشى «إسرائيل» على وجودها في العقد الثامن؟
} عمر عبد القادر غندور*
فيما تتواصل حرب الإبادة على فلسطينيّي غزة، ولا تتوقف آلة الحرب الصهيونية تفتك بأطفال ونساء غزة حتى تجاوز الشهداء 18782 ألفاً معظمهم من الأطفال، وتجاوز عدد الجرحى 49 ألف جريح حتى كتابة هذه السطور، وهي الحرب التي تعبّر خير تعبير عن هذا العرق اليهودي التلمودي الذي يرى في الفلسطنيين وغيرهم خدماً يجب ان يكونوا تحت طاعة أسيادهم اليهود حسب النصوص التلمودية!
إذ يعتبر اليهود انّ هؤلاء الفلسطينيين من «الأغيار» وهم أقلّ شأناً وأقرب إلى الحيوانات.
وهذه الحرب الإجرامية على غزة هي الحرب السابعة على غزة منذ العام 2005، وهي الحرب الخامسة التي يرعاها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يحاول ان لا يكون مصيره كمصير اسحاق رابين الذي قضى برصاصات يهودي صهيوني احتجاجاً على توقيع اتفاق أوسلو، او كنهاية مناحيم بيغن او أولمرت في العام 2006، وهو يسعى، ايّ نتنياهو، برغم الملاحظات التي تصله من الولايات المتحدة بخصوص اختصار زمن الحرب، والتي ترى فداحة الخسائر الأخلاقية الضخمة التي جعلت عامة الغرب المؤيد للكيان الغاصب يندّد بوحشية اليهود في قتل الأطفال والنساء ومن غير ان يتمكن من تحقيق ايّ إنجاز أمام أبطال المقاومة، أصحاب اليد العُليا في ميدان القتال، ومع ذلك يصرّ على اطالة أمد الحرب، وهو يعلم انّ توقف المجزرة تعني محاكمته او إقالته ونهاية حياته السياسية…
وتبقى مشكلة العرب أنهم لا يقرأون، ولا يعلمون حقيقة هذا الكيان الصهيوني الذي يعبث بأمن الشرق الأوسط منذ العام 1943 ويفاخر بامتلاكه لأفضل وكالات الاستخبارات في العالم واقوى آلة اغتيال في التاريخ !!
وهو كبلد صغير ينبغي عليه اعتماد سياسات ملتبسة وتجنب الحروب والصراعات الكبيرة التي تغنيهم عن الحروب الكبرى، كحرب غزة الحالية.
وفي كلمة لافتة تحاكي ما هو في قلب التاريخ والمعتقدات، ان الناطق باسم كتاب القسام «ابو عبيدة» قال: انّ زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحلّ عليهم وليرجعوا الى توراتهم وتلمودهم ليقرأوا ذلك جيداً. وان ذلتهم قادمة لا محالة وهو ما دفع عدداً كبيراً من المتابعين للسؤال عن النبوءة التي تتحدّث عن لعنة العقد الثامن التي لها تأثير عميق على ساسة وحاخامات «إسرائيل»؟
ما هي هذه النبوءة: جاء في العهد القديم انّ سقوط المملكة الاسرائيلية لها أسباب داخلية منها صراعات بين قبائل «إسرائيل» مع وصولها الى عقدها الثامن حيث تزداد حدة الخلافات والانقسامات الداخلية، وفي العام 2022 أعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق إيهود باراك عن المخاوف نفسها من قرب زوال «إسرائيل» قبل حلول الذكرى 80 لقيامها، مستشهداً بالتاريخ اليهودي الذي يقضي بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 عاماً.
ومن المهمّ بمكان أن نأخذ في الاعتبار انّ الأشخاص المذكورين ليسوا مجرد حاخامات يؤمنون بالخرافات الدينية التي لا علاقة لها بالواقع، بل هم القادة السياسيون في «إسرائيل».
وحتى لا نسرح في غياهب مثل هذه الإرهاصات، على العرب والمسلمين ان يستعدّوا ويعدّوا ما استطاعوا من قوة وبأس لقتال الصهاينة وإجلائهم عن فلسطين، ويعتمدوا على أنفسهم والأخذ بأسباب النصر قبل وبعد الاعتماد على الله «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدَامَكُم ٧ محمد»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي