أخيرة
دردشة
من ذاكرة أحد المعتقلين
يكتبها الياس عشّي
تجتاحني أحياناً، أنا الخارج للتوّ من سجون الاعتقال اليهودية، رغبة في أن أنسى حتى الحروف الأبجدية، فأقيم، بيني وبين المنابر والكتاب، سوراً عالياً، وأخبّئ الأوراق والأقلام في مكان لا أصل إليه، وأفرغ ذاكرتي ممّا آمنت به، وممّن آمنت بهم، ومن كلّ المبادئ العظيمة التي من أجلها عشتُ حتى اليوم، وما زلت أعيش؛ والتي بسببها أردّد، كما سقراط، «ما زلت واثقاً من جهلي».
إنه الشعور بالقرف… والإحباط… والتراجع…
إنه الزمن السيّئ والرديء والمنافق…
فمن المسؤول عن ذلك أيها السادة ملوك وأمراء ورؤساء العرب؟