زيارة الحريري إلى واشنطن والدور الجديد

محمد حمية

وصل الرئيس سعد الحريري الى واشنطن صباح أمس، في زيارة تستمر أياماً عدة، يقابل خلالها عدداً من كبار المسؤولين الاميركيين، ويعرض معهم آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، ولا سيما التطورات في سورية واليمن.

ويرافق الرئيس الحريري النائبان السابقان باسم السبع وغطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري.

يذكر أنّ زيارة الحريري هي الأولى الى واشنطن بعد سقوط حكومته في عام 2011 خلال لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في البيت الأبيض.

فما هي أسباب هذه الزيارة؟ وهل لذلك علاقة بأحداث اليمن؟ أم بحسابات سياسية وأمنية لبنانية؟

صحيفة «الأنباء» الكويتية نقلت عن مصادر في تيار المستقبل قولها إنها تعطي أهمية لزيارة الحريري الى واشنطن، مشيرة الى مستوى اللقاءات التي سيعقدها الحريري مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، فضلاً عن لقاءات مع لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس.

هذه الزيارة تأتي بعد لقاء عقده الحريري في السعودية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحضور ولي العهد مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد محمد بن نايف وعدد من المسؤولين السعوديين، كما تتزامن مع التصعيد السياسي والإعلامي بين تيار المستقبل وحزب الله على خلفية الانقسام حول اليمن، لا سيما الوضوح والصراحة المطلقين في المواقف التي يطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بخطاباته على هذا الصعيد، فهل كلفت السعودية الحريري بمهمة ما في واشنطن التي أعلنت الاسبوع الماضي عن عقوبات جديدة ضدّ حزب الله؟

الحريري سيلتقي ايضاً اعضاء في الكونغرس الاميركي حيث يرفض الجمهوريون الاتفاق النووي بين ايران والمجتمع الدولي، ويرفضون رفع عقوبات الكونغرس على ايران.

مصادر «مستقبلية» أشارت الى انّ الحريري سيتطرق خلال زيارته إلى واشنطن ولقاءاته مع المسؤولين الاميركيين الى موضوع الاستقرار في لبنان في ضوء خطر الارهاب واستكمال دعم الجيش اللبناني بالسلاح، وكان الجيش قد تسلم في الثامن من آذار 72 مدفعاً من نوع M198 كما تسلم 151 مستوعب ذخيرة متنوعة، ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المخصصة للجيش.

كما تأتي هذه الزيارة غداة تسلم الجيش أول من أمس الدفعة الأولى من الســلاح الفرنسي من ضمن هبة الثلاثـــة مليــارات دولار السعودية.

مراقبون يربطون بين زيارة الحريري وبين الحرب السعودية على اليمن، ويعتبرون ان استقبال الملك السعودي للحريري بحضور معظم المسؤولين السعوديين هو اعادة تعويم السعودية لحلفائها في المنطقة بعد تراجعهم لمصلحة قوى سياسية وتقدّم القوى الاسلامية المتطرفة، لا سيما في لبنان، حيث ظهر الحريري الرجل السعودي الأول في لبنان من خلال ردّه على منتقدي السعودية وهجومه على حزب الله وايران والنظام في سورية.

ويضيف المراقبون انّ سفر الحريري الى واشنطن من الرياض له معنى ايضاً ورسائل سعودية للرياض بأن للحريري دوراً رئيسياً في اي تسوية في المنطقة، لا سيما في لبنان حول الملف الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة،

فهل تقذف الحرب السعودية على اليمن الحريري مجدداً الى الساحة السياسية اللبنانية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى