أولى

خير دعم روسي لغزة

قد يكون الميل العام للذين يهتمون بصدق بانتصار المقاومة في غزة أن يشهدوا مواقف روسية وصينية عالية السقوف تجاه العدوان الذي تتعرّض له غزة، تترجمه مواقف أكثر حدة ووضوحاً من كيان الاحتلال، وهذا أمر مهم ولا يجوز التقليل منه.
التدقيق في حال الحرب الدائرة في غزة يفيد أن جيش الاحتلال قد بلغ مرحلة حرجة لجهة تأمين كميات كافية من صواريخ الباتريوت وقذائف مدافع الهاوتزر 155 ملم، بعدما استهلك المخزون المتوافر لديه ولدى الشركات الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية، وباتت واشنطن، كما تؤكد عشرات التقارير، وبات سقف قدرة واشنطن يتوقف على تأمين ما تنتجه المعامل مباشرة إلى جيش الاحتلال، والكميات المنتجة تعادل 20 % من استهلاك جيش الاحتلال، إذا أرسلت له كل الكمية المنتجة، و10 % اذا تمت قسمة الكمية المنتجة بينه وبين أوكرانيا.
الأميركي يعترف بأزمة الطاقة الإنتاجية مقابل النمط القتالي الأوكراني والإسرائيلي وحجم استهلاكه للذخائر، ولذلك كان يلجأ الى كل ما لدى الحلفاء من مخزون، وهو استعان ببريطانيا وفرنسا لتأمين صواريخ دفاع جويّ لأوكرانيا، رغم أنها ليست بكفاءة الباتريوت، واستعان باليابان لتأمين كميّة من صواريخ الباتريوت لإرسالها الى جيش الاحتلال.
قيام روسيا بالأمس بإشعال جبهات أوكرانيا بإطلاق مئات الصواريخ ومئات الطائرات المسيّرة وآلاف قذائف المدفعية، أطلق نداءات استغاثة أوكرانيّة تردّد صداها قلقاً وخوفاً من سقوط جبهات أوكرانيّة كاملة أمام الجيش الروسي، وأجبر الأميركيّ على توزيع إنتاج المصانع من الذخائر بين أوكرانيا وجيش الاحتلال.
عملياً مواصلة روسيا للتصعيد بالصواريخ والطائرات المسيّرة والمدفعية وما يرتبه من استنفار غربي لإرسال ذخائر مناسبة من قذائف المدفعية وصواريخ الباتريوت والدفاع الجوي وقذائف الدبابات، يعني أخذ هذه الكميّات من طريق جيش الاحتلال، وهو في لحظة حرجة بأمسّ الحاجة إليها.
إن خير دعم روسي للمقاومة في غزة هو تحويل التصعيد الذي شهدناه بالأمس في جبهات أوكرانيا الى سياسة يوميّة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى