المقاومة… ثقافة طمأنينة
إبراهيم حيدر
يطلق خصوم المقاومة في لبنان على المقاومة وصفاً بأنها تنتمي إلى «ثقافة الموت» وحتى هذه اللحظة لم يُفسّر أحد منهم ذلك الوصف وعلى ماذا يستند في إطلاق هذا الوصف .
في ظلّ الحديث عن ثقافة الموت واتهام المقاومة بالانتماء إليها لا بدّ من توجيه أسئلة مشروعة لخصوم المقاومة الذين يطلقون هذا الوصف: ما تعريفهم لمصطلح ثقافة الموت ومدى ارتباطه بالمقاومة؟! لأن المقاومة أيّ مقاومة تنشأ في الواقع من رحم المعاناة، أيّ فعل إرادة لرفع الظلم وتحرير الأرض في حال وجود احتلال، وهذا دليل واضح لا لُبس فيه على عدم ارتباط مصطلح ثقافة الموت بالمقاومة، وإنْ كان الخصوم يقصدون بثقافة الموت ما تُقدّمه المقاومة من تضحيات، فهنا نسألهم هل من مقاومة في التاريخ نشأت لمواجهة احتلال ولرفع الظلم ولم تقدم تضحيات في سبيل تحرير أرضها وحفظ كرامة شعبها؟
فعلى ماذا يستند خصوم المقاومة في وصفهم المقاومة بأنها تنتمي إلى ثقافة الموت؟! ما الدليل على ذلك؟! لأن مُجرد ذكر كلمة مقاومة فهذه إشارة واضحة لثقافة الحياة بمعناها الحقيقي، لأن معنى المقاومة وأهدافها ونشأتها وتضحياتها هدفها الأساسي صناعة حياة كريمة وإبعاد شبح الذلّ والمعاناة، وإذا أردنا إعطاء أدلة على ارتباط المقاومة في لبنان بثقافة الحياة فنبدأ بتحرير جنوب لبنان عام 2000 بعد أكثر من عقدين على الاحتلال الصهيوني والعبث بأمن الجنوب واستقراره، ومن ثم تحرير الجرود في البقاع عام 2017 من الإرهاب التكفيري…
هل أصبح بنظر خصوم المقاومة تحرير الأرض وصونها ثقافة موت؟! وهل بات انتصار الإنسان لكرامته ووطنه ثقافة موت؟! أم أنّ مصطلح ثقافة الموت بات سمفونية وشعاراً للتهكم والإساءة لخيار أعاد الأمن والأمان لوطن بأكمله؟!
ينبغي لخصوم المقاومة في لبنان أن يتعقلوا قليلاً ويُجيبوا على سؤالٍ مشروع، هل الإتيان ببواخر مازوت من إيران في ذروة الأزمة الاقتصادية الخانقة والحادة كرمى لعيون اللبنانيين وتوزيعها مجاناً على المستشفيات وآبار المياه وإعطاء منطقتي بشري وعكار قبل الجنوب والضاحية وبعلبك هو فعل ثقافة موت؟
عذراً على أسئلتي الكثيرة، ولكن بالحجة والبراهين والأدلة نرى مَن هم أبناء ثقافة الموت ومَن هم أبناء ثقافة الحياة!