الراعي: نصلي لكي تصل كلمة السر وانتخاب رئيس للجمهورية

أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي «أن الحضور المسيحي مع إخواتنا المسلمين هو حاجة حياتية ملحة» وإذ رأى أن المجلس النيابي لا يستطيع التشريع، اعتبر «أن التشريع الضرورة يتلخص بانتخاب رئيس جمهورية» وقال: «نصلي لكي تصل كلمة السر» من الخارج.

كلام الراعي جاء قبيل مغادرته أمس مطار بيروت متوجهاً إلى أرمينيا في زيارة لبضعة أيام، يشارك خلالها في الحفل الذي يقام في يريفان في الذكرى المئوية للابادة الأرمنية، على أن ينتقل من هناك إلى فرنسا في زيارة تستمر حتى 28 الجاري، يلتقي في خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ويلقي محاضرة في الأونيسكو، كما يشارك في حفل تكريم نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس ويقلده وساماً فاتيكانياً.

ويرافق الراعي في هذه الزيارة النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومسؤول الاعلام في الصرح البطريركي وليد غياض.

وكان في وداع الراعي في المطار رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وفد من المجلس العام الماروني ضم ميشال متى، انطوان رميا ورولان غسطين، وحضر ايضاً الدكتور الياس صفير.

وتحدث الراعي في المطار فقال: «إن الاحتفال الذي سيقام في أرمينيا هو لتقديس الشهداء وقد دعينا للمشاركة في حفل تقديسهم وسيكون هناك برنامج محدد للمناسبة. ونحن نصلي على نية كل الشهداء الذين سقطوا أكانوا من الأرمن أو السريان أو الآشوريين الذين كانوا موجودين في هذه الكارثة الكبيرة، هم شهداء يشفعون لنا من السماء».

وأكد أنه يجب على الذين ارتكبوا هذه المجازر ان يعتذروا من الشعب الأرمني والآشوري والسرياني.

وعن لقائه الأخير مع سفراء الدول الخمس الكبرى المعتمدين في لبنان، أكد الراعي: «كل السفراء الذين التقينا بهم، أجمعوا على انه لا يمكن أن يستمر الوضع في لبنان من دون رئيس للجمهورية وكلهم مدركون أن العمل يجب أن يتم من الداخل مع الأفرقاء المعنيين في الداخل والعمل مع الخارج أيضاً وتحديداً مع السعودية وإيران».

ورداً على سؤال أوضح الراعي «أن الزيارة الى فرنسا هي في الأساس لتدشين كرسي المطرانية المارونية في مودون قرب باريس لأبرشيتنا في فرنسا، والمطران هناك هو زائر رسولي على موارنة أوروبا الشمالية وأوروبا الغربية. وفي المناسبة أتت دعوة لكي يتم لقاء مع الرئيس هولاند، كما سألقي محاضرة في الأونيسكو».

وتابع: «الموضوع الأساسي مع الرئيس هولاند هو موضوع الساعة وموضوع ما نعيشه من مأساة في هذا الشرق. وموضوع محاضرتي في الأونيسكو يتمحور حول دور المسيحيين في الشرق الأوسط في نشر ثقافة السلام».

وعن اللقاء مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قال الراعي: «سوف نلتقي إذا كان من مجال للقاء، ونبحث في المواضيع نفسها، في القلق حول الشرق، وانه لا يمكن ان تستمر الحروب الحاصلة اليوم. هي أصبحت حروباً داخلية في العائلة الواحدة، ولا يمكن ان نقبل ولا العالم المتحضر يمكن ان يقبل، بأن تنظيمات مثل داعش وغيرها هي على الساحة اليوم تقتل وتهدم وتهجر والأسرة الدولية تتفرج ومن ثم تقع ضحايا بريئة من مسلمين ومسيحيين. ولكن ما يعنينا نحن كمسيحيين انهم وهم موجودون في هذا الشرق منذ ألفي عام ولعبوا دوراً أساسياً في تكوين هذا الشرق وثقافته، لذلك نحن نقول اليوم أكثر من أي يوم آخر أن الحضور المسيحي مع إخوتنا المسلمين هو حاجة حياتية ملحة».

ورداً على سؤال شدد الراعي على ان المطلوب: «هو الاهتمام ببيتنا الداخلي أولاً، ونبني هذا البيت».

وإذ رأى أن المجلس النيابي لا يستطيع التشريع، اعتبر»أن التشريع الضرورة الأساسي والأولي يتلخص بانتخاب رئيس جمهورية في البلاد وهذا هو موقفي منذ الأساس. وليس هناك ما هو ضروري أكثر من انتخاب رئيس للجمهورية، وعندما يتم ذلك فإن كل الأمور تحل في لبنان»، وقال: «نحن نصلي لكي تصل كلمة السر هذه» من الخارج.

ورفض الدخول في موضوع التعيينات الأمنية لكنه أشار إلى أنه

«إذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية وهو ما حصل الآن، فإن هناك فوضى والكل يريد أن يكون هو الرئيس، والكل يريد أن يبني البلد وفق آرائه»، ورأى أن «الحل الوحيد للتخلص من كل هذه المشاكل هو انتخاب رئيس للجمهورية. وهو وحده يعطي شرعية لكل شيء، شرعية للمجلس النيابي وللحكومة ولكل المؤسسات».

وجدد تأكيده أن «ليس لدينا أي مرشح ولا فيتو على أي مرشح ولا نفضل اي مرشح على اي مرشح آخر».

اتصال من الخازن

وكان رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، اتصل بالراعي قبيل سفره داعياً له بـ«التوفيق»، ومتمنياً «أن تتكلل جهوده بالنتائج المرجوة منها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى