خان يونس تحسم معركة غزة
– منذ مطلع كانون الأول كان الحساب الأميركي الإسرائيلي أن ما سُمّي بالمرحلة الثانية من الحرب تحت عنوان بدء القتال في جنوب غزة، هو الذي سوف يقول الكلمة الفصل في نهاية الحرب، وقد بنيت التقديرات على أن نتائج المواجهات في شمال غزة حتى إعلان الهدنة، بعد شهر من القتال، تقول بأن الجيش الإسرائيلي قادر على خوض المرحلة الثانية والفوز بها.
– أولى المفاجآت كانت أن بدء المرحلة الثانية التي تشكل مدينة خان يونس هدفها الرئيسي، شكل بالنسبة للمقاومة في غزة توقيت الإعلان ساعة صفر جديدة في شمال غزة، تمّ استثمار الهدنة للإعداد لها، فقاتلت الشجاعية وجباليا في المرحلة الثانية بقوة وقسوة أكثر مما قاتلتا في المرحلة الأولى. وثانية المفاجآت كانت انتقال محور المقاومة على جبهات لبنان واليمن والعراق الى مرحلة ثانية أيضاً، بحيث تكفلت جبهة لبنان بتهجير ربع مليون مستوطن من الشمال، وتكفلت جبهة العراق بفتح ملف انسحاب القوات الأميركية على لسان رئيس الحكومة العراقية، بينما كانت الضربة القاسية من اليمن بفتح جبهة البحر الأحمر.
– في خان يونس تواصلت المفاجآت، في الضواحي المحيطة بالمدينة وفي قلب المدينة، ولقي جيش الاحتلال خلال خمسين يوماً أشدّ وأقسى أيام القتال، ودفع أثماناً باهظة، وكلّما قام بزج ألوية جديدة لتعزيز قواته التهمتها المقاومة وأصابتها بالشلل، وقد تورّط حتى الآن بتعريض ثمانية ألوية للتفكك والإنهاك والتآكل. وكلما قال القادة العسكريون إن معركة خان يونس توشك على النهاية، بدا أن المعارك تبدأ من جديد.
– خان يونس تخوض معركة تدمير جيش الاحتلال، وقد أعدّت العدّة لهذه المعركة، والوقائع الآتية من هناك تقول إن المقاومة بكل فصائلها في أفضل أحوالها وأعلى مستويات التشابك والتنسيق والتشارك، وأن التكتيكات والتحضيرات والذخائر والتفجيرات والكمائن والهجمات مستمرّة لشهور حتى يركع جيش الاحتلال، مثخناً بالجراح، وقد خرج عشرات الآلاف من ضباطه وجنوده من الخدمة، بين قتلى ومعاقين وجرحى ومصابين بالصرع والصدمات النفسية، وقد بلغوا حتى الآن في حرب غزة خمسين ألفاً.
التعليق السياسي