دبوس
الإعلام القاتل…
هكذا صرخت الفتاة المصرية في وجه مذيعة «سي أن أن»، الشقراء ذات العينين الزرقاويتين، «أثبتي أيتها الحقيره أنّ مقاتلي حماس ذبحوا أطفالاً إسرائيليين، أين دليلك على ذلك بدلاً من إلقاء الاتهامات على عواهنها؟ كيف تخرجين على الملأ، وتتفوّهين بأخبار لا أساس لها، ولا يسندها أيّ دليل لمجرد أنّ القاتل الصهيوني قال لك ذلك؟ أنت قاتلة تماماً كما الصهاينة، هم يقتلون الأطفال، وأنت تقتلين الحقيقة، والذي سيترتب عليه، ان يُعتبر المدافع عن نفسه وعن وطنه وعن مقدساته إرهابياً، بينما سيعتبر السارق والمغتصب لأرض ومقدسات الآخرين والقاتل للأطفال حملاً وديعاً يمارس الدفاع عن النفس»!
استشهاد سبعة آلاف امرأة فلسطينية في غزة على أيدي الصهاينة، كلّ واحدة منهن بمئة من ذوات الشعر الذهبي والعيون الزرقاء، لم يثر حفيظة الإعلام الغربي القاتل للحقيقة، بينما أقام الدنيا ولم يقعدها على موت وليس مقتل امرأة إيرانية أصيبت بالسكتة القلبية، وجنّد كلّ عملاء الأرض لإثارة الاضطرابات والتخريب والتدمير في شوارع إيران، أراد الإعلام الغربي القاتل ان يجعل من موت مهسا أميني فتيلاً ليشعل الشارع الإيراني، وليؤلّب أولئك الذين يقبعون في المنطقة الرمادية ضدّ الدولة الإيرانية، فأقام الدنيا ولم يقعدها، ولولا أنّ الأقدار أقحمت السوشال ميديا لتنجلي الحقيقة، وتتبدّى الرؤية، لكان قتلة الحقيقة في الإعلام الغربي الفاجر استمروا حتى الآن في الترويج لرواية قطع رؤوس أطفال «إسرائيل»، وحرقهم. تماماً كما انّ هنالك جرائم ترتكب ضدّ البشر، فتتمزّق أجسادهم، وتتشظى عظامهم، هنالك جرائم ترتكب ضدّ الحقيقة، فتتبعثر ركائزها، وتتناثر أجزاؤها، وتتشوّه ملامحها.
سميح التايه