دبوس
بين جو ودونالد
لقد كان حديث جو بايدن مع فرانسوا ميتران أخيراً حديثاً مطوّلاً عن العودة الأميركية المظفّرة الى سدّة الساحة الدولية، ولقد كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شاهدةً على هذه المحادثة المستفيضة، هذا هو ما أتحفنا به جو في إحدى إطلالاته الصحافية مؤخراً، صحيح أنّ فرانسوا ميتران حكم فرنسا من عام 1981 حتى عام 1994، ثم غادر قصر الأليزيه وبعد ذلك الحياة، إلّا أنّ جو قابله بطريقة أو بأخرى مؤخراً، أماً ميركل التي حضرت الاجتماع معهم في بدايات رئاسة ميتران كمستشارة لألمانيا، فلقد كانت قد تخرّجت للتوّ من الثانوية العامة خلال تلك الفترة، ولكن جو رآها بطريقة أو بأخرى أيضاً في الاجتماع…!
هذه هي آخر شطحات جو النائم، وفي إطلالة أخرى وفي مكان آخر أمام الصحافة أيضاً أصبحت حماس في نظر بايدن معارضة وليست فصيلاً فلسطينياً مقاتلاً يحظى بتأييد أغلبية الشعب الفلسطيني، كما أنه في نفس الإطلالة توّج عبد الفتاح السيسي رئيساً للمكسيك وليس لمصر، “منيح اللي لم يسمِّه عبد الفتاح المكسيسي”!
الإحصائيات تقول بأنّ بايدن يتدحرج على سلّم الطائرة في حالة النزول أقلّ من تدحرجه في حالة الطلوع، ولقد ضرب مؤخراً في إحدى زياراته الانتخابية الرقم القياسي في عدد المرّات التي وقع فيها على سلّم الطائرة، وسجل لأول مرة سقوطاً على قفاه بدلاً من التدحرج إلى الأمام، المصيبة أنه يصرّ دائماً على ان يركض وهو في طريقه الى طائرة الهيلوكوبتر التي عادةً ما تنتظره أمام مدخل البيت الأبيض لكي يثبت بأنه ما زال شاباً وفي حالة صحيّة جيدة، وفي واقع الحال هو انّ مشكلة جو ليست بدنية، ولكنها مخيّة، فالرجل مهوّي، وهو قد خلّص منذ سنوات، والمصيبة الأخرى التي تنتظرنا في نوفمبر المقبل، أن علينا ان نختار بين جو المهوّي ودونالد الكذّاب، ولكن الشيء المطمئن، بالنسبة لي على الأقل، أنّ هذين الرجلين هما أفضل ما أنجبته أميركا ليتنافسا على الموقع الأول في الدولة الأولى في العالم…
سميح التايه