الحرب على الفلسطينيين متواصلة بغطاء أميركي!
عمر عبد القادر غندور*
حاول الكونغرس الأميركي ان يعقد جلسة للتأكد من ان «إسرائيل» لا تخرق القواعد العسكرية للحروب في غزة! إلا انّ هذه الجلسة لن تعقد لا اليوم ولا غداً، فيما يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من المسؤولين الأميركيين الدفاع «عما لا يمكن الدفاع عنه»، خاصة حين يتحدثون عما يُسمّى «حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها»، بينما الفلسطينيون لا يملكون جيشاً ولا يستطيعون إيقاع مثل هذا الدمار على بأعدائهم، وليس من حولهم من الدول من يمدّهم بالمعدات العسكرية! وفقاً لمقال «انترست» فإنّ بمقدور «إسرائيل» ان تحرق غزة وسكانها وتسويتها بالأرض لأنّ الولايات المتحدة تسهّل لها ذلك سياسياً وعسكرياً!
ووفقا لمصادر أميركية فإنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن يجوب الشرق الاوسط ويظهر على شاشات التلفزيون في جولة «علاقات عامة» تهدف الى الترويج لفكرة مفادها انه يشعر بقلق عميق إزاء مصير سكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة، معترفاً بأنّ عدداً كبيراً جداً من الفلسطينيين قد قتل فضلاً عن آلاف الجرحى، وانّ عدداً كبيراً جداً قد عانى ويعاني جدا من نقص وجود ضرورات الحياة بالحدّ الأدنى، ولم تكتف «زعيمة» العالم الحر بإرسال المزيد من الأسلحة والدعم الاستخباري، بل وفرت لها أيضاً غطاء سياسياً حاسماً لحملة الأرض المحروقة، وقال بايدن إنه «شاهد صوراً لإرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال» وهو ادّعاء كاذب ومفبرك وغير موثق، ويقول الصحافي الأميركي سكاهيل لصحيفة «انترست» الالكترونية انّ رئيس الولايات المتحدة يقوم بمفرده من بين دول العالم ضد قرار مجلس الأمن الدولي الداعي الى وقف فوري لإطلاق النار مستخدماً «الفيتو» ضدّ قرار وقف الحرب اللاقانونية واللااخلاقية!
وفي الساعات الماضية دعا قرار أوروبي مثير للجدل صادر عن البرلمان الأوروبي الى وقف غير مشروط لإطلاق النار في غزة، جرى تطويقه، وثم إدخال تعديل يتضمّن إدانة حماس؟ ولكنه تضمّن أيضاً انتقادات لـ «إسرائيل» لاستخدامها غير المتناسب للقوة وقتل المدنيين والأطفال والنساء، وبذلك فشل اليسار الأوروبي في تعديل القرار غير المسبوق والذي لم يبصر النور!
على ايّ حال، فالهجمات المتوحشة على غزة وحرب الإبادة والحرص على قتل الأطفال ينمّ عن تخطيط ممنهج للحرب الدينية التي تبشر بها حكومة المتطرفين على غير اليهود في فلسطين كمقدمة لحرب دينية عنوانها «هيكل سليمان» الذي لم تثبت الحفريات الصهيونية وجوده او وجود أيّ أثر له، مترافقاً ذلك مع استقدام البقرات الحمراء من تكساس، وهذه أيضاً لم تتوفر فيها الشروط المطلوبة ولذلك تجري حالياً محاولات لهندسة جينات تسبق ذبحها تحت عنوان التدنيس والتطهير الذي لا بدّ منه بانتظار نزول المخلص الذي يخلصهم بعد التطهير، وانّ هيكلهم المزعوم هدمه نبوخذ نصر عام 597 قبل الميلاد وهو بالتأكيد ليس تحت المسجد الأقصى كما اثبتت الحفريات…
وما جرى من أعمال حربية استهدفت الحرس الثوري في دمشق هي امتداد للقصف الذي تعرّضت له أربيل الاسبوع الماضي، ولا نظنّ انّ الحرب المستمرة على الفلسطينيين تتمّ من غير موافقة الأميركيين الذين يشتركون في هذه الحرب باسلاح والاستخبارات والتكنولوجيا ومن ورائهم القارة الأوروبية! وهي أميركا التي ترفض إصدار قرار وقف أطلاق النار من مجلس الأمن رغم وصول عدد الضحايا الى 27 ألفاً والمصابين أكثر من 70 ألفاً وتشريد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، وحسبنا قول الله تعالى في مثل هؤلاء «أَوَلَم يَسِيرُواْ فِي الأَرضِ فَيَنظُرُواْ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَكَانُواْ أَشَدَّ مِنهُم قُوَّة وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعجِزَهُ مِن شَيء فِي السَّمَوَتِ وَلَا فِي الأَرضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيما قَدِيرا ٤٤ فاطر»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي