دبوس
الإرادة…
الإرادة هي تلك القوة المعنوية التي تتدفق في الكينونة المادية فتحيل الضعف الى قوة، وتحيل الوهن الى عنفوان، هي التي تجعل من الأمم الراضخة المسلّمة أمرها إلى الأقدار، إلى أمم تصنع الأحداث وتنتصر، فيدبّ النهوض بين جنباتها، وتتقدّم الصفوف لتجد لها مكاناً في الريادة، وفي المقدمة، الإرادة… هي الفرق بين قوى المقاومة، إيران ولبنان وفلسطين واليمن وسورية والعراق، والتي تتصدّى لقوى الظلام، ضاربة عرض الحائط، الاختلال في موازين القوى بينها وبين الاستكبار العالمي، وبين أنظمة وسلطات اختارت الانبطاح والركوع بين يدي قوى الشر الفاشية العنصرية الظالمة والناهبة لثرواتنا.
الإرادة هي الفرق بين ثورة الخميني العظيم والتي ألحقت الهزيمة ليس فقط بالجبروت الشاهنشاهي، بل أيضاً بكلّ القوى الاوليغارشية التي دعمته ووقفت خلفه تمدّه بكلّ وسائل القمع والفتك بالشعب الإيراني، وبين بلاد تمرّ بها وتعبر السهول والجبال والقرى والمدن، فلا تسمع إلّا همسات وأنّات لشعوب قرّرت ان تستكين وأن تهادن وأن تمرّر الأيام بهدوء وبدون معارضة بينما تنتهك حرماتها في اليوم ألف مرة، وتداس عزتها التليدة مع كلّ هبة نسيم، ومع كلّ صيحة ديك في الصباح ينادي للنهوض والقيام…
الإرادة هي الفرق بين شعب قرّر ان يأخذ أمره بيديه، فانبعث في صبيحة السابع من أكتوبر، ورغم الخلل الفادح في موازين القوى، قرّر ان يوجه للعدو ضربة ستثبت التاليات من الأيام أنها كانت البداية لنهاية قصة هذا الكيان التلمودي الأفاق، وبين مجاميع من الخونة باعوا كرامتهم بثمن بخس، وآثروا حياة مريحة مفعمة بالخنوع والاستسلام والرضوخ!
الإرادة هي القوة الميتافيزيقية التي تحدّد مصائر الناس اذا ما استخلصوا من العبر ودروس التاريخ بأنّ وجودهم ورفعتهم ونهضتهم وخلاصهم من قوى التجبّر والعدوان منوط بإرادة فولاذية من الرغبة في التصدي والمقاومة والانعتاق.
سميح التايه