عندما أنبطحوا… ماذا ربحوا؟!
عبد الملك سام (حنظلة) – اليمن
كلّ يهودي بداخله لص جشع، وكلّ إسرائيلي بداخله إمرأة مولولة.. هم يسرقون الناس بخِسة، فإذا ما طلب أحد منهم أن يكفوا فإذا بهم ينطلقون للشكوى والنواح لأنّ فلاناً يعاملهم بعنصرية، ويتهمونه بمعاداة السامية!
مَن لا يعرف ماذا فعل اليهود في الماضي بباقي الأمم، وماذا فعلوا منذ حطوا أقدامهم القذرة على أرض فلسطين، وما اقترفوه بحق الشعوب وبأهل فلسطين، فلن يدرك أبداً خطورة ماذا حصل، ولا ماذا سيحصل!
مشكلة هؤلاء الذين يسارعون نحو الانبطاح أنهم لم يعرفوا مع من يتعاملون، وهم حمقى لو ظنوا أنهم بتقرّبهم من اليهود سيأمنون أو يربحون أو ينتصرون…
عندما انبطح السادات وضعوا له شروطاً تعجيزية رغم أنهم كانوا بحاجة للسلام أكثر منه، ولم يتوقف الصهاينة عن التجسّس والمؤامرات للحظة من يومها.. واليوم أمن مصر في أيديهم، وثروة مصر تباع لـ «الإسرائيلي» بأبخس ثمن، ويدفع الفلسطيني آلاف الدولارات ليدخل مصر، بينما تنفق الحكومة المصرية آلاف الدولارات لحماية السائح اليهودي! واليوم نرى كيف أنّ حادث قتل جنود إسرائيليين في الحدود يستدعي تعويضات مصرية بالمليارات، بينما حادث قتل جنود مصريين لا يستدعي حتى اعتذار!
عندما أنبطح النغل البحريني لليهود، ففتح لهم سفارة، ومنحهم حياً بكامله، وبنى لهم معبداً، وأعطاهم من «الحقوق» ما لم يعطِه لشعبه المظلوم المضطهد.. فإذا بالنظام البحريني يفاجأ بعد مدة بنزول السفير الإسرائيلي للشارع متخطياً الحكومة العميلة ليمدّ الجسور مع الشعب، يسألهم عن شكواهم، ويشاركهم في اجتماعاتهم الدينية التي منعهم النظام من إقامتها، وينتقد ممارسات الأمن بحقهم، ويعدهم بالتدخل لتحسين ظروفهم، وقريباً سيسيطر السفير على كلّ شيء، حتى قصر «العاهل» اللئيم المنبطح!
عندما أنبطح المتعارب الناقص أبن الناقص، وللأمانة فقد حطم هذا الوضيع كلّ الأرقام القياسية في النذالة والإنبطاح، ولذلك فقد كانت مراسم التسليم سريعة ومبهرجة وصلت حدّ المشاركة الفعلية في قصف غزة.. ولكن هناك مثل سوري يقول: «بكرا يذوب الثلج، ويبان المرج»، حتى الآن لا تزال الإمارات تدفع ولم تتسلّم في المقابل شيئاً، وفتحت أسواقها وسلّمت زمام اقتصادها وأمنها ومستقبلها لأخطر وأخبث فئة في العالم بعد أن خسرت نطاق أمنها القومي المحيط بها!
عندما انبطح خادم الحرم وسارع لإفراغ المدينة من سكانها تمهيداً لمنحها لليهود، وبدأ مشروع تحويل نجد والحجاز إلى مواخير ونواد ليلية ليتسلى الشواذ والمنحرفون، وأخذ مدّخرات البلد وحتى مدّخرات أسرته ليبني للصهاينة مدينة ثرية قرب الجزر التي اشتراها من مصر ليفتح ممراً آمناً لهم على البحر الأحمر.. في المقابل لم يقبل الصهاينة أن يغلقوا ملفاً واحداً لتبرئة نظامه المتهالك، وتركوا الأمور معلقة حتى يضمنوا استمرارهم في أبتزازه، ومشروع التقسيم لا يزال مطروحاً على الطاولة رغم كل ما قدّمه لهم!
وعندما انبطح الآخرون ممن يسمون أنفسهم ملوكاً وزعماء ورؤساء، كلهم خسروا هيبتهم وكرامتهم وأموالهم وأمنهم الذي سلموا زمامه لعدو أمتهم، فماذا ربحوا؟! المؤكد أنّ هؤلاء جميعاً وأنظمتهم قد وضعوا أنفسهم بأنفسهم في مهبّ الريح، ومستقبلهم غير مضمون، وأمنهم غير مصون، ونهايتهم وشيكة ومخزية.
ماذا جنوا بانبطاحهم وجنايتهم على أنفسهم وبلدانهم سوى السراب الذي يتبعه الخراب؟! هذا في دنياهم، أما آخرتهم فستكون عاقبتهم فيها أدهى وأمرّ، هم ومن تبعهم من الأراذل. فويل لهم من القائل عز وجلّ: (إنا من المجرمين منتقمون).