دردشة صباحية
الملحمة البابلية والإرهاب الدولي
} يكتبها الياس عشي
تتحدث ملحمة الخليقة البابلية (حينما في العلى) عن صراع دموي داخل المجمع الإلهي.
تقول الملحمة: لم يكن هناك إلّا أبسو الأب الكلّيّ، وتيامة الأم.
وبمرور السنين كثر أبناؤهم، وكثر ضجيجهم، فيقرّر أبسو التخلص منهم. يكتشف الأبناء خطة أبيهم الكلّيّ أبسو فيقرّرون بدورهم، وبقيادة إلهة الحكمة «أيا»، أن يكونوا المبادرين. وهذا ما حدث، فقتلوا «أبسو» وحلّ «أيا» مكانه.
تتطوّر الأحداث، وينتصر «مردوخ» على «تيامة»، ليصير في ما بعد إلهاً للتوحيد البابلي.
تذكرت هذه الملحمة وأنا أراقب عالم اليوم المتجه إلى العنف، فالولايات المتحدة الأميركية في محاولتها لفرض نظام عالمي آخر تسعى لإسكات «الضجيج» الذي يتعالى في أنحاء المعمورة، فيرسل أبسو _ الأميركي تعليماته إلى «الآلهة» الأصغرِ شأناً كي يسكتوا هذا «الضجيج»، وينهوا أسطورة حرية الشعوب الصغيرة.
وأبسو الجديد هذا يعمّم أنّ الإرهابي هو «من يدافع عن أرضه، أو يسعى لاسترداد أرضه، أو يستشهد في سبيل أرضه»! أمّا القصف الجوي بالصواريخ على أرض مدنية فهو من باب الدفاع «المشروع» عن النفس!
وضمن هذه المعادلة تصبح المقاومة إرهابية، أما «إسرائيل» فهي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط !
ونحن لا نعبأ بالتعريف الأميركي للإرهاب، نحن نعرف شيئاً واحداً:
سندافع عن حقنا في فلسطين كاملة، وفي هضبة الجولان كاملة، ولن يتوقف الضجيج حتى نصل إلى تحرير كامل لكلّ حبّة تراب من أمتنا.