أميركا لا تملك الذخائر الاستراتيجية للحرب التقليدية
– لا يستطيع الكثير من الخبراء العسكريين تقبل فكرة أن الدولة الأعظم عسكرياً في العالم التي تمثلها أميركا، لا تملك مخزوناً من الذخائر الاستراتيجية لهذا النوع من الحروب. والمقصود تحديداً صواريخ الباتريوت للدفاع الجوي وقذائف المدفعية الهاوتزر 155 ملم، بما يكفيها لخوض حرب تقليدية مع دولة متوسطة القوة، أو قوة مقاومة مقتدرة مثل حزب الله، ولا يكفي لتزويد حليفيها المنخرطين في حروب عالية الوتيرة وذات صفة وجودية لهما، واستراتيجية لأميركا وحلفائها، هما “إسرائيل” وأوكرانيا.
– صاروخ الباتريوت هو الركن الأهم في حروب الجيوش الغربية ومنها الجيشان الأوكراني والإسرائيلي، لمواجهة خطر الصواريخ الموجّهة والطائرات المسيَّرة الهجومية. وأوكرانيا التي ورثت مخزوناً من الحقبة السوفياتية استهلكتها في الحرب مع روسيا، اختبرت منظومات دفاع جوي غربية أدنى كفاءة من نظام باتريوت عانت ولا تزال من عدم فعالية هذه المنظومات مثل هوك، بينما لا تجد فرص الحصول على ما تحتاجه من صواريخ باتريوت، رغم حصرها استخدامه في التصدّي للهجمات بصواريخ محدثة مثل كينجال وطائرات مسيّرة متطوّرة مثل شاهد الإيرانية الصنع.
– قذائف المدفعية من عيار 155 ملم هي عماد التغطية النارية في الحرب لمنع تقدم قوات عدو مهاجمة، وتغطية القوات في حال الهجوم، وأوكرانيا بلسان رئيسها فلاديمير زيلينسكي تصرخ بأن مخزونها نفد وأن الغرب كله لا يصنع ما يكفيها من هذه القذائف، ومعلوم أن دول الناتو قد أرسلت لأوكرانيا دبابات لاستخدام مدافعها لأن لديها مخزوناً من قذائف مدافع الدبابات، لكن هذا المخزون استُعمل ونفد.
قادة جيش الاحتلال في الكيان لا يصرّحون عن نفاد المخزون، لكن من يتابع مخزونها، يعلم أنهم سلّموا لواشنطن ما كان لديهم لشحنه إلى أوكرانيا قبل سنة، كما قال الأميركيون، ومن يتابع الشحنات الأميركية التي قدمت لجيش الاحتلال من دون موافقة الكونغرس بتوقيع وزير الخارجية تحت عنوان الحاجة الملحّة، ينتبه إلى أن الشحنة الاولى تضمنت 67 ألف قذيفة 155 ملم، والشحنة الثانية تضمنت فقط 17 ألف قذيفة. وكانت النقاشات التي رافقت أزمة تأمين هذه القذائف لأوكرانيا قبل طوفان الأقصى قد كشفت أن طاقة الإنتاج الأميركية منها لا تتعدّى الـ 30 الف قذيفة في الشهر، وهو ما يعادل استهلاك أوكرانيا في يوم قتال، واستهلاك إسرائيل لثلاثة أيام من حرب غزة.
– عندما تهدّد “إسرائيل” بالحرب على لبنان، تحصي المقاومة كم لدى جيش الاحتلال من صواريخ باتريوت يتصدّى بها لصواريخ المقاومة، التي قدّرت الشاباك أن 6 آلاف منها سوف تُطلق في اليوم الأول، وكم لديه من قذائف الـ 155 التي سوف يطلق منها عشرة آلاف قذيفة على الأقل يومياً.
– ذهب الغرب مع العولمة الى خصخصة الجيوش والصناعات الحربية، فصارت الشركات تصنع وفقاً لحجم العقود الموقعة، واليوم تقول الشركات إنها مستعدّة لتركيب خطوط إنتاج اضافية، لكنها تحتاج عقود شراء ممولة سلفاً. وفي هذه الحالة فسوف يرتفع الإنتاج في أميركا الى 50 الف قذيفة شهرياً، أي 1500 قذيفة يومياً، خلال سنة، والى 100 ألف قذيفة خلال سنتين، إلى 3 آلاف قذيفة يومياً، إلى 200 ألف قذيفة شهرياً أي 6 آلاف قذيفة يومياً خلال أربع سنوات، وأما بلوغ الرقم اللازم لحرب واحدة من حربي أوكرانيا او “إسرائيل” فإنه يحتاج الى سبع سنوات لبلوغه.
التعليق السياسي